كشفت تصريحات السفير التركى فى إسرائيل، الذى زعم أن نقل السفارة الأمريكية للقدس لن يضر السلام، تناقض سياسة أردوغان، ففى الوقت الذى أحدث تصريحات ترامب بنقل السفارة الأمريكية للقدس حالة من الغضب داخل المنطقة العربية، لم تبد أنقرة غضبها، وهو ما أظهر مدى قوة التقارب التركى الإسرائيلى، حتى لو كان على حساب القضية الفلسطينية.
نواب وخبراء أكدوا أن تصريحات السفير التركى بتل أبيب تكشف تناقض السياسة التركية، وتسلط الضوء على أن زعم أنقرة خلال الفترة الماضية أنها على عداوة بإسرائيل كانت مجرد تمثيلية، موضحين أن تركيا لا يمكنها أن تخدم القضية الفلسطينية.
وعلقت النائبة سامية رفلة، عضو لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، على تصريحات السفير التركى حول ان نقل السفارة الأمريكية للقدس لن يؤثر على عملية السلام بأن هذا رد فعل متوقع من جانب أنقرة، خاصة أنها زعمت كثيرا أنها تخدم القضية الفلسطينية ولكن لم تفعل ذلك.
وقالت عضو لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن أنقرة تدعم الإرهاب ولذلك فرد فعلها إزاء قرار نقل السفارة الأمريكية للقدس طبيعى، موضحة انها لم تكن تتوقع من دونالد ترامب الرئيس الأمريكى أن يكون أول قراراته بهذه الطريقة.
وأشارت عضو لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، إلى أن مصر هى من تواجه دعوات نقل السفارة الأمريكية للقدس، ودورها معروف فى خدمة القضية الفلسطينية.
بدوره قال النائب أحمد إمبابى، وكيل لجنة الشئون العربية بالبرلمان، إن السياسة التركية قريبة من السياسة الإسرائيلية، ولم تخدم تركيا خلال الفترات السابقة القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وأضاف وكيل لجنة الشئون العربية بالبرلمان، لـ"اليوم السابع" أن تصريحات السفير التركى ترد على كل من يدافعون عن الموقف التركى، خاصة أن تركيا تتبع مصالحها فقط، وعندما وجدت مصالحها فى التقرب من إسرائيل أعلنت عدم معارضتها لنقل السفارة الأمريكية للقدس لأنها تخدم السياسة الاسرائيلية.
وفى ذات السياق، قال طارق أبو السعد، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إن التقارب التركى الإسرائيلى قائم ومن فترة طويلة والتعاون العسكرى واضح وليس خفى، وتركيا فى عهد اردوغان كانت اكثر اقترابا من إسرائيل من أى وقت مضى، والزعم بأن أردوغان يحارب إسرائيل لم يكن أكثر من عمل دعائى من أجل صناعة بطل يحبه العرب ويلتفون حوله ليس من أجل الحرب على إسرائيل ولكن من أجل أن يكون فيهم قائدا فيسير بهم إلى طريق التقسيم والحرب الأهلية حسب الخطة الأمريكية.
وأضاف أنه بهذه الروح النفعية التى تتحرك بها تركيا يمكن تفهم موقفهم من نقل السفارة الأمريكية للقدس، وأنهم فى تركيا لا يعنيهم مثل هذه القضايا القومية فلهم قومية مختلفة، ولا يشغل بالهم هذا الصراع فلم يقدموا فيه شهيد واحدا أو استضافوا فيها لاجئا أو مولوا تنظيمات فلسطينية، إنما يشغل بالهم أن يكونوا مرضىّ عنهم من الاتحاد الأوروبى ومن الإدارة الأمريكية.
من جانبه وصف الدكتور يسرى العزباوى، الباحث السياسى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، تصريحات السفير الروسى طبيعى تمامًا فى إطار أولا أن أردوغان يحاول يعيد تقديم نفسه للولايات المتحدة وإسرائيل، ثانيا أن تركيا لم تضح فى يوم من الأيام فى سبيل القضية الفلسطينية، بل تاجرت بها كثيرا.
وأضاف الباحث السياسى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن تصريحات السفير التركى تأتى فى إطار العلاقات الجيدة التى تتمتع بها العلاقة بين تركيا وإسرائيل حيث تقوم تركيا بتوظيف الإخوان من أجل مصلحتها الدولية.
كان السفير التركى لدى إسرائيل، كمال واكيم، علق على نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، قائًلا: "يمكننا فقط أن نأمل فى أن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، الذى كشف الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب، لن يضر باحتمالات السلام".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة