فى حلقة جديدة من سلسلة التسريبات الخاصة بالرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب، وبعد نشر تقرير لأجهزة الاستخبارات الأمريكية، كشفت خلاله أن عميلاً بريطانياً جمع معلومات حساسة عن ترامب لصالح الروس، من بينها فضائح جنسية ومعلومات حساسة عن حياته الشخصية، نقلت صحيفة ديلى ميل البريطانية اليوم، السبت، تصريحات عن مصادر مجهلة تفيد بأن رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماى كانت على علم بالملف "سىء السمعة" الذى تم تجميعه بمعرفة عميل سابق للاستخبارات الإنجليزية عن علاقة الكرملين والرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب.
وزعمت المصادر أن ماى ووزير الخارجية بوريس جونسون أطلعا على الوثيقة التى كتبها ضابط الاستخبارات السابق كريستوفر ستيل، التى تضمنت مزاعم عن أن روسيا تمتلك معلومات عن فضائح جنسية تخص ترامب من المتوقع أن تساومه عليها فى المستقبل، وهو ما تم إنكاره بشدة من قبل كل من روسيا وترامب الذى وصف التقرير بـ"القمامة".
ويأتى الإدعاء بأن تيريزا كانت على علم بالملف بعد ساعات من إنكارها تلك المزاعم التى تشير إلى ضلوع السلطات البريطانية فى تسهيل خروج الملف، مشيرة إلى أن "ستيل" -52 عاما- ترك الخدمة منذ سنوات.
رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى
كما نقلت ديلى ميل عن تقرير للتايمز يشير إلى أن وزراء بريطانيين تم إخبارهم بأمر الملف المثير للجدل الشهر الماضى، وكذلك تم تحذيرهم من أن ضلوع ستيل فى تجميع التقرير من الممكن أن يوقع بريطانيا فى خلاف دبلوماسى مع الولايات المتحدة فى وقت تحاول فيه بناء علاقة خاصة جديدة مع الإدارة الجديدة.
وزعم الملف المكون من 35 صفحة بأن الرئيس الأمريكى الجديد تورط فى "ممارسات جنسية منحرفة" خلال زيارة لموسكو لحضور مسابقة ملكة جمال الكون عام 2013، بحسب تقرير لصحيفة الصن البريطانية.
ونقل تقرير الصن عن مصدر مخابراتى مقرب من ستيل يزعم أن العميل الاستخباراتى السابق قد حصل على 130 ألف جنيه إسترلينى نظير تكليفه بجمع معلومات عن ترامب، وأنه بالغ فى التفاصيل لإرضاء من كلفه بذلك، ولكن ما نشرته "ذا صن" جاء معارضًا للمعلومات التى حصلت عليها "الإندبندنت"، التى أشارت فى تقرير لها هى الأخرى إلى أن "ستيل" يشعر بالقلق لعدم تقاضيه نظير عمله.
عميل الاستخبارات البريطانى السابق كريستوفر ستيل
وتم تكليف ستيل بإجراء بحث عن ترامب من قبل شركة أمريكية تدعى "فيوجن"، التى كانت مملوكة فى البداية من قبل جمهوريين معارضين لترامب فى سبتمبر 2015، بينما انضم ستيل إلى الفريق فى يونيو 2016، وبعد ذلك ذهبت الشركة لتكون تحت إدارة ديمقراطيين.
وكان ستيل يعمل فى موسكو فى 1990 ثم ترك العمل بالاستخبارات البريطانية "ام آى 6" وأسس شركته البحثية الخاصة فى قلب لندن، وبعد تداول معلومات عن الملف، قام ستيل بالاختباء بعد أن ارتبط اسمه بالوثيقة، بحسب ديلى ميل.
مقر عمل ستيل بلندن
ووصف ترامب العميل ستيل بـ"جاسوس فاشل" يخشى أن يتم مقاضاته فى تغريدة له يهاجم فيها الملف بأنه نتاج عمل معارضيه سياسيًا.
تغريدة ترامب مهاجمًا الملف
وكانت الإندبندنت قد أجرت حوارًا مع "أندرو وود"، وهو سفير بريطانى سابق لدى روسيا، الذى أعلن عن أنه التقى مع السناتور الأمريكى جون ماكين فى احتمالية تعرض ترامب للابتزاز من جانب روسيا.. وبالرغم من أن السفير الأسبق لم يطلع على الملف، إلا أنه أشاد بستيل باعتباره "مهنى للغاية" واستبعد أن يكون قد اختلق المعلومات المجمعة بالملف.
السفير البريطانى الأسبق لدى موسكو "
أندرو وود"
ومن جانبها علمت صحيفة الإندبندنت البريطانية إن ستيل زعم عدم تقاضيه أجرا نظير عمله على ملف ترامب وروسيا، بالإضافة إلى شعوره بالإحباط من تعامل مكتب التحقيقات الفيدرالية مع المعلومات التى جمعها ستيل ووصفها بالـ"مرعبة".
وقالت الإندبندنت إن ستيل كان قد نقل المعلومات التى جمعها إلى كلٍ من الاستخبارات البريطانية والأمريكية بعدما خلص بأنها لا ينبغى أن تستقر فقط بأيدى معارضين ترامب السياسيين، وليقينه بأن الأمر يعتبر مسألة أمن قومى للبلدين.
وفى تصريحات لرئيس تحرير مجلة Mother Jones الأمريكية "ديفيد كورن"، قال "ستيل" إن مكتب التحقيقات الفيدرالية كان فى "صدمة" لدى استلامه الملف، واعتبر العميل "ستيل" أن هناك تستر من قبلل أفراد داخل المكتب منعوا إجراء تحقيق شامل فيما يخص المعلومات المجمعة عن ترامب، وركزوا فقط على التحقيق فى تسريب رسائل البريد الإلكترونى الخاصة بهيلارى كلينتون، والمتهم فيها روسيا.
وأعلنت وزارة العدل الأمريكية أمس الجمعة فتح تحقيق فى ادعاءات حول سلوك مكتب التحقيقات الفيدرالى الذى أضر كثيرًا بحملة المرشحة الديمقراطية كلينتون قبل الانتخابات، ويأتى الإعلان عن فتح التحقيق قبل أيام من تنصيب ترامب لتولى مهام منصبه، بينما يواجه مزاعم بأن القرصنة الروسية فى الانتخابات الأمريكية كان تهدف لدعم حملته ومساعدته على الفوز.
وكانت الاستخبارات الأمريكية قد أرفقت معلومات ستيل بتقرير عن القرصنة الروسية للانتخابات الأمريكية بالرغم من إقرارها بأنها لم تتحق بعد من هذه الادعاءات.
وكانت لجنة المخابرات فى مجلس الشيوخ الأمريكى قد أعلنت فتح تحقيق فى مزاعم قيام روسيا بشن هجمات إلكترونية للتأثير على الانتخابات الرئاسية الأمريكية على أن يشمل التحقيق أى صلات بين روسيا والحملات السياسية.
تقرير الإندبندنت
تقرير ديلى ميل
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة