قرأت لك.. التاريح السرى للديمقراطية: الغرب يتعمد تجاهل دور الإسلام فى العدالة

الأحد، 01 يناير 2017 07:00 ص
قرأت لك.. التاريح السرى للديمقراطية: الغرب يتعمد تجاهل دور الإسلام فى العدالة غلاف الكتاب
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"للوهلة الأولى ربما تبدو فكرة وجود تاريخ سرى للديمقراطية غريبة فى نظر كثير من القراء، وفى الحقيقة فإن تاريخ الديمقراطية قد أصبح معيارياً ومألوفا، ويبدو مكتملا إلى حد يصعب تصديق أنه حاشد بالأسرار".. هكذا قال بنجامين عيسى خان وستيفن ستوكويل، فى مقدمة كتابهما "التاريخ السرى للديمقراطية".

 

ويتحدث الكتاب فيما يطلق عليه "الديمقراطية ما قبل الأثينية" مستعرضا الأمور البدائية فى الديمقراطية، ومقارنا بين الشرق الأوسط القديم وأثينا الكلاسيكية، كما ضم هذا الجزء عرضا عن الديمقراطية فيما قبل أثينا، وجمهوريات ومؤسسات الديمقراطية فى الهند القديمة والصين.

 

الكتاب يتوقف كثيرا عند "الديمقراطية فى العصور الوسطى وتاريخ الديمقراطية فى الإسلام"، مجيبا عن السؤال لماذا خلت المعرفة الغربية بتاريخ الديمقراطية بصورة كلية تقريبا من أى إشارة إلى الإسلام؟ وقد تحدث كاتبا هذا الفصل عن المبادئ الأساسية التى يتقاسمها الإسلام والديمقراطية، وأكدا انسجام مقاصد الشريعة الإسلامية مع غايات الديمقراطية، وعدّدا أهم المبادئ الجوهرية فى النظام الإسلامى، والتى تنسجم مع المبادئ الكبرى فى الديمقراطية؛ مثل المساواة وحرية التعبير، والمشاركة السياسية، ومسألة السيادة.

 

وفى "الديمقراطية الأهلية المحلية، والاستعمار" يستعرض الكتاب تجارب الديمقراطيات الأهلية فى السياق الإفريقى، وأهم خصائصها وطرق تشكلها، هذا بالإضافةإلى عرض تجربة سكان استرالياالأصليين مع الديمقراطية، و تجربة جنوب إفريقيا.

 

وفى "تيارات بديلة فى الديمقراطية الحديثة" بدأ بدور المرأة فى الخطاب الديمقراطى فى الشرق الأوسط، والعوائق التى وقفت دون وصولها إلى مكانتها الديمقراطية، والجهود الثقافية والسياسية التى بذلت فى سبيل تمكينها من دور ديمقراطى فاعل، كما توقف مع تجربة الشارع العراقى وأثر التعدد المذهبى، والطائفية والتدخل الخارجى، فى تعثر التجربة الديمقراطية فى العراق، واقترح الفصل الأخير من هذا الجزء إجراء مراجعة جوهرية لأسلوب تفكيرنا بالديمقراطية، من خلال السير فى أفق الديمقراطية الرقابية.

 

يقدم هذا الكتاب رؤية أكثر ديمقراطية لتاريخ الديمقراطية، مؤكدا أن الوقت قد أزف لتحدى السردية الغربية السائدة عن ولادة الديمقراطية ونشأتها وتطورها، من أثينا وروما إلى وثيقة الـ ''ماغنا كارتا" ونهوض البرلمان الإنجليزى وقيام الثورة الفرنسية وإعلان وثيقة الدستور الأمريكى.

 

تتمثل الحجة المركزية لهذا الكتاب فى أن تاريخ الديمقراطية ينطوى على أكثر مما تعترف به الرواية الغربية الوجيزة عن شجرة أصولها، فثمة تاريخ ''سرى'' كامل، بالغ الضخامة والتعقيد، وليس غريبا بما فيه الكفاية لضمه إلى السرد المعيارى، يمتد من العالم القديم فى بلاد ما بين النهرين، ووادى السند، والصين القديمة، والممالك الفينيقية، مرورا بآليات الشورى والإجماع فى عملية صنع القرار السياسى الإسلامى، وفى الهيئات التشاورية والانتخابية والمنظومات التمثيلية التى ضمنت الانتقال السلمى للسلطة فى العديد من الممالك والبلدان الإسلامية، وفى آيسلندا والبندقية فى العصور الوسطى، وفى التجارب الديمقراطية للمجتمعات الأهلية بين قبائل الباغاندا فى أوغندا، والميتيس فى غرب كندا، وسكان استراليا الأصليين، والسود فى جنوب إفريقيا تحت الحكم الكولونيالى، وصولا إلى قصص ديمقراطية فى العالم الثالث الحديث قمعت تحت طبقات كثيفة من البطركية والتحيز والتمركز الغربى على الذات.

 

بعد تحدى التاريخ القياسى للديمقراطية، وكشف التواريخ السرية والسرديات البديلة، يطرح الكتاب مجموعة تساؤلات ونقاشات تطلق حوار مثمرا يعمق الإحساس بالديمقراطية، ويعتز بامتلاكها.

 

التاريخ-السري-للديموقراطية1
التاريخ السرى للديمقراطية









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة