لا تكف تركيا بأوامر من الرئيس التركى رجب طيب أردوغان من المتاجرة بالقضية الفلسطينية من أجل نيل إرضاء إسرائيل والحكومة الإسرائيلية، بعد اتفاق المصالحة الذى تم بلورته بين أنقرة وتل فى شهر أبريل الماضى، وتم التوقيع عليه رسميا فى شهر سبتمبر الماضى، الذى من ضمن شروطه عودة السفراء بين البلدين ودفع تعويضات للقتلى الأتراك الذين قتلوا خلال اقتحام القوات الخاصة الإسرائيلية للسفينة مرمرة فى مايو عام 2010 بلغت 20 مليون دولار.
وكانت تركيا قد طرحت فك الحصار على الفلسطينيين فى قطاع غزة كشرط لإبرام الاتفاق، لكن إصرار إسرائيل على الرفض دفعها للرضوخ لتلك الضغوط وإبرام الاتفاق من دون أى شروط لفك الحصار.
وخلال تعرض إسرائيل لموجة من الحرائق فى شهر نوفمبر الماضى التى ضربت القدس والعديد من المدن الإسرائيلية، كانت الحكومة التركية أول المقدمين للمساعدات من أجل إخماد حرائق الغابات فى مستوطنات باتح تكفا وريشون لتسيون وغيرها من المستوطنات ، قدمت تركيا 3 طائرات لإطفاء الحرائق متقدمة من أجل إخمادها.
وفى المقابل، قدم رئيس الوزراء الإسرائيلى الشكر للرئيس التركى رجب طيب أردوغان على مساهمته فى إخماد الحرائق معربا عن أماله فى أن تكون عودة العلاقات خطوة للإمام لعلاقات مبنية على التعاون بين تل أبيب وأنقرة.
أما السفير التركى لدى إسرائيل، كمال واكيم، فقد أكد أن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، لن يضر باحتمالات السلام.
وأضاف السفير التركى فى مقابلة مع i24NEWS، ونشره موقع القناة على الإنترنت، اليوم، الأربعاء: "الأمر متروك لهم لإجراء حساباتهم.. آمل أن يتمكنوا من تقييم المخاطر جيدا".
وأشار إلى أن هناك "نقاشا حيويا" فى إسرائيل حول عملية السلام "الإسرائيلية – الفلسطينية"، التى قال أنه يقدرها، وأضاف: "سمعت أستاذا جامعيا يقول: علينا أن نقرر من نحن، وهذا هو مفتاح الحل".
وحول بناء المستوطنات الجديدة فى الأراضى المحتلة، أكد السفير التركى: "يجب علينا أن نحمى حلم السلام ليبقى نابضا"، وهو أمر يكاد يكون محسوما، فقد شهدت الأسابيع الأخيرة تحذيرات متكررة بأن البناء الاستيطانى الإسرائيلى واحتمال نقل السفارة الأمريكية من شأنهما هدم عملية السلام.
وتابع السفير التركى لدى إسرائيل: "سنفعل كل ما بوسعنا لإحلال السلام، ولكن ذلك يعتمد على إرادة كلا الجانبين"، وعلاوة على ذلك، أردف: "الصراع الدائر هو بين فلسطين وإسرائيل - وليس بين حماس وإسرائيل، والفلسطينيون لديهم مشاكل خاصة بهم".
وأضاف واكيم: "أن المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية سيتوجه إلى أنقرة قبل نهاية الشهر الجارى للقاء نظيره التركى فى محاولة لتعزيز العلاقات بين البلدين".
واستطرد: "لدينا رغبة قوية فى تعزيز الحوار المشترك"، ولذا فستكون هناك زيارات متبادلة بين الجانبين، ومن المنتظر أن يحل وزير السياحة التركى الشهر المقبل فى زيارة لإسرائيل، مضيفًا: "على التفكير فى كيفية التقدم فى كل مجال من العلاقات بيننا".
وكان السفير التركى لدى إسرائيل قد قدم أوراق اعتماده للرئيس الإسرائيلى فى شهر نوفمير الماضى قبله ، تعيين سفيرا إسرائيليا جديدا لدى أنقرة .
وأشار إلى أن إسرائيل وتركيا تسعيان أيضا من أجل التعاون فى مجال الأمن، فى اعقاب اجتماع كبار المسئولين فى هذا المجال من الجانب التركى والإسرائيلى على هامش قمة حلف شمال الأطلسى مؤخرا.
وتابع السفير التركي: "انه لمن الطبيعى أن نتحدث حول الأمور الأمنية، نحن لا نتحدث عن مساعدة جانب إلى آخر، وإنما عن تعاون مشترك".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة