تتنقل بين السيارات المارة فى شوارع وسط البلد، تمسك بيدها "فوطة" مبللة، يسمح لها البعض بمسح زجاج سياراتهم، بينما يقابلها البعض الآخر بالرفض، تعمل لساعات طويلة، حتى يخيم الليل على أرجاء المكان، فتعود لمنزلها بـ"حفنة من الجنيهات" التى جمعتها خلال يومها، لتضعها فى يد زوجها الذى يعمل سائق أجرة على توك توك، لتعينه على مواجهة متطلبات الحياة.
"ياسمين صلاح"، سيدة فى العام الـ 27 من عمرها من محافظة بورسعيد، كانت تعمل فى مجال السياحة بصحبة زوجها فى مدينة الغردقة لمدة 8 سنوات، إلا أن الأحوال التى آلت إليها السياحة، وعدم وجود فرص عمل، جعلها وزوجها ينزحان إلى القاهرة، أملا فى البحث عن لقمة العيش.
استقر المقام بياسمين وزوجها فى منطقة شبرا الخيمة، منذ عامين، ولم يجد زوجها سوى العمل كسائق بالأجرة على "توك توك"، ولم تجد الزوجة أى فرصة عمل، فى ظل الأجواء الاقتصادية الصعبة التى يعيشها المصريون، فقررت أن تقوم بمسح زجاج السيارات، واختارت من منطقة وسط البلد محلا لعملها.
وأوضحت ياسمين أنها مجبرة على الوقوف فى الشارع وتحمل بذاءت المارة، فى سبيل لقمة العيش، قائلة :"مالقتش شغلانة تانى وقلت لأ، كفاية إنى بتحمل الإهانة وخصوصا من الستات اللى بتشاورلى وتقولى روحى شفيلك شغلانة، ومن يدوس بالسيارة على قدمى وواحدة من يومين جاية بتقولى تعالى أشغلك رقاصة وسيبى جوزك، ما أنا لو عايز اشتغل رقاصة كنت اشتغلت من الأول".
"جوزى شغال على توك توك، ومعروف إن خير التوك توك كله لصاحبة وجوزى ما بياخدش إلا حاجة بسيطة، وساكنين فى شقة إيجار جديد بـ 400 جنيه فى الشهر"، هكذا روت ياسمين ظروفها الاجتماعية. وتتمنى أن تجد من يساعد زوجها فى دفع مقدم توك توك، حتى لا تضطر للعمل فى الشارع مجدداً، قائلة :"التوك توك مقدمه 5 آلاف جنيه وده مبلغ كبير بالنسبة لنا، ونفسنا حد يساعدنا وإحنا هنكمل وندفع أقساطه، وساعتها مش هنزل من بيتى، ولو نزلت مش هنزل عشان أتبهدل فى الشارع".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة