يستعد اليسار الفرنسى بشكل مكثف لانتخابات الرئاسة التى تنطلق بعد أشهر ، وذلك من خلال مناظرات ولقاءات جماهيرية مكثفة يجريها المرشحون اليساريون السبعة، للفوز بالترشح المبدئى لسباق الإليزية.
المناظرة التلفيزيونية الثانية
وتعهد المرشحون اليساريون الذين يخوضون سباق الانتخابات التمهيدية، ممثلون عن "التحالف الشعبى" خلال المناظرة التلفيزيونية الثانية التى جرت أمس على قناتى "بى إف إم" و"إل سى إى" باحترام نتائج الانتخابات ومساندة المرشح الذى سيفوز بها فى آخر مراحل الانتخابات المقررة مايو المقبل.
وعلى هامش المناظرة ، قال رئيس الوزراء مانويل فالس ، أحد المرشحين البارزين لتيار اليسار الفرنسى بسخرية : طبعاً سأحترم نتائج الانتخابات التمهيدية، ولهذا السبب بالذات أريد أن أفوز بها".
فيما قال المرشح أرنو مونتبور، إنه "سيحترم نتيجة الانتخابات"، مضيفا: "فى الحقيقة لا أملك خيارا ثانيا سوى الفوز".
المرشح بنوا هانون
مشكلة المهاجرين
ومن جانبه، انتقد المرشح بنوا هانون خلال المناظرة سياسات الحكومة الفرنسية الحالية فيما يخص استقبال المهاجرين مقارنة بما قامت به ألمانيا والدول المجاورة لسوريا، وقال إنه "شرف لفرنسا عندما تحترم مبادئها وقيمها استقبال اللاجئين والمهاجرين، ولكنها لم تكن فى المستوى المطلوب فيما يتعلق بمشكلة المهاجرين".
واقترح هامون منح ما سماه بـ"تأشيرات إنسانية" لكل اللاجئين الذين يودون المجىء لفرنسا هربا من الحروب والعنف، لكن هذا الاقتراح لم يلق مساندة من طرف المرشحين الأخرين.
المرشح فانسان بيون
فيما انتقد المرشح فانسان بيون سياسة الرئيس الحالى فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء مانويل فالس الذى يعتزم خوض الانتخابات تجاه اللاجئين قائلاً : "أشعر بأن الفرنسيين أكثر كرما من حكامهم"، مشيرا فى الوقت نفسه إلى أن "من بين 30 ألف لاجئ كان من المفترض أن تستقبلهم فرنسا، 5000 ألاف فقط تمكنوا من الدخول إليها"، وفى تعقيب من فالس، قال: "استقبال أعداد غير محددة من اللاجئين أمر غير ممكن، وأنا أتحمل كل ما قلته فى الخطاب الذى ألقيته فى مدينة ميونيخ الألمانية فى 2016، وأرى أن سياستنا تجاه اللاجئين كانت على صواب، والزمن أظهر صحة ما فعلناه".
وواصل فالس رده على الانتقادات قائلاً: "يجب احترام حق اللجوء السياسى وهو عادة فرنسية، فكل لاجئ يستحق اللجوء السياسى هو مرحب به على اراضى الجمهورية".
القنب الهندى
إباحة تناول القنب الهندى
من جهة آخرى، انقسم المرشحين اليساريين خلال المناظرة حول تشريع اقترحه المرشح بنوا هامون وزير التربية السابق، يتيح تناول القنب الهندى، حيث قال إن مثل هذا القانون من شأنه تجفيف منابع العنف وغسيل الأموال.
وشاطر جان لوك بنامياس منافسه هامون هذا الاقتراح قائلا إن "القنب الهندى يستخدم حاليا فى بعض الوصفات العلاجية لتخفيف الآلام، وبالتإلى يجب تشريعه كما هو الحال فى البرتغال وبعض دول أمريكا اللاتينية وبعض الولايات الأمريكية".
رئيس الحكومة السابق والمرشح الابرز مانويل
فيما أكد رئيس الحكومة السابق والمرشح الابرز مانويل فالس معارضته القوية لفكرة تشريع القنب مفسرا:" هناك قواعد تسيِّر المجتمع يجب احترامها، وهناك ممنوعات لا يجب تجاوزها، مهما كان المبرر، فإذا قمنا بتشريع تناول القنب الهندى، فبدون شك سيتم بيع مواد جديدة وخطيرة أخرى فى السوق السوداء، لكل هذه الأسباب أنا ضد هذه الفكرة تماما".
بدوره ، اشترط المرشح فانسان بيون تنظيم حوار وطنى شامل لمعرفة موقف الفرنسيين من تقنين تناول القنب، فيما دعا فرنسوا دو روجى للقيام بتجارب خلال خمس سنوات لهذا الاقتراح.
كيفية إدارة فرنسا
ورداً على سؤال حول كيفية إدارة فرنسا حال الفوز فى الانتخابات، تباينت إجابات مرشحى اليسار السبعة، حيث قال مانويل فالس إنه يريد أن يجسد تاريخ وثقافة فرنسا، ويكون مرآة صادقة لما تملكه فرنسا من قيم ومبادئ، وتابع: "يجب أن نشعر بالاعتزاز عندما نتولى منصب رئيس فرنسا، بين اليسار وفرنسا قصة مشتركة يجب كتابتها مرة أخرى". ودافع عن حصيلة هولاند وعن قراره عدم الترشح لولاية ثانية.
فيما علق بنوا هامون قائلاً: "لا توجد شخصية طبيعية كتب عليها أن تتولى منصب رئيس فرنسا"، فى إشارة إلى مانويل فاليس، مؤكداً أن كل مرشحى اليسار لديهم فرص متساوية وأن الفرنسين وحدهم هم من سيختارون الرئيس المقبل.
ودعا هامون إلى المرور للجمهورية السادسة وإصلاح مؤسسات الدولة لإعطاء الكلمة حقا للشعب عبر قانون 3/49 مدنى، يسمح بإلغاء القوانين التى صادق عليها البرلمان بمجرد جمع ما بين 450 إلى 500 ألف توقيع.
أما أرنو مونتبور فقال : "فرنسا مستقلة من جميع القوى وتتحكم فى مصيرها وعلى رأسها رئيس يدافع عن مصالح الفرنسيين". وانتقد بعض الرأسماليين الذين يملكون وسائل الإعلام والبنوك والشركات الرقمية الكبيرة والتى تحقق كلها أرباحا باهظه على حساب الفرنسيين والموظفين البسطاء والعمال.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة