قالت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية، إن قرار حظر دخول الأجانب من مواطنى 7 دول بالشرق الأوسط، الذى أصدره الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، أغضب عددًا كبيرًا من قدامى المحاربين، خاصة بعد احتجاز المترجم العسكرى العراقى السابق "حميد خالد درويش"، ومنعه من دخول الولايات المتحدة الأمريكية.
وأُفرج عن "درويش" من مطار فى نيويوك، يوم السبت الماضى، ولكن خبر احتجازه أثار انتقادًا أكبر لقرار "ترامب"، الذى طال مواطنين خدموا الجيش الأمريكى لسنوات، فعلق "جيفرى بشالتر"، أحد قدامى المحاربين الذى خدم فى العراق، للصحيفة الأمريكية، قائلاً: "ليس هذا ما حاربنا من أجله، بعدما خدمنا بالعراق وعملنا مع هؤلاء المترجمين"، مشيرًا إلى أن خبر توقيف "دوريش" أغضبه، وأنه شارك فى التظاهرات المناهضة لقرار حظر السفر، التى انطلقت فى مطارات عدة بالولايات المتحدة الأمريكية، كما أهدى إحدى العائلات العراقية التى تم توقيفها قلبًا أرجوانيًّا.
تظاهرات بالمطارات الأمريكية ضد قرار "ترامب" بحظر السفر
جيفرى بشتالر: أهديت أسرة عراقية قلبا ليعرفوا أن وجهة نظرهم عن أمريكا صحيحة
وأضاف جيفرى بشالتر"، أحد قدامى المحاربين الذى خدم فى العراق: "بمعرفتى بثقافتهم وكيف يرون أمريكا، بالنسبة لى، كانت الهدية رسالة لهم، للتأكيد على أن ما يعرفونه عن أمريكا، باعتبارها أعظم مكان فى العالم، أمر صحيح".
يُذكر أن "بشالتر" يعانى من إصابات كثيرة بعد فترة الخدمة فى الجيش، ولكنه يدين بالفضل للمترجمين العراقيين، الذين عملوا كمرشدين له، خلال خدمته فى العراق، بحسب الصحيفة.
دون سولتز: فكرة توقيف مترجمين عراقيين ساعدوا الجيش الأمريكى شىء مشين
فى السياق ذاته، علق محارب قديم آخر، اسمه دون سولتز، قائلًا: "إن فكرة توقيف مترجمين عراقيين وضعوا حياتهم على المحك لمساعدة القوات الأمريكية وأفرادها أمثالى فى العراق، شىء مشين".
أحد زملاء المترجم العراقى حميد خالد درويش، الذى تم احتجازه وتوقيفه، الأمريكى بارندون فريدمان، حكى أنه قابله عندما دخلت القوات الأمريكية بغداد لطرد قوات الرئيس العراقى الراحل صدام حسين.
"براندون" يغرد بصورة له مع حميد درويش منذ العام 2003
محارب سابق: حميد كان ضد صدام وكان يساعدنا ولا يخاف على الإطلاق
وقال فرد آخر من المحاربين السابقين، اسمه فريدمان، إن حميد خالد درويش "كان ضد صدام، وأراد أن يساعدنا، وكان لا يخاف على الإطلاق، فكان رجالنا يخرجون بالدروع، بينما يخرج هو بقبعة البيسبول، على الأقل فى البداية".
وأضاف "فريدمان"، أن "درويش" لم يكن فقط مرشدًا للجنود، ولكنه أصيب فى انفجار سيارة مفخخة، وساعد مصابين من الجنود وقت الحادث، مشيرًا إلى أن كثيرين يحبونه، وكتبوا تضامنًا معه عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعى.
توقيف حميد درويش بعد مساعدته للجيش الأمريكى لمدة 10 سنوات
يُذكر أنه تم توقيف المترجم العراقى حميد خالد درويش، 53 عامًا، لدى وصوله إلى مطار جون كينيدى الدولى فى نيويورك، رغم أنه كان يحمل تأشيرة هجرة خاصة، مُنحت للمترجمين العسكريين الأمريكيين.
عمل "درويش" لحساب الولايات المتحدة كمترجم ومهندس ومقاول منذ العام 2003 وحتى 2013، واستمر فى عمله حتى بعد اغتيال زملائه العراقيين لدعمهم للغزو الأمريكى، وكان "درويش" يسعى للهجرة إلى أمريكا، وقد تطلب الأمر منه عامين من المقابلات والتدقيق الأمنى من أجل الحصول على تأشيرة دخول، بحسب الصحيفة الأمريكية.
ونقلت شبكة CNN الإخبارية الأمريكية عن "درويش" قوله، لدى الإفراج عنه بعد احتجاز دام يومين: "كانت لدى تأشيرة خاصة للهجرة فى جوازى، أنا وعائلتى، وذلك لأننى أعمل مع الحكومة الأمريكية، أنا أساند الولايات المتحدة فى الحرب، لكن عندما جئت إلى هنا، قالوا لا، وفعلوا ذلك وكأننى قد خالفت القوانين أو قمت بشىء خاطئ، أنا متفاجئ فعلاً".
حميد درويش: أمريكا أعظم دولة.. وأنا أحب ترامب.. وقراره سياسة لا أعرفها
وشكر المترجم العراقى حميد خالد درويش، الأشخاص الذين دعموه وضغطوا من أجل الإفراج عنه، قائلًا: "هذه هى روح أمريكا، وهذا ما دفعنى لأنتقل للعيش هنا وأترك بلدى، ونعلم دائمًا أن أمريكا هى أرض الحرية، وأعظم دولة وأعظم شعب فى العالم"، مشيرًا إلى أنه نسى ما واجهه من مشكلات أثناء توقيفه، وبسؤاله عن الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب، قال "درويش": "أنا أحبه، ولكن لا أعرف، هذه سياسة.. هو رئيس وليس شخصا عاديا".
وأشار "درويش" إلى أنه تم الافراج عنه بعد ضغط من أشخاص كثيرين دعموه، وأدت دعوى قضائية رفعها عنه اتحاد الحريات المدنية إلى صدور حكم من قاضية فيدرالية تحظر مؤقتًا ترحيل المسافرين القادمين إلى أمريكا طالما يحملون وثائق سفر قانونية.
المترجم العراقى حميد درويش بعد الإفراج عنه
جون ماكين يعرب عن قلقه من تأثير قرار "ترامب" على العراقيين
كان السناتور "جون ماكين"، قد علق على قرار "ترامب" قائلاً إنه يمنح تنظيم "داعش" الارهابى دعاية أكبر، معربًا عن قلقه من "تأثيره على العراقيين فى الوقت الحالى"، ومشيرًا إلى أن مدير المخابرات السابق "ديفيد بترايوس" قلق للغاية بالنسبة للمترجمين المحليين الذين عملوا مع الجيش الأمريكى، وقاموا بعملهم على أكمل وجه، أملًا فى الحصول على تأشيرة دخول للولايات المتحدة الأمريكية.
كان "ترامب" قد وقع على مرسوم تنفيذى بتعليق برنامج اللاجئين للولايات المتحدة الأمريكية، كما أصدر قرارًا بحظر دخول مواطنى سبع دول ذات غالبية إسلامية لمدة ثلاثة شهور، وهى: العراق، وسوريا وإيران وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن، ولاقى القرار هجومًا عنيفًا، وتظاهر مئات بالمطارات فى عدة ولايات، اعتراضًا على القرار الذى بموجبه تم ترحيل عشرات المسافرين لبلادهم.
حميد درويش يدلى بتصريحات صحفية عقب الإفراج عنه
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة