ظهر منذ فترة نوع جديد من المخدرات المسببة للإدمان والهلوسة يعرف باسم فلاكا (Flakka) وهو من أشد المخدرات خطورة، وظهرت بدايته فى فلوريدا، حيث يباع فى الشوارع هناك ولم يتم تصنيعها كعقاقير أو أدوية.
وعن المخدر قال الدكتور خالد مصيلحى، أستاذ ورئيس قسم العقاقير والنباتات الطبية، إن بعض تجار المخدرات قاموا بتصنيعه، وبيعه فى الشوارع، على شكل بودرة يمكن أخذها بالشم، أو تناولها بالفم، أو الحقن. وأوضح أن هذه المخدرات المهلوسة لا تمثل خطورتها فقط على صحة متعاطيه، ولكنه تهدد الأمن العام فى حال انتشارها.
وأضاف الدكتور خالد مصيلحى: "بدأ ظهورها فى شوارع فلوريدا، وهى مادة كيميائية مصنعة على غرار المادة المشهورة كمنشط عام، وهى الأمفيتامين أو Methamphetamine وهى أيضا تنتمى لنفس مجموعة الهلوسة" Cathinone" الموجودة فى نبات القات Khat المنتشرة فى الصومال واليمن وبعض دول هذه المنطقة".
وأشار إلى أن آلية عمل الفلاكا تتلخص فى زيادة إفراز مادة dopamine "الدوبامين" فى المخ وبجرعات كبيرة جدا، وهى مادة مسئولة عن نقل الإشارات العصبية فى الجسم، كما أن الفلاكا يمنع الجسم من التخلص من الدوبامين الزائد فيزيد تركيزها بجرعات تفوق الوصف فى المخ، مما ينتج عنه الشعور بالنشوة والهلوسة الشديدة والنشاط الحركى الزائد بصورة مفاجئة".
وأشار مصيلحى إلى أن خطورة الفلاكا تأتى مقارنة بكل عقاقير الهلوسة السابقة، بأنها لا تعطى الشعور بالنشوة فقط، ولكن تعطى إحساسا كاذبا للمتعاطى أن لديه قدرات خارقة، فيتحول خلال لحظات من التعاطى إلى ما يشبه بالشخصيات المرعبة بالأفلام، مثل الزومبى، ومصاصى الدماء، فيقوم بفتح عينيه والهذيان بكلمات غير مفهومة بصوت عال، والصراخ وبصورة مرعبة ويقوم بافتراس أى شخص يقابله، وقد يصل لحد قتل أى شخص أمامه، وقد يضر بإلقاء نفسه من فوق شجرة أو من البلكونة، أو يقوم بتكسير السيارات، وإلقاء نفسه فى عرض الطريق، وتحطيم كل ما يقابله لأن كل هذه ردود الفعل العدوانية سببها أن هذا العقار يعطى الشخص الشعور بالقدرات الخارقة.
وتابع الدكتور خالد مصيلحى: "نظرا لكل هذه الميول العدوانية لدى هذا الشخص أصبح هذا العقار ليس خطرا فقط على المتعاطى، بل يمتد الخطر للأمن العام والأشخاص المحيطين به، وقد تستغلهم بعض العصابات فى تنفيذ جرائمهم تحت تأثير العقار لأنه يتحول لشخص عدوانى، حتى لأهل بيته وأقرب المقربين له، فقد يتسبب فى ضرر لأبنائه وأخواته ووالديه لأنه لا يرى إلا العدوانية والشر".
وأوضح مصيلحى أن أعراض الانسحاب لهذا العقار تتلخص فى صورة خمول، واكتئاب شديد، وهى الأعراض التى تظهر قبل تناول الجرعة، وتجعل المدمن فى بحث مستمر عن جرعات أكبر فى وقت سريع، وتأتى خطورة هذا العقار على المدى الطويل فى أنه يتسبب تعاطى الكبيرة فى ارتفاع درجة حرارة الجسم، مما قد يتسبب فى الفشل الكلوى وتدمير الجهاز العصبى.
وقال مصيلحى: "للسيطرة على هذا العقار وحالات الإدمان لابد أول من متابعه دقيقة من كل أفراد العائلة للشباب، وملاحظة أى تصرفات عدوانية قد تظهر فجأة على الشباب، وفى حالة ظهور أى أعراض، لا بد من السيطرة على حركة هذه الشخص حتى لا يتسبب في ضرر لغيره أو لنفسه، وتقييد حركته بقدر الإمكان، وطبعا لا بد من الحجز فى مصحات الإدمان، والصبر لأن علاجها صعب حتى يتم سحب الدواء من الجسم بالتدريج، مشيرا إلى أنه لا بد من العلاج النفسى والتأهيلى والمتابعة ببرامج توعيه بعد الشفاء حتى لا يعود الشخص لنفس العقار مرة أخرى".
وشدد على ضرورة محاصرة المنافذ التى قد يدخل منها هذا المخدر لمصر من الجهات المسئولة، خاصة أنه لا يزال منتشرا بشكل أوسع فى بعض الولايات الأمريكية، وما زال محدودا فى بعض الدول، فيجب محاصرته لمنع تسلله للبلاد وتركيز حملات التوعية للشباب عن خطورة هذه المخدر الذى فاقت خطورته الهيروين، والكوكايين لتأثيره على الأمن العام حال انتشاره وتكثر معه حالات القتل والعنف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة