وسط الفوضى والارتباك بعد القرار التنفيذى الذى وقع عليه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب حول الهجرة واللاجئين، يدرس البيت الأبيض إمكانية فحص حسابات المسافرين على مواقع التواصل الاجتماعى، وقائمة المواقع الإلكترونية التى زاروها، والأرقام المسجلة على هواتفهم الشخصية، لدى وصولهم المطارات، حسبما نقلت شبكة CNN الإخبارية الأمريكية عن مصادر مطلعة.
وأشارت المصادر، إلى أن "ستيفن ميلر"، مدير السياسات العامة فى البيت الأبيض، صرح بأن إدارة "ترامب" تناقش إمكانية إجراء الفحص، كما أكد فى مناقشات مع مسؤولين بوزارتى الخارجية والأمن الداخلى، أن الرئيس الأمريكى ملتزم بشكل كبير بالقرار التنفيذى الذى وقعه بشأن شروط دخول الأجانب لأمريكا، ليحثهم على تطبيقه دون تشتت أو تأثر بما وصفه بـ"أصوات هستيرية على شاشة التليفزيون"، فى إشارة لرافضى القرار.
مستشار "ترامب": نحتاج للعمل بشكل أكبر لضمان إيمان الوافدين بقيم أمريكا
بحسب مستشار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ستيفن ميلر، الذى يمثل التيار المتشدد فيما يتعلق بشؤون الهجرة، فإنه يرى أن الحكومة تحتاج للعمل أكثر لضمان أن الأشخاص الذين يأتون للولايات المتحدة الأمريكية يؤمنون بـ"القيم الأمريكية"، حسبما نقلت شبكة CNN عن مصادر.
وبحسب فكرة التدقيق بحسابات الزوار وهواتفهم، التى ما زالت قيد المناقشة، فإذا رفض المسافرون إجراء الفحص أو تزويد مسؤولى المطار بالمعلومات المطلوبة، سيتم منعهم من دخول الولايات المتحدة، ورغم ذلك أوردت بعض التقارير الصحفية، أن ضباطًا بالمطارات الأمريكية فحصوا المسافرين بالفعل واستجوبوهم بشأن المعتقدات السياسية، قبل السماح لهم بالدخول.
وأشارت قناة CNN الإخبارية الأمريكية فى تقريرها، إلى أن التعليقات حول الدعوة للجهاد، التى كتبتها تشفين مالك، إحدى منفذى حادث إطلاق النار فى "سان برناردينو" خلال العام 2015، عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعى، تعد قيد المناقشة فيما يتعلق بالتدقيق فى حسابات الزوار.
احتجاجات واسعة على قرار "ترامب".. وقاضية أمريكية تصدر أمرا بوقفه مؤقتا
كان قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قد لاقى هجومًا عنيفًا، وتظاهر مئات بالمطارات فى عدة ولايات، اعتراضًا على القرار الذى بموجبه تم ترحيل عشرات المسافرين لبلادهم، حتى أن القرار شمل حملة البطاقة الخضراء الأمريكية، الذين لديهم الحق قانونًا فى الإقامة بأمريكا.
وأصدرت قاضية أمريكية أمرًا بوقف مؤقت لترحيل لاجئين ومسافرين موقوفين فى مطارات بالولايات المتحدة الأمريكية، لأنهم بحسب الحكم لديهم تأشيرات سليمة وتصاريح قانونية بدخول البلد.
وأعلن البيت الأبيض، اليوم الأحد، أن أكثر من 20 مسافرًا فحسب ما زالوا محتجزين بالمطارات، بحسب وكالة رويترز البريطانية، بينما دافع "ترامب" عن قراره اليوم، مشعلًا موقع التواصل الاجتماعى والتدوينات الصغيرة "تويتر" بتغريدة يقول فيها: "بلادنا تحتاج حدودا قوية وتدقيقا شديدا، الآن، انظروا إلى ما يحدث بجميع أنحاء أوروبا، بل والعالم.. فوضى مروعة".
ولكن عاد مستشار "ترامب" الأكثر اعتدالًا حيال الملف، راينس بريباس، وهو أيضًا كبير موظفى البيت الأبيض، وصرح بأن الحظر الذى فُرض لا ينطبق على حاملى البطاقة الخضراء، الذين تحق لهم الإقامة الدائمة على الأراضى الأمريكية، رغم أنه أشار إلى أن "أى شخص يسافر بشكل متكرر من الدول المستهدفة، ومن بينهم المواطنون الأمريكيون، سيخضعون لمزيد من التدقيق"، وفقًا للوكالة الفرنسية.
قرار "ترامب" يحظر دخول مواطنى 7 دول.. وماكين: يمنح "داعش" دعاية أكبر
جدير بالذكر، أن القرار الذى وقعه "ترامب" يشمل مواطنى سبع دول ذات أغلبية إسلامية، يحظر على مواطنيها دخول الولايات المتحدة الأمريكية بشكل مؤقت، وهى العراق، وسوريا وإيران وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن.
ومن جانبه، علق السيناتور الأمريكى جون ماكين، على قرار "ترامب"، قائلاً إنه يمنح تنظيم "داعش" الإرهابى دعاية أكبر، وذلك فى تصريحات أوردتها شبكة CBS الأمريكية.
وقال "ماكين" فى تصريحاته: "أعتقد أن تأثير القرار فى بعض المناطق سيعطى داعش دعاية أكبر، من خلال إعطائهم سببًا أكبر لتشجيع داعميهم ضد الولايات المتحدة الأمريكية".
وأضاف السيناتور الأمريكى، أنه قلق للغاية من "تأثيرنا على العراقيين فى الوقت الحالى"، مشيرًا إلى أن مدير المخابرات السابق "ديفيد بترايوس" قلق للغاية بالنسبة للمترجمين المحليين الذين عملوا مع الجيش الأمريكى، وقاموا بعملهم على أكمل وجه، أملًا فى الحصول على تأشيرة دخول للولايات المتحدة الأمريكية.
هيلارى كلينتون تدعم التظاهرات ضد قرار ترامب
يُذكر أنه بعد قرار حظر السفر، تم توقيف المترجم العسكرى العراقى السابق "حميد خالد درويش"، بحسب صحيفة "جارديان" البريطانية.
وفى تغريدة لها عبر "تويتر"، دعمت المرشحة الديمقراطية الخاسرة فى سباق البيت الأبيض، هيلارى كلينتون، التظاهرات المنتشرة عبر البلاد ضد قرار "ترامب"، "للدفاع عن قيمنا ودستورنا" على حد قولها، مستنكرة قرار الرئيس الأمريكى الأخير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة