"أحبه كثيرًا".. هذا عنوان قصيدة تغنّت بها النجمة الراحلة فايزة أحمد، بنغمات زوجها الموسيقار محمد سلطان.. ربما تكون القصيدة لخصت معانى قصة الحب الكبيرة بينهما، تقول فيها: "أحبه لأنى.. كأنه كأنى.. أصبحت فى هواه منه وصار منى.. إن حدثوه عنى يذوب مرتين.. وإن حكوا عليه أريق دمعتين.. فدمعة لكونى أحبه كثيرًا.. ودمعة لأنى وجدته أخيرًا.. أحبه كثيرًا".
فايزة
هذا بالضبط كان شعور النجمة بالموسيقار.. ظلت تحبه كثيرًا فى السر والعلن، وكذلك كان هو.. ومازال إلى اليوم يحبها.. وكلما جاءت ذكرى رحيلها _21 سبتمبر_ يشعر بشىء من العذاب، الذى تفرضه الذكريات الجميلة عليه.. ويتناول آلة العود مسترجعا أحلى النغمات بينهما (لا تدخلى، أحبه كثيرا، مال علىّ مال، أحلى طريق فى دنيتى).
كروان الشرق
منزل فايزة أحمد ومحمد سلطان، كان مقصدا لكل النجوم، وردة الجزائرية، مديحة يسرى، أحمد عدوية، صباح، كمال الشناوى، بليغ حمدى، والعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، حتى بدأت الخلافات بين فايزة والعندليب، وامتنع عن الذهاب لمنزلها.
فايزة وسلطان
خلاف فايزة وعبد الحليم جاء بسبب رأيه الصريح فى موسيقى زوجها محمد سلطان، عندما وجه له الإذاعى وجدى الحكيم سؤالا قال فيه: "إن فايزة أحمد تضع محمد سلطان بعد موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب مباشرة وترى أنه خليفته فى الموسيقى"؟.. فرد عبد الحليم قائلا: "إزاى.. هو ده كلام.. فايزة لو قالت كده تبقى بتبوظه، وفى عندنا أساتذة كبار منهم محمد الموجى وكمال الطويل وبليغ حمدى".
كروان الشرق
عند استماع فايزة لرأى العندليب، ثارت وغضبت وعبرت عن كرهها له، واتهمته بكراهية محمد سلطان، وظلت تغتابه ببعض الكلمات حتى عرف من أصدقائه، وعلّق: "هى بتشتمنى ليه"؟.. لم يرد عبد الحليم أبدا، لكن عندما ظهر فى التليفزيون وسأله مقدم البرنامج: "من هى المطربة التى تملأ فراغ أم كلثوم"؟.. فرد عليه العندليب: "ولا واحدة من المتواجدات تستطيع ملء فراغها، الست معجزة صعب أن تتكرر".. وقتها كانت وردة وفايزة أحمد يحتلان الصدارة، وقصد عبد الحليم أن يقول الكلام ردا عليهما بسبب الحرب الباردة بينهما، بعد ضغط وردة على بليغ ليمتنع عن التلحين لحليم.
فايزة ووردة يتوسطان الاستاذ عبد الوهاب
فى هذا الوقت تحديدا كان يقف بجوار العندليب محمد عبد الوهاب والموجى، وعندما وجه سمير صبرى سؤالا لموسيقار الأجيال عقب وفاة أم كلثوم "على من تقع مسئولية مشوار الغناء فى مصر فى الأصوات الرجالى"؟.. فرد قائلا: "تقع على الأستاذ عبد الحليم حافظ"، وعاد سمير يسأله وفى الأصوات النسائية فجاوبه الموسيقار الكبير :"معرفش".. ورحلت فايزة أحمد ورحل كل العمالقة، وبقى تراثهم خالدا.. وأكبر الظن أنه سيظل أبد الدهر.
كروان الشرق فايزة أحمد
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة