مع اكتساب محاولات تصنيف جماعة الإخوان تنظيمًا إرهابيًا فى الولايات المتحدة زخمًا كبيرًا، لاسيما بعد وصول الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، بدأت أبواق الإعلام الأمريكى التى لا تخفى تأييدها للجماعة فى محاولة التحذير من "مخاطر هذه الخطوة" على الباحثين الغربيين الذين يدرسون التنظيم، كما بدأ هؤلاء الباحثون أنفسهم فى وضع فرضيات والتحذير من تداعيات كبرى على المصالح الأمريكية لو تم التنصيف بالفعل.
وبعد أسبوعين من إعلان وزير الخارجية الأمريكى الجديد ريكس تيرلسون، اعتزامه العمل على إدارج جماعة الإخوان فى قوائم الإرهاب، قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية، وفقًا لمشروع القانون المقدم كذلك فى الكونجرس من قبل السيناتور تيد كروز، يُعرض الباحثين والأكاديميين الذين يجرون دراسات على الجماعة للخطر.
وأوضحت الصحيفة، أنه برغم أن كل النقاش الذى أثير حول مشروع القانون تركز على ما إذا كان محقًا فى علاقة الإخوان بالإرهاب، وتأثيره المحتمل على المنظمات الإسلامية الأمريكية، لكن هناك خطر آخر على الباحثين الأكاديميين والمحللين، فهؤلاء الذين يجرون أبحاثهم على التنظيم يمكن أن يجدوا أنفسهم فى خطر الملاحقة القضائية بتهمة دعم الإرهاب، لافتًا إلى أن نسبة كبيرة من الباحثين الأكاديميين والصحفيين والمحليين الذين يعملون على الشرق الأوسط يجرون دراسات أو اتصالات مع الإخوان.
وتساءلت الصحيفة عن التداعيات القانونية لو تم تصنيف الإخوان رسميًا منظمة إرهابية، هل يمكن استدعاء ملفاتها أمام القضاء، وهل نشر مقابلات مع أعضائها سيمثل دعمًا ماديًا؟، وهل أنشطة الخطابة التى لها علاقة بالدفاع عن أيديولوجة الإخوان ورؤيتهم ستخضع للمحاكمة؟.
وتقول الصحيفة إن ما يدعو للقلق هو توسيع نطاق الأفعال التى تدخل تحت بند "الدعم المادى للإرهاب"، فخلال العقد الماضى كانت تلك وسيلة لمحاكمة من يشتبه فى ضلوعهم أو تحريضهم على الإرهاب، وتم تفسير هذا بالدعم المالى أو التنظيمى وأشكال الدعم المادى الأخرى.
من ناحية أخرى، تحدث تقرير بمركز كارنيجى الدولى للسلام عن التداعيات المحتملة لتصنيف الإخوان جماعة إرهابية، حيث قال التقرير الذى كتبه كلا من ناثان براون وميشيل دن، إن إدارة ترامب والكونجرس يبذلان جهودًَا كبيرة لتصنيف الأخوان جماعة إرهابية، كما سبق أن أشار مستشار الأمن القومى مايك فلين والمرشح لوازرة الخارجية ريكس تيلرسون إلى أنهما يتخذان موقفًا مماثلًا من التنظيم.
وذهب التقرير إلى القول بأن مشروع القانون الذى تقدم به السيناتور تيد كروز يعكس شعورًا يسود الكونجرس بأن الإخوان تنظيم إرهابى بالفعل، ويدعو الإدارة الأمريكية إلى الموافقة على التصنيف أو إثبات ما هو عكس ذلك.
لكن الكاتبان براون ودن يقولان، إن مشروع القانون لا يوضح من هى الجماعة، وهو توضيح من الصعب إثباته، حيث أن تسمية الإخوان لا يقصد بها شىء واحد، بل تطلق على مجموعة من التنظيمات والحركات والإحزاب والجمعيات والجماعات التى تعمل بتوجيه مباشر أو غير مباشر من الحركة الأم التى تأسست فى مصر عام 1928.
وأشار تقرير كارنيجى إلى وجود أحزاب مشروعة مستوحاة من الإخوان فى كل من إندونيسيا وباكستان والمغرب وتونس والأردن والعراق والكويت، كما أن قيادات الإخوان المصريين موجودين فى قطر التى تستضيف مقر القيادة المركزية الأمريكية، وكذلك فإن بعض قيادات الحزب الحاكم فى تركيا من الإخوان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة