لا يبدو أن معركة القرصنة الروسية على المواقع الأمريكية سوف تهدأ. ويتوقع محللون أن تستمر حملات التشكيك فى فوز ترامب طوال السنوات الأربع المقبلة، وأن الرئيس باراك أوباما وضعها ضمن أهداف قراراته، وطرد الدبلوماسيين الروس، وبدا الأمر للمرة الأولى خلافا علنيا بين الرئيس المنتهية ولايته، والرئيس المنتخب القادم للبيت الأبيض دونالد ترامب على عكس سوابق كانت السياسة تتم فيها بالتفاهم بين الرئيس الموجود، والقادم.
المفارقة أن هذه الأزمة اتخذت لدى الروس اتجاها كوميديا وهزليا، فقد نشر دميترى روجوزين، نائب رئيس الوزراء الروسى، على «تويتر» صورة للمثل فيكتور سوخوروكوف وعلق عليها بأن الاستخبارات الأمريكية والأوكرانية قبضت على أخطر هاكر روسى، والتقط صورة لسوخوروكوف لدى وصوله لحضور مؤتمر للبرمجيات. كانت تدوينة روجوزين سخرية من تقارير الاستخبارات الأمريكية، التى استند إليها باراك أوباما لتأكيد أن الروس تدخلوا فى الانتخابات الأمريكية الأخيرة لصالح ترامب، واستغل روجوزين أن صورة الممثل الروسى فيكتور سوخوروكوف، تشبه إلى حد كبيرالهاكر الروسى يفجينى بوجاتشوف الذى يلاحقه مكتب التحقيقات الفيدرالى الأمريكى بتهمة ارتكاب جرائم معلوماتية وسرقة الأموال باختراق شبكات البنوك.
ولم يكن نائب رئيس الوزراء الروسى وحده الذى سخر من تقارير «السى آى إيه»، لكن ماريا زاخاروفا، الناطقة باسم الخارجية الروسية، سبق لها وتهكمت على مسألة الهاكرز الروس الذين جندتهم موسكو للتدخل فى سير الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وكتبت على صفحتها بـ«فيس بوك»: «إن كان قراصنة الإنترنت الروس اخترقوا شيئا، فهو دماغ أوباما»، ووصف الكرملين على لسان ناطقه الرسمى دميترى بيسكوف التقرير الأمريكى بأنه محاولة لصيد الأشباح.
ودخل على الخط جوليان أسانج، مؤسس ويكيليكس، وسخر فى مؤتمر صحفى بثه على موقع ويكيليكس 9 يناير مما سماه مزاعم الاستخبارات الأمريكية بأن «الهاكرز الروس» أثروا على نتائج الانتخابات الأمريكية، وقال أسانج: « الحزب الديمقراطى يبحث عن كبش فداء ليحمله مسؤولية هزيمة هيلارى».
الكوميديا انتقلت إلى الرئيس المنتخب دونالد ترامب مرة أخرى، وذلك بعد أن وجهت له النجمة ميريل ستريب انتقادا، فى كلمتها بحفل توزيع جوائز «جولدن جلوب»، وأعربت عن تألمها لأن ترامب سخر من صحفى معاق. ورد ترامب واصفا ستريب بأنها «دلدول هيلارى»، لكن مواقع أمريكية قالت إن ترامب يناقض ما سبق وأعلنه، حيث سبق له قبل عامين أن وصف ميريل ستريب بأنها شخصية ممتازة وجذابة وأنها نجمته المفضلة.
ويظل تهكم الروس من «دماغ أوباما»، والأمريكان من دماغ ترامب، هو الجانب الفكاهى، من معركة سياسية تنبئ بالكثير من التفاصيل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة