بالصور.. "نورا" ألقتها أمها بالمقابر وعمرها يوم واحد.. تبنتها أسرة بالشرقية.. تسعى لإثبات نسبها بعد 30 عامًا.. وتؤكد: شقيقى تعرف علىَّ وأمى الجاحدة ترفض الاعتراف بى.. ويسعون لتشغيلى خادمة فى البيوت

الإثنين، 30 يناير 2017 04:30 ص
بالصور.. "نورا" ألقتها أمها بالمقابر وعمرها يوم واحد.. تبنتها أسرة بالشرقية.. تسعى لإثبات نسبها بعد 30 عامًا.. وتؤكد: شقيقى تعرف علىَّ وأمى الجاحدة ترفض الاعتراف بى.. ويسعون لتشغيلى خادمة فى البيوت نورا وأطفالها
الشرقية - حمدى عبد العظيم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ا"أنا عشت من أجل أن أتألم.. قسوة الدنيا أنستنى الفرحة".. بهذه الكلمات بدأت "نورا حسن على"، سرد قصتها التى تستحق أن تصبح عملا سينمائيا، فتقول نورا إنها ولدت بعد زواج أمها من أبيها بشهرين فقط، فخافت أمها من الفضيحة فألقتها فى مدافن بمدينة كفر صقر فى الشرقية.

 

وتضيف "نورا"، 30 سنة: تأكدت من حقيقة نسبى عند استخراج بطاقتى الشخصية، وكنت وقتها بالصف الأول الثانوى الزراعى بمدرسة كفر صقر الزراعية، حينما فاجأنى موظف السجل المدنى بأن اسم أمى المدون فى شهادة الميلاد، مختلف عن اسم شقيقتى عايدة التى حضرت معى كضامن لاستخراج البطاقة، وتفاجأت أنه يقول لى لن استطيع استخراج بطاقة لكى.

نورا الضحية
نورا الضحية
 

موضحه أن عائلتها التى تبنتها كانوا يخفون الأوراق الرسمية عنها دائما ويقنعوها بأن الاختلاف سببه خطأ فى شهادة الميلاد متعلقة باسم الأب، بالإضافة إلى أنها كانت تعتقد أن والدتها التى تبنتها لها اسم شهرة واسم آخر فى البطاقة، مشيرة إلى أنها دائما كان لديها شكوك فى كلامهم ولكنها كانت تخشى فتح الموضوع معهم، خاصة أنهم كانوا يحسنون معاملتها ويؤكدون لها أنها شقيقتها.

 

وتتابع: لم أشعر بنفسى وقتها دارت الدنيا بى وخرجت مسرعة والدموع تنهمر من عينى ولما دخلت المنزل الذى أعيش فيه قبلت اختى وطلبت منها بإلحاح أن تقول لى الحقيقة وكدت أقبل قدمها، وكانت الطامة أن أخبرتنى أن شقيقها كان فى الثامنة من عمره وكان بصحبة أمه، يلعب بمدافن العائلة فسمع صوت بكاء طفلة، فعاد لوالدته واخبرها أن هناك طفلة صغيرة فذهبت مسرعة لتجد الطفلة التى لم يتعدى عمرها يوم واحد فصاحت وحضر كل من بالمقابر ليشاهد نورا التى يعلو صوت بكائها، فحملتك وقررت أن تربيكى.

نورا وطفليها
نورا وطفليها

 

تقول نورا: كنت اسمعها وكأن قصة فيلم تروى ولم أصدقها وقلت لها (أنت تمزحين)، اقنعتنى انها وجميع من حولى كانوا يخفون عنى الحقيقة، وكانت نقطة تحول فى حياتى وظللت ابكى بحرقة وأتذكر زملائى بالمدرسة وهم يقولون لى (هى دى البنت إلى أمها رمتها بالمدافن)، وكنت عندما أعود إلى المنزل أسأل من حولى بالمنزل أنا فعلا كما يقولون فينكر الجميع ويؤكدوا لى أن هذا الكلام غير حقيقى والحقيقة أنى شقيقتهم.

 

وتابعت: ازداد حزنى لدرجة انى كرهت الحياة وحاول اخوتى الذين أعيش معهم، اخراجى مما انا فيه مؤكدين على أنهم لن يهدأوا لحظة واحدة إلا بعد استخراج بطاقة الرقم القومى لى وبعدها بدأت أتأقلم مع الحياة الجديدة، ورغم انكسارى إلا أنى قررت أن أعيش الواقع وأتحمله بحلوه ومره.

محرر اليوم السابع مع نورا
محرر اليوم السابع مع نورا

 

وكانت صديقتى الوحيدة فى الدنيا هى أختى التى كنت أحسبها شقيقتى، ورغم كل الشكوك التى كانت تراودنى من إنى أعيش مع إغراب عنى إلا إننى كنت أعتبرهم أهلى وما زالوا هم اهلى لأنهم لم يتخلوا عنى أبدا خاصة بعد أن والدتنا التى أحتضنتنى وأنقذتنى، توفيت وأنا بالصف الأول الابتدائى.

