عقد مؤتمر الشباب الشهرى فى أسوان، فكرة كاشفة، أن يتنقل الرئيس مع المؤتمر بين المحافظات، ليتعرف بشكل مباشر على احتياجات ومشكلات المحافظات وهى كثيرة، وهو أمر يكشف عن أن المحافظين بالرغم من الصلاحيات الممنوحة لهم، غير قادرين على ملء مكانهم وسد الفجوات الحكومية، وهو عيب فى بنية الإدارة الحكومية، أن ينتظر المحافظ رئيس الوزراء أو الرئيس ليحل أزمة لا تحتاج إلى أكثر من قرار.
كلما ابتعد المواطنون عن المركز تضاعفت مشكلاتهم، الأقاليم غير القاهرة، والمراكز أقل حظا من عاصمة المحافظة، والقرى أقل حظا من المراكز، الأمر بالفعل بحاجة إلى تغيير نظام الحكم المحلى كله، والإسراع فى إنجاز قانون الانتخابات للمجالس الشعبية المحلية، ربما تكون أكثر قدرة على مناقشة الاحتياجات وطرح المشكلات وحل أزمات الخدمات الناقصة. تخفيف المركزية، ومنح استقلال للمسؤولين بالمحافظات، مع فرض رقابة واضحة، لإغلاق أبواب الفساد.
الأزمات فى القرى والمراكز متراكمة، على مدى سنوات ظلت الأقاليم تفتقد المسؤولين القادرين على حل المشكلات، من دون تصديرها للقاهرة، رأينا فى أسوان أن مشكلات مثل تلوث المياه، أو نقص الخدمات فى انتظار الرئيس ليتفقدها ويعطى تعليماته بالحل، وكل محافظة فى مصر لديها مشكلات متراكمة، ومزمنة تحتاج إلى تدخل عاجل، وتنتظر الرئيس ليعطى تعليماته.
رأينا الشاب علاء مصطفى الذى تحدث وأحرج محافظ أسوان، وكشف عن إخفاء المحافظة للصرف من مصرف كيما أثناء زيارة الرئيس، واصطحب الرئيس وزير الإسكان والمحافظ ليرى بنفسه أن هناك تأخرا فى إنجاز محطة معالجة الصرف، وهى قضية مزمنة، من عقود، ووجه بمحطة معالجة ثلاثية بدلا من الثنائية.
أيضا قصة السيدة مطيعة التى قابلت الرئيس لتشرح له مشكلتها، كاشفة- السيدة- أن كل ما تريده قرار علاج، وتنتظر من سنوات بلا جدوى، وانتظار تدخل الرئيس يعنى أن هناك مشكلة فى الحكومة.
مؤتمر الشباب الشهرى فى أسوان، كان مناسبة لطرح مشكلات وقضايا الصعيد عموما، وأسوان على وجه الخصوص، المشكلات تتلخص فى نقص الخدمات الصحية، ومشكلات تلوث المياه من مصنع كيما وغيره، وهى مشكلة مزمنة تتجه إلى الحل، حسبما أعلن الرئيس بعد تفقد المشكلة. مؤتمر الشباب أصبح فرصة لطرح المشكلات على الطبيعة، ولم يتحول إلى مجرد «مكلمة».
هناك مكاسب من المؤتمر، فى إنشاء هيئة عليا لتنمية الصعيد، وتحويل أسوان إلى مركز للثقافة الأفريقية، والأمل أن تتحول هذه القرارات إلى فعل، وألا ينتظر المسؤولون تعليمات أخرى أو زيارة الرئيس، هناك آلاف الحالات مثل «مطيعة» تظل بلا حل لأن المسؤول فى الديوان، ينتظر تدخل الرئيس.