مهنة الطب ليس مهنة بل رسالة إنسانية تسمو فيها القيم والمبادئ ويبذل فيها الطبيب كل ما يملك من علم ومعرفة وخبرة بل ويضحى بماله وراحته وحتى علاقاته الاجتماعية والأسرية من أجل تلك الرسالة لمساعدة مريض أياً كان، ولشعورهم بواجبهم الإنسانى قامت مجموعة من أطباء جراحة العيون فى إطار التعاون بين جمعية العون المباشر وفريق عين العالم المصرى، بإطلاق عدة مخيمات لعلاج ضعف الأبصار والعمى داخل وخارج مصر.
مريضى يضع القطرة فى عينه
"إلهام حنفى" أحد أعضاء فريق "عين العالم" المتخصص فى علاج حالات الضعف البصرى بالمجان، تحدث لليوم السابع عن تفاصيل الحملة التى أتمت عامها السابع، بعد أن نجح الفريق فى إجرائ مئات العمليات الجراحية لعلاج ضعف الإبصار.
بدأت "حنفى" حديثها بمجموعة من الإحصائيات التى أجراها الفريق على مستوى مصر وأفريقيا، وقالت، منذ عام 2009 بدأنا المسح الشامل عن حالات ضعف الإبصار على مستوى أفريقيا، وخاصة من غير القادرين على تكاليف العلاج، كشفت الاحصائيات عن 285 مليون حالة يعانون من ضعف الإبصار، 39 مليون منهم كفت أبصارهم.
أحد اطباء فريق عين العالم يكشف على مريض
وعن القوافل المصرية تحدثت "إلهام" لليوم السابع قائلة : نقوم بتنظيم قافلة اسبوعية فى القرى والمحافظات، للكشف وتبنى أكبر عدد من الحالات.
أما بعد المسح الذى استغرق سنوات، قام الفريق بالبحث عن أسباب الإصابة بهذه الامراض فى المجتمعات الفقيرة بأفريقيا والتى تعاني التلوث الشديد، وقالت "حنفى": حوالى 80% من الامراض المسببة لفقد البصر يمكن علاجها، و14% من مرضى فقدان البصر من الأطفال، وهو ما دفعنا للسعى نحو الحالات التى تحتاج لمساعدة فورية، وكانت النتيجة هى علاج مليون حالة والوصول بهم إلى معدلات متقدمة فى العلاج على مدار سنوات.
أحد الأطباء يكشف على عجوز مريض
2016 كان هو عام الانطلاق بعد سنوات من البحث والدراسة، فانطلقوا لمخيم "نور العون الأول" فى العاصمة "نيامى" فى الفترة من 28 أبريل، وحتى 5 مايو بمستشفى مكة، وكانت نقطة الانطلاق حافلة بالتحديات، فتم الكشف على 4500 حالة، وإجراء 738 عملية جراحية خلال ستة أيام فقط، فى ظروف مناخية وحياتية قاسية عانى منها الفريق.
طبيب يكتب كشف لأحد المرضى
وتكمل "حنفى" حديثها عن باقى الخطوات قائلة : بعد مخيم العون الأول توجهنا لعدة مخيمات أخرى، هى العون الثانى بالعاصمة ميامى، وهى المناطق التى تعانى فقراً شديداً فى أفريقيا إلى جانب باقى حملاتنا فى مصر.
فى مخيم "العون الثانى والثالث بأفريقيا" زادت التحديات وارتفع سقف الطموحات فكان الهدف من المخيم الثانى والثالث هو التطور الكمى والنوعى للعمليات فزاد العدد المستهدف وتنوعت التخصصات الجراحية فى المخيم باصطحاب أمهر الاستشاريين فى جراحه العيون، لأورام والتجميل، الحول، القرنيه، والمياه البيضاء.
1641 عملية، هى حصيلة القوافل التى استغرقت 11 يوم، نجح خلالها فريق مصرى فى علاج مئات الأطفال فى مصر ودول أفريقيا، ليس لديهم أهداف اخرى سوى خدمة البشرية دون النظر لجنسيات أو أديان.