 

وانهارت باكية: أمى التى ربتنى حوشت مبلغ لتجهيز زواجى ووقف بجوارى إخوتى وأنهيت دبلوم الزراعة عام 2005 وتقدم لى عدد من الرجال لخطبتى وكنت أرفض لأنى كنت أريد أن أتزوج بعيداً عن مدينة كفر صقر حتى لا يعرف أحد حكايتى لأنى تعبت من كثرة معايرتى، وكنت أخجل من الخروج للشارع وأتمنى أن أتزوج بدولة خارج مصر، ووافقت على عريس من محافظة القليوبية وتزوجته، وكان الزفاف فى 24 أغسطس سنة 2008 ومر العام الأول بسلام وسعادة، رزقنا الله بمحمد وبعدها زادت المصاريف لأفاجأ أن زوجى بدأ يبيع فى عفش المنزل قطعة قطعة، حتى أنابيب البوتاجاز وكل هدية كان يهديها اخواتى لى أو لأبنائى كان يبيعها، وجاءت الكارثة، عندما تأكدت أن زوجى يتعاطى المخدرات وقتها قررت الطلاق منه مهما كلفنى الأمر لأنه كان يضربنى بعنف ويهيننى بشكل كبير ودائم معايرتى وسبى بوالدتى وما فعلته بى وبعد أن تم الطلاق، لم اتسلم اغراضى وتركتها كلها لأنه كان قد باعها أصلا لاتحمل مسئولية طفلين محمد بالصف الثانى الابتدائى وملك 6 سنوات.

 

وأوضحت نورا لـ"اليوم السابع"، أن شقيقتها بالتبنى قالت لها إن والدتها الحقيقية من نفس المنطقة التى يسكنوا فيها بحى النهضة بمدينة كفر صقر، وأن أهالى الحى يعلمون بقصة أمها الحقيقية ويعلمون أنها وضعت بعد زواجها بشهرين فقط وكانت تظهر عليها ملامح الحمل أثناء الزفاف، وأن أمها الحقيقية شرعت فى إلقائها وهى طفلة ابنه يوم واحد فى "بحر مويس"، أحد فروع النيل المار بوسط المدينة، ولكن الأهالى منعوها وحاولوا إقناعها بالعدول عن الفكرة ولكنها قامت بإلقائها فى المقابر.

محرر اليوم السابع مع نورا واطفالها
محرر اليوم السابع مع نورا واطفالها

وقالت نورا: رغم إنى أعرف أمى الحقيقية وأشاهدها إلا أنى أخاف أن اقترب منها أو أحدثها خوفا من أن تقتلنى، لأنها سبق وقتلتنى وأنا طفلة لا حول لى ولا قوة وتركتنى للأقدار ولولا رحمه الله، لكنت فى عداد الموتى ولم يعلم بى أحد.

 

وأضافت باكية: شقيقى الحقيقى بلغ الـ 28 سنة، وجاء لى وتعرف على وقال أنا فخور بكى وكل ما حدث لكى ليس لك أى ذنب فيه، ولابد أن تعودى لأحضان أمك بعد وفاه والدى، إلا أنه تخلى عنى بعدها وفضل عدم الحضور لى أو محادثتى بسبب إصرار أمه على عدم الاعتراف بى.

 

لافتة إلى أنها لا تنوى أن تعيش مع والدتها أبدا لكنها الآن تريد فقط أن تثبت نسبها من تلك الأم الجاحدة وتسترد حقوقها، وقالت أن المشكلة أن تقاطيع وجهى مشابهة تماما لأشقائى الحقيقيين وهذا يسبب لهم حرجا بين الأهل والجيران، ويؤكد حقيقة أمرى التى يعرفها أهل المنطقة.

محرر اليوم السابع يستمع لنورا
محرر اليوم السابع يستمع لنورا

وقالت نورا: اذكر انى كنت فى سن الرابعة عشر من عمرى وسمعت مفاوضات مع الأسرة التى تبنتنى أن يدفع لهم أهلى الحقيقيين مبلغ باهظ نظير تسليمى لأحد الأثرياء بالقاهرة لأعمل عنده خادمة، وابتعد عن المنطقة تماما لمنع الحرج عنهم، وكان الرفض من الأسرة التى تبنتنى واضحا وكنت وقتها لا أفهم ما يدور حولى ولكن الذكريات عادت بعدما علمت حقيقة أمرى المرة.

 

وقالت عايدة عبد الرحمن 45 سنة، اخت نورا فى التبنى: نورا احضرتها والدتى منذ 30 سنة، وعمرها كان يوم واحد وسعت مع أهل الخير بالمنطقة لاستخراج شهادة ميلاد نورا باسم مستعار سمتها به دار الرعاية والأمومة، وعليه دخلت نورا المدرسة وتوفت والدتى ونورا بالصف الأول الابتدائى لنكمل أنا وأخوتى تربية "نورا" إعمالا بوصية أمى، ولن نتخلى عنها أبدا مهما كلفنا ذلك، ومستعدون للشهادة معها فى أى مكان لإثبات نسبها لأهلها وأمها الجاحدة.

 

وقالت نورا باكية: أنا عايزة أعيش زى الناس.. ظلمتنى الدنيا كثيرا منذ ولادتى وحتى الآن.. عايزة شقة ومعاش ثابت أعيش عليه انا وأولادى محمد وملك، أو وظيفة اعمل بها حتى لا احتاج لأحد، مطالبة المسئولين بفتح تحقيق فى قصتها خاصة أنها وجميع من حولها يعلمون أهلها الحقيقيين لإثبات نسبها. وأكدت نورا أنها تريد رفع دعوى قضائية لإثبات نسبها بأمها وأبيها الحقيقيين ولكنا لا تملك أموال لذلك.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة