أكرم القصاص - علا الشافعي

14 عاما على رحيل محسن زايد "عفريت" نجيب محفوظ فى الدراما

الأربعاء، 25 يناير 2017 10:00 ص
14 عاما على رحيل محسن زايد "عفريت" نجيب محفوظ فى الدراما محسن زايد
كتب خالد إبراهيم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

إذا اطلعت على أرشيف أعمال الكاتب والسيناريست محسن زايد، ستجد رصيده فى الكتابة لا يتعدى 16 عملا فنيا، 8 فى الدراما، ومثلها فى السينما، قد يبدو لك أن هذا الرصيد من الأعمال الفنية ليس كبيرا بالمقارنة بكتاب سيناريو آخرين، ولكن الحقيقة الثابتة فى الفن أن العبرة ليست بالكم، ولكنها بـ"الكيف"، وبالقيمة التى يقدمها الفنان فى العمل الذى يقدمه سواء كاتبا أو مخرجا أو حتى ممثلا.

 

محسن زايد، الذى تحل ذكرى وفاته الـ14 خلال أيام، هو اسم اقترن دائما بالأديب العالمى نجيب محفوظ، لأنه قدم أعماله الأديبة فى الدراما المصرية، كما لم يقدمها أى كاتب سيناريو آخر، فكان السيناريست الدرامى الأبرز فى عالم رواية نجيب محفوظ، وقصته القصيرة، خصوصا أنه واحد من حرافيش محفوظ وكان من أقربهم إلى قلبه لذلك تشرب أدبه، فتحول إلى "عفريت" الأديب العالمى، بعدما عالج أهم أعمال صاحب نوبل، إلى أعمال درامية، تحولت بعد عرضها، إلى كلاسيكيات الدراما المصرية، بل أنه وصل لرتبة "عراب" هذا الأدب، بفهمه لفلسفة محفوظ عن الوجود، والحياة والموت والقوة والضعف والحب والكره، وكل المعانى الأنسانية المادى منها واللا معقول .

 

أعمال قليلة أجمع عليها محبو الدراما عبر الأجيال المتعاقبة، كان من بينها "حديث الصباح والمساء"، والذى صنع وكأنه مرآة للإنسانية، ترصد الحياة والموت والفرح والحزن، مغلفا بالهوية المصرية الأصيلة، بمجتمعها وأحيائها وناسها وأهلها، وأيضا فتواتها، وساستها، وعبق حقبة زمنية، يبكى الكثيرون حين تذكرها. حوّل محسن زايد، مجرد ورق كتبه محفوظ، إلى عالم "لحم ودم"، تعشق أبطاله وتبكى معهم وتخشى عليهم، وأحيانا منهم .

 

"حديث الصباح والمساء" ليس الأوحد لمحسن زايد، فى دنيا نجيب محفوظ، بل إن جميع أعماله الدرامية من صنع الأديب العالمى، فقدم زايد أيضا رائعته "بين القصرين"، وواحدة من روائع محفوظ "السيرة العاشورية" المأخوذة من "الحرافيش"، وأيضا رواية "قلب الليل".

 

وجد زايد نفسه فى دنيا نجيب محفوظ أيضا سينمائية، فقدم له "أيوب"، ومرة أخرى قلب الليل، ليتحول زايد فعليا إلى عفريت أو شبح لنجيب محفوظ، ومرجعية شديدة الدقة لأعمال محفوظ المرئية.

 

الأمر لم يقتصر على محسن زايد فقط، بل على نسله أيضا، فيبدو أن "ابن الوز فعليا عوام"، فمسلسل "أفراح القبة" المأخوذة من رواية محفوظ أيضا، واصلت نشوى زايد ابنة الراحل محسن زايد، كتابته بعد رحيل محمد أمين راضى اثر خلافات بينه وبين المخرج.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة