لا تزال أصداء قرار الرئيس الأمريكى الجديد، دونالد ترامب بمنع دخول رعايا 7 دول إسلامية إلى الولايات المتحدة الأمريكية يهيمن على الصحف الأمريكية الصادرة اليوم، ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن عدد من المسئولين الحالين والسابقين المعنيين بمكافحة الإرهاب اعتقادهم أن هذا القرار من شأنه أن يجعل البلاد "أقل أمنا" وأن يقوض الجهود الأمريكية فى مكافحة الإرهاب.
ويقول بول بيلار، مسئول رفيع المستوى سابق فى مركز وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "CIA" لمكافحة الإرهاب، إن القرار سيقرأ ككل بأنه قرار آخر معادى للإسلام والمسلمين من قبل الرئيس وإدارته، معتبرا أن هذا القرار ليس موجها إلى حيث يوجد التهديد، والرسالة المناهضة للإسلام التى يبعث بها أغلب الظن ستجعل أمريكا أقل أمنا وأمانا.
هل يؤثر القرار على عمل الدبلوماسيين والقادة العسكريين الأمريكيين بالخارج؟
ومن جانبه، اعتبر مايكل هايدن، مدير الوكالة الاستخباراتية السابق، أن القرار والتدابير الأخرى التى يمكن أن يطبقها ترامب ستؤثر على عمل الدبلوماسيين والقادة العسكريين الأمريكيين بالخارج.
وتابع هايدن: "لدينا أشخاص يعملون بشكل جاد، ولا يوجد شك أن هذا القرار سيكون له تكلفة لا يمكن تعويضها، لأنه بلا مناقشة سيجعلنا أقل أمانا، فهو يغذى رواية المسلحين المتشددين، ويزيد من صعوبة عمل حلفائنا معنا".
ضرر القرار داخل الولايات المتحدة
ورغم أن مخاوف الخبراء من تأثير ذلك القرار على مصالح الولايات المتحدة بالخارج، إلا أن هناك عدد من المحللين يرون أن الضرر الأكبر سيقع داخل أمريكا نفسها، فطوال سنوات، اعتبر مسئولو مكافحة الإرهاب أن إدماج المسلمين الناجح داخل البلاد ميزة أمنية افتقرت إليها الدول فى أوروبا، حيث يكون من المعتاد أن يتم تهميش وعزل المجتمعات الإسلامية.
ويخشى الذين يدرسون التشدد أن يؤثر هذا القرار على شعور مسلمى الولايات المتحدة بالانتماء للبلاد، مما يزيد من إمكانية وقوع مواطنين أمريكيين فريسة للتشدد، الأمر الذى يعقد بدوره مهمة مكتب التحقيقات الفيدرالى "FBI" والسلطات المحلية، الصعبة بالأساس، لتعزيز العلاقات مع زعماء المجتمعات الإسلامية.
"لقد كانت بالأساس مهمة صعبة" هكذا قال سيموس هيوز، مسئول سابق فى مركز مكافحة الإهارب الوطنى الذى تربطه علاقات وطيدة مع أعضاء من المجتمعات الإسلامية الأمريكية.
مسلمون متعاونون
وأضاف مسئول سابق فى مركز مكافحة الإهارب الوطنى، أن الكثير من المعلومات التى تقدم لمكتب التحقيقات الفيدرالى أو الشرطة المحلية عن تهديدات إرهابية تكون من آباء مسلمين قلقين أو شيوخ أو مواطنين يخشون من هجمات إرهابية، مؤكدًا على أنه لم ير شخصا مترددا للإبلاغ عن تهديد وشيك، ولا أعتقد أن مثل هذه القرارات سيساعد.
القرار يؤثر على العلاقة مع الحلفاء
ولن يؤثر القرار فقط على مسلمى الولايات المتحدة، بل سيؤثر على علاقات أمريكا بالحلفاء فى أوروبا والشرق الأوسطـ وعلى قراراتهم، بحسب مارسيل ليتر، المسئول المشرف على المسائل الاستخباراتية فى البنتاجون حتى مستهل يناير الجارى، الذى اعتبر أن قرار المنع سيقوض تبادل المعلومات الاستخباراتية والتعاون فى مجال إنفاذ القانون.
وأضاف المسئول المشرف على المسائل الاستخباراتية فى البنتاجون حتى مستهل يناير الجارى، أن البيئة السياسية قد تدفع شعوب (أوروبا والشرق الأوسط) للإصرار على أن تقلل دولهم التعاون مع الولايات المتحدة.
قرار ترامب إجراء أمنى منطقى
وعلى النقيض هناك عدد من المسئولين الأمريكيين الذين يرحبون بقرار ترامب لمنع رعايا 7 دول من دخول البلاد، وقال ديفين نونز، رئيس لجنة الاستخبارات فى مجلس النواب فى بيان، أنه فى ضوء محاولات الجماعات المسلحة الإسلامية لأن يدخلوا مقاتلين بين صفوف اللاجئين إلى الغرب، فضلا عن تجربة أوروبا المأسوية للتعامل مع هذه المشكلة، فقرار إدارة ترامب التنفيذى بشأن اللاجئين يعد تدبيرا أمنيا منطقيا لمنع الهجمات الإرهابية على دولتنا".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة