استقبلت دور العرض السينمائى فى مصر فيلم النجم أحمد عيد "يابانى أصلي" وهو العمل الذى تشارك فى بطولته إلى جوار أحمد عيد كل من ندى موسى ومحمد ثروت وهشام إسماعيل واليابانية ساكى تسوكاموتو وإيمان السيد، محمد عبد المعطى، وعبد الرحيم حسن، وهو من تأليف لؤى السيد، وإنتاج أيمن ومحمد يوسف وإخراج محمود كريم، فى أولى تجاربه السينمائية الكاملة بعد عمله كمخرج منفذ فى العديد من الأعمال الناجحة منها مسلسل ونوس وطريقى ودهشة ومكان فى القصر والخواجة عبد القادر وفيلم هاتولى راجل.
فيلم أحمد عيد ورغم كونه يحمل العديد من المباشرة فى رصد الواقع المصرى وما وصلت إليه الأمور ووضع حلول لها إلا أن العمل جاء شديد التميز ويعتبر عودة حميدة لنجم غاب عن ساحة ربما لأسباب إنتاجية قد تتعلق بمواقفه السياسية، إلا أن اختياره فيلم يابانى أصلى للعودة مرة أخرى بعد آخر فيلم له "حظ سعيد" عام 2012 يثبت مدى وعى عيد كفنان وضع يده على واقع مؤلم بخفة شديدة، وبفكرة بسيطة تتلخص فى المواطن المصرى "محرم" الذى يتزوج من فتاة يابانية تعمل فى مصر وتتحدث العربية وينجب منها توأم مصطفى وعبد الرحمن ومع استقرارها فى إحدى الحارات الشعبية تضج من الحياة بها لتهرب بطفليها بعيدا عن محرم الذى يقرر رفع دعوى قضائية للحصول على نجليه وتبدأ المفارقات بين الواقع اليابانى الذى تربى عليه الطفلان وما يواجه محرم ونجلاه فى الواقع المصرى المختلف تماما عن البيئة التى تربيا فيها باليابان.
فكرة العمل بسيطة وتحوى قماشة واسعة تحتمل الكثير من الدراما وكوميديا الموقف خاصة فى الصدام الثقافى الذى يصطدم به الطفلان سواء على مستوى الأخلاق واحترام الكبير وتوقير الأب والأم والمستوى التعليمى أيضا، وهو ما فجر الضحك بين الجمهور دون مبالغة أو فذلكة.
اختيار فريق عمل الفيلم وتحديدا الطفلين اليابانيين بسماتهما الشكلية وطريقة حديثهما للغة العربية أمر يجب أن يوضع فى محل تقدير كبير يحسب للمخرج محمود كريم والذى استطاع أن يثبت قدرته على تقديم عمل متكامل ومبهج ويحمل العديد من الرسائل الإنسانية والأخلاقية، اختيار باقى فريق العمل أيضا جاء متميزا فمحمد ثروت يؤكد على موهبته التمثيلية بشكل أكبر وإيمان السيد رغم أنها لم تقدم جديدا إلا أن أداءها جاء مناسبا لمرأة تعيش فى حارة شعبية وهشام إسماعيل أيضا، وربما ما ساهم على ظهور العمل بشكل متكامل هو اختيار الأدوار الثانوية مثل فاطمة كشرى التى قدمت دور الجارة التى تلقى بمياه الغسيل فى الشارع وشخصيات المكانيكى والقهوجى والمطرب حمزة الصغير والطفل يوسف الذى جسد دور "بلية" صبى الميكانيكى.
الموسيقى التصويرية التى جاءت مكلمة لبانوراما الفيلم وضعها مصطفى الحلوانى ليستكمل نجاحاته بعد شهادة فى مسلسلات ميلاد ومملكة يوسف المغربى واختيار إجبارى الذى يعرض حاليا، فيما جاء المونتاج أيضا لعمرو عاصم والذى قص شريط الفيلم كصائغ يصوغ قطعة من الماس بحرفية شديدة ساهم بشكل كبير فى نجاح إيفيهات العمل حيث كان حريصا كل الحرص فى الحفاظ على إيقاع العمل الذى يتطلب سرعة تارة والبطء فى تارة أخرى.
رغم بساطة الفكرة إلا أن المؤلف لؤى السيد استطاع صياغة العمل بخفة مقدما رسائل هامة دون مبالغات درامية ليقول إن مصر "هتتغير بينا" وأن التعليم هو أساس كل شىء ورغم أن هناك بعض الأحداث غير المنطقية إلا أنها تصنف ضمن الحلم الذى يدفع بنا الفيلم لنعيش به ونحاول تحقيقه حتى ولو الأمر صعبا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة