نتفق على أن مواقع التواصل الاجتماعى لا ضابط لها ولا رابط وتمتلئ بالشائعات والأخبار الوهمية والهجمات السياسية المباشرة والقذرة، ونتفق على أن هذه المواقع والقائمين عليها نجحوا فى توظيف الولع الفطرى لدى معظم الناس بالنميمة، حتى يتم تداول ما ينشر على مواقع التواصل على أنه حقائق مؤكدة، مما يتسبب فى أزمات اجتماعية وسياسية، فكيف تكون المواجهة؟
أولا: على وسائل الإعلام التقليدية أن تولى اهتماما كبيرا بصفحات السوشيال ميديا، من خلال اختيار الفريق التقنى والإعلامى صاحب المهارات الكبيرة لتكون الصفحات الإعلامية على مواقع التواصل الاجتماعى بنفس قوة الوسائل الإعلامية التقليدية، ومن ثم تستطيع التأثير فى قطاع عريض من الناس ومواجهة الشائعات والأخبار الموجهة بالأخبار الصحيحة على الفور.
ثانيا: لا أعرف لماذا تجاهلنا حتى الآن الحل الصينى لمواجهة مواقع التواصل وما ينشر عليها؟ فقد اتخذت هيئة تنظيم الإنترنت فى الصين قرارا بمواجهة الأخبار المضللة التى يتم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعى وتتسبب فى إثارة الذعر وتكدير الأمن، وذلك بمنع وسائل الإعلام سواء الصحف أو التليفزيون من نشر أى معلومات نقلا عن مواقع التواصل الاجتماعى دون التدقيق من مصدر رسمى، بمعنى آخر، حظر استخدام الشائعات فى إنتاج الأخبار أو استخدام التخمينات والخيال لتشويه الحقائق.
ثالثا: علينا أن نفكر فى تجارب الدول الأخرى فى مقاومة مخاطر استخدام الحكومات والمنظمات الغربية لمواقع التواصل الاجتماعى الغربية الأشهر فى أنشطة استخباراتية وعدائية، ومن هذه الدول طبعا الصين التى نجحت فى إنشاء بدائل للعمالقة الأربعة جوجل وفيس بوك وتويتر وواتس آب، فمحرك البحث «بايدو» الأكثر شهرة وشعبية بين الصينيين، كما أن جوجل محظور تماما على الأراضى الصينية، وأيضا تطبيق «وى تشات» يحل محل واتس آب ويوفر مجالا واسعا للتواصل والدردشة، كما يحل تطبيق ويبو محل تويتر ويمكن الصينيين من تبادل التغريدات القصيرة، وكذلك موقع 51.com الذى يحل محل فيس بوك.
ما الذى يمنع من الاتجاه ناحية الصين فى تطبيقات التواصل الاجتماعى ونشرها بين المصريين على الأقل لتحجيم تأثير المواقع الغربية المفتوحة للإرهابيين والتى تستخدم كمنصات لنشر الشائعات والأخبار الكاذبة؟ علينا أن نفكر بإرادة ونتحرك بحسم دون أن ننظر وراءنا، والمؤكد أننا سننجح فى تغيير واقعنا إلى الأفضل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة