قال الروائى الكبير إبراهيم عبد المجيد، إنه لا ينتبه أحد للكتاب العظماء سوى بعد رحيلهم، مضيفا أن الكاتب الراحل أبو المعاطى أبو النجا كان حالة من روح الإنسان العظيمة فنيا وأدبيا وإنسانيا.
وأضاف "عبد المجيد" خلال كلمته بندوة "شخصيات لها تاريخ.. أبو المعاطى أبو النجا" أن الحياة الأدبية قبل ثورة 1952 كانت تتميز بسمة نفتقدها الآن وهى السمة الليبرالية، مشيرا إلى أن الأدب والثقافة كان من إنتاج المجتمع المدنى، فلم تكن توجد وزارة للثقافة أو المؤسسات الثقافية آنذاك، بل كان هناك مجموعة من الكتاب هم الذين يديرون حركة الثقافة فى المجتمع أمثال طه حسين، ومحمد حسين هيكل، عبر المجلات لقرائهم.
وأوضح الروائى إبراهيم عبد المجيد، أن الكاتب الراحل أبو المعاطى أبو النجا ويوسف إدريس ولدا فى هذه الحقبة من العصر، فأخذا الروح الليبرالية وظهر ذلك فى أعمالهم الأدبية، لافتا إلى أن أبو المعاطى لم يدخل معاركا من أجل مكسب شخصى، بل كان يلجأ إلى إظهار فكرة جديدة مع رفقاء جيله، وظلوا يحملون هذه القيم الخيرة ولم يدخلوا فى نزاعات أو صراعات مع أحد، لتركيزهم على قيمة العمل الأدبى وليس الشخصى، وذلك قبل أن تبسط الدولة سيطرتها على مؤسسات الثقافة.
من جانبه قال الدكتور محمود عبد الففار، إن الكاتب الراحل أبو المعاطى أبو النجا يعد من أهم الشخصيات المهمة فى تاريخ الأدب العربى، وكانت آخر أعماله المجموعة القصصية "الجميع يربحون الجائزة" ولم ينحرف وراء الفكر المجرف، ومزج بين الشخصيات، ورغم ذلك لم ينل حظا من الشهرة الوافرة، واختار طرقا أخرى غير التى اتجه إليها كتاب جيله.
وأضاف "عبد الغفار"، أن أبو المعاطى أبو النجا، كان قليل الزج بنفسه فى الأوساط الثقافية، لافتا إلى أنه رغم عدم وجود وزارة للثقافة قبل الخمسينيات إلا أن المجلات كانت المنصة لرفع الوعى لدى الشعب.
فيما، أكد الدكتور خيرى دومة، أن مسيرة الكاتب الراحل غزيرة وقيمة، وتتسم بالتسامح والقبول.
وأضاف "دومة" أن قصص أبو المعاطى تتميز بالمفاجأة فى نهايتها، إلى جانب الحقيقة الكاملة وهى واضحة وهادئة، لافتة إلى أن رواية "العودة إلى المنفى" تمثل الحرية التى جسدتها مواقف أبو المعاطى، خصوصا لحظة الانكسار والبحث عن قيم الثقة بالنفس ورفع القامة.
فيما قال الشاعر عمر شهريار، إن الكاتب أبو المعاطى أبو النجا، صاحب وجوه متعددة، والذى بدأ حياته كاتبا قصصيا، ثم روائيا، أبدع فى كتابة روايته البديعة "العودة إلى المنفى"، بجانب كتابته للمقالات، مشيرا إلى أن مجمل أعماله الأدبية تحس فيها روح الجمال والواقعية على عكس باقى الروائيين الذين يلجأون إلى إيهام واقعية الأحداث.
وأضاف الشاعر عمر شهريار أن رواية "العودة من المنفى" تتسم بالعذوبة، والتى من السهل تحويلها إلى عمل درامى جيد، مشيرا إلى أن أبو المعاطى كان يكتب الرواية بقدر من السهولة والرهافة، والخفة، فيجب إدراجها وتدريسها فى المناهج.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة