أكرم القصاص - علا الشافعي

"الفوضى الخلاقة" تقتنص روائح العالم فى مجموعة هانى عفيفى القصصية الأولى

الإثنين، 16 يناير 2017 01:00 م
"الفوضى الخلاقة" تقتنص روائح العالم فى مجموعة هانى عفيفى القصصية الأولى القاص هانى عفيفى ومجموعة الفوضى الخلاقة
حازم حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صدرت عن دار "ابن رشد" للنشر، المجموعة القصصية الأولى للكاتب الشاب هانى عفيفى، التى تحمل عنوان "الفوضى الخلاقة"، وتضم 17 قصة تأتى فى 94 صفحة من القطع الصغير.
 
تتناول المجموعة القصصية، التى تُطرح بالتزامن مع معرض القاهرة الدولى للكتاب، المنتظر انطلاقه فى السادس والعشرين من الشهر الجارى، كثيرًا من القضايا والعناوين ذات المعطى الإنسانى بالأساس، يقبض عليها "هانى" عابرًا من الشخصى الملتحف بضمير المتكلم، ليفتح قوس الدلالة عبر مستوى من التجريد وشعرنة اللغة وإكسابها بُعدًا تأويليا حاضرًا ومتناميًا طوال الوقت، مفتاحه فى أحيان تغييب الشخوص والذوات الحاضرة سرديا خلف الضمائر، وفى أحيان أخرى عبر ملمح رمزى يستعين بتجسير المساحة بين الخاص والعام، عبر أماثيل ونماذج وتشبيهات، وتحضر هذه الصيغ البلاغية كمعطى جمالى وشعرى، إلى جانب دورها فى فتح أقواس الدلالة وتطوير المجال السردى والدلالى للمجموعة.
 
تحمل عناوين قصص المجموعة سمات بنائية وتعبيرية متنوعة، تتفاوت فى الطول والقصر وفى الرهان العلاماتى والدلالى، قدر التفاوت الذى تسجله القصص نفسها، فى مجموعة أولى لكاتب يقترف السرد منذ سنوات، ويوشّى عالمه بالتفاصيل والمحاولات الحثيثة بدأب وأناة، ومن عناوين القصص: التحولات العظمى فى حياة طفل مصمت، القبر يتحرك أحيانا، التصاق، حين تكتمل الحكاية (ما أوتيته لم يكن على علم عندى)، أحلام الموت لا تصل إلى خط الاستواء، الفوضى الخلاقة، على أسنّة شعاع الشمس، زين، كيمياء الانطلاق نحو السهم، كيف تبحث عن ذاته، للتو ماتت نصف حكاية، المتجمهرون الأوائل، ورقة القطرة الباهرة.
 
ومن أجواء المجموعة، يقول هانى عفيفى فى قصة "للحياة روائح متعددة": "تركت لى جزءًا مُهمًّا منها مع هديتها المتكررة لأمى، طفلا له نظرة غريبة، جعلنى أعتقد أن سلوك الأطفال قد تغير فى كل تلك السنوات التى أسقطتها منى هذه السفرة الطويلة بعض الشىء، إلا أننى وجدته الوحيد من بين الأطفال جميعهم، فنظرته تلك لم تكن نظرة طفل يرى شخصًا فى منزله لأول مرة، بل نظرة شخص وجد شيئًا ما؛ لم أفهمها وقتها، إلا أننى أدمنت تذكرها حتى فى لحظة احتضارى تلك.
 
للهلع أيضًا رائحة، فضيق عينيها، اللتين تضيقان أكثر كلما نظرت فيهما مباشرة، ربما بفعل الخوف مما يتحرك نحوها، يجعل نظرتى تبدو طائشة بفعل ما شممت من رائحة الأنوثة فيها، والتى لا تصدر إلا فى لحظات خوفها، وكأنما يحدث خلط بنسب معينة داخل أوعية دمها، بين الإستروجين والأدرينالين، ما يبرز أنوثتها من خلال فتحتى عينيها، اللتين تضيقان محاولة للإغلاق، لتحافظا على ما يخرج من صاحبتها من مزيج صُنع داخلها بفعل تحفيز المجتمع الذي تسير فيه. كنت أسيرُ كعادتي فى نفس الشارع الذى نتقابل فيه بصورة شبه يومية، فلا أعلم ما الذى جعل نظرتها تجمد عينىّ هذه المرة، وتتفحصنى جيدًا، لتستقر مرة أخرى على عينىّ، مسيلة ما بهما من كحل، فرغم أنها ليست السبب المباشر فى سيولة جفنىّ، إلا أنها من دفع هذا الأثير الساخن جدًا للهرب من جسمى عبر عينىّ، دافعًا جفنىّ للهلع بفعل هذه الحرارة الشديدة، حرارة محببة جمّدت دموع الحب فى مقلتى، فدموع العشق تتجمد عند درجة غليان المياه الطبيعية".
 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة