"من يدافع عن حقوقنا ويحمينا".. لسان حال مئات الصيادين فى مدينة عزبة البرج بدمياط التى تعد واحدة من أشهر المدن التى تعمل فى مجال صيد الأسماك وصناعة السفن والصناعات الأخرى المترتبة عليها، المدينة وحدها تضم ما يقرب من 65% من الأسطول البحرى المصرى ويبلغ عدد المراكب بها 550 مركبا ويبلغ عدد سكان عزبة البرج ما يقرب من 70 ألف نسمة ويوجد بها أيضا عشرات الورش المتخصصة فى صناعة السفن والمراكب، وتضم عزبة البرج ألاف الصيادين الذين يعملون فى حرفة الصيد ويتوارثونها ابا عن جد ولكنهم يعانون عشرات المشاكل على مر السنين والتى يأتى فى مقدمتها ارتفاع أسعار كافة أنواع الخامات التى يستخدمونها وخاصة الشباك كذلك ارتفاع أسعار الوقود خاصة فى الآونة الأخيرة بعد تأثر سعر الدولار، وكذلك التعرض لأعمال القرصنة فى عرض البحر أو الاحتجاز على أيدى قوات السواحل لدول الجوار.
ويقول أحمد اللتقانى صياد من أبناء عزبة البرج - جميع الصيادين فى عزبة البرج يعملون فى هذه الأيام فى ظروف صعبة وأجواء غير مناسبة فهم يعانون من ارتفاع أسعار كافة الخامات مثل الشباك والوقود وكافة مستلزمات العمل اللازمة للصيد والتى تؤثر على هامش الربح الذى يحصلون عليه والذى قل تدريجيا بسبب نقص وهروب الأسماك من السواحل المصرية، وهم أيضا عرضة للمخاطر مع كل سرحه صيد إما بسبب مخاطر البحر أو الاحتجاز على أيدى قوات السواحل لدول الجوار خاصة فى اليمن وارتيريا فلا يمر شهر دون أن نسمع عن احتجاز مركب أو أكثر على يد قوات حرس السواحل وذلك بسبب غياب دور الدولة وغياب المتابعة وتجاهل فئة كبيرة من أبناء المهنة.
ويضيف سالم صلاح عيسى صياد مهنة الصيد مهملة فى مصر رغم أنها مصدر أساسى لتوفير الأمن الغذائى وهو يعد أرخص السلع المعروضة مقارنة بغيره من الأغذية الأخرى ولكنها مهملة من قبل المسئولين وخاصة الثروة السمكية ووزارة الزراعة مضيفا أن هذه المهنة تحتاج توقيع مواثيق دولية تؤمن سبل العمل للصياد وتحفظ له حقوقه وتحميه من الاحتجاز على السواحل وتعرضه للإهانة على أيدى قوات السواحل، وأن جميع الصيادين فى مصر يعتمدون على أجر اليوم وليس لهم مظلة تأمين صحى ولا تأمين اجتماعى أو معاشات ومن يتعرض منهم لمرض أو اصابة فلا يجد من يعوله أو يساعده.
ويشير يحيى البانى صياد إلى أن جميع من يعملون فى مهنة الصيد يعانون من تجاهل المسئولون لحل مشاكلهم وخاصة المعاشات والتأمين الصحى وتأمين المخاطر لأننا جميعا عرضة لكافة أنواع المخاطر التى قد تسب عجز كلى أو مرض أو حتى الموت، وضرب مثال بنفسه بأنه يعانى من عجز بسبب بتر ساقه ويحتاج إلى تركيب ساق صناعية ورفضت كل المحاولات للحصول على موافقة العلاج على نفقة الدولة لتركيب ساق صناعية وفشله فى تركيب هذه الساق أفقدته العمل وحولته إلى مواطن قعيد ينتظر الإحسان من الناس.
ويقول البرلمانى "أبو المعاطى مصطفى"، نائب دمياط، إنه لابد من دعم قطاع الصيد فى مصر لأنه من أهم القطاعات التى تمس الأمن الغذائى المصرى ويعمل به اعاد كبيرة من مختلف المحافظات الساحلية مضيفا أنه لابد من توفير مظلة تأمين صحى وتأمين اجتماعى مع توفير دعم مادى للصيادين خلال فترات النوات الشتوية ومشيرا إلى ضرورة إعادة تشغيل مصنع أدفينا لتغليف وتعبئة الأسماك بعزبة البرج لخدمة هذه الحرفة.
ويضيف النائب ضياء الدين داود نائب الدائرة الأولى بندر ومركز دمياط مشاكل قطاع الصيد كثيرة ومعلومة لدى كافة الجهات، ولكنها تحتاج تدخل كافة الجهات المسئولة للاهتمام بهذا القطاع ودعمه وحل مشاكله لأنها تكاد تكون واحدة فى كافة المحافظات التى يوجد بها مراكب صيد وأهمها التأمين الصحى والمعاش.
ويأتى ذلك فى الوقت الذى أعلن فيه الدكتور إسماعيل عبد الحميد محافظ دمياط عن موافقة المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء على إعطاء مهلة سنة لصيادى محافظة دمياط لتركيب الراماس الخاص بسفن الصيد، وكلف وزارة التعاون الدولى بضرورة توفير تمويل عن طريق المنح والقروض لشراء الرامسات مع تكليف احد البنوك المصرية بإعطاء قروض ميسرة تسدد على سنوات طويلة لأصحاب المراكب لتمويل شراء الرامسات، بعد تحديد المواصفات المطلوب للراماس الخاص بكل مركب؛ وذلك بعد تكرار شكاوى أصحاب المراكب من ارتفاع أسعار الرماسات الخاصة بالإنقاذ وعدم توافر إمكانيات لشرائها.
احمد السعيد اللتقانى
سالم صلاح عيسى
مراكب الصيد