خدعنا وغشنا وتصورنا أنه ملاكا فتآمر ضدنا كالشياطين، وبهرنا الفتى الأمريكى الأسمر، بالمجىء إلى القاهرة فى مستهل حكمه، مرتديا ثياب الثعالب الماكرة، متحدثا بلسان زائف وعبارات خادعة، ولم يكن يستحق أن نصفق له كثيرا كما فعلنا، لأنه قاد التآمر السافر على بلدنا، وكان كله همه أن يعيد المعزول إلى منصة الحكم، ويمكّن الإخوان من السيطرة على البلاد، لاستكمال لعبة الفوضى الخلاقة، وتفكيك مصر وتشريد شعبها، كما حدث فى دول الجحيم العربى.
30 يونيو كان صفعة قوية على وجه أوباما الذى يغادر البيت الأبيض غير مأسوف عليه، لم يتخيل أن أحلامه المجنونة، تتحطم فوق صخرة شعب أبى، استرد وطنه من بين أنياب الشيطان، ولم تأبه مصر لتهديداته بالحرب والتدخل العسكرى، وفشل حصاره الاقتصادى بوقوف المصريين خلف قيادتهم، وزادت قوة جيشها وتنوعت مصدر تسليحه رغم قطع المعونات العسكرية، فأدرك أنها دولة وشعب ليس لهما حل، لا ترضخ ولا تتنازل ولا تستسلم ولا تركع إلا لخالقها.
أوباما عند المصريين هو أسوأ حاكم فى التاريخ، أسوأ من جونسون الذى كان سببا رئيسيا فى هزيمة يونيو 1967، ومن بوش الابن الذى دمر العراق بالتآمر والمكيدة، أما أوباما فقد استهدف مصر ووضعها فى رأسه، وبذل قصارى جهده لتفكيكها وإضعاف جيشها وهدم مؤسساتها، وإلحاقها بقطار الجحيم العربى، ولماذا مصر التى خرجت من زمام أحلامه الشيطانية؟ ولماذا تتحداه ويصطف شعبها وتنمو قوتها العسكرية، وتزداد عنادا وإصراراً على المضى فى خطوات الإصلاح السياسى ووالاقتصادى، رغم الظروف الصعبة التى تمر بها؟
غير مأسوف عليه كان داعما للجماعات الإرهابية، ومحركا زبانيته فى المنطقة مثل قطر، لتزويدها بالأموال والسلاح، وتعامل مع الإرهاب بمعيارين، مهاجما ومتوعدا عندما ينال بلاده أو خلفائه فى أوروبا، ومتواطئا ومتخاذلا عندما يقع فى مصر، ورد الله كيده إلى نحره، عندما انتخب الشعب الأمريكى ترامب، بدلا من شبيهته هيلاى كلينتون التى كانت ستستكمل مخطط الغل والحقد وممارسة الضغوط على مصر.
تفاءلنا بسقوط هيلاى كلينتون أكثر من فرحتنا برحيل أوباما، وندمنا على حسن ظننا به، حين وطأ بقدميه جامعة القاهرة، مبشرا كالثعالب بأفكار خادعة وخطاب معسول ومُحلى بالسم.