بالخيال وحده تمكنت من وضع لمسة أمل على أحلك المواقف الصعبة، بداية من الفقر، للعشوائيات، وصولاً لأصعب الظروف التى عانى منها الشعب المصرى على مدار الأعوام الماضية، جمعتها "ريم الشبراوى" فى كتاب تخيليى عما يمكن معالجته إذا أضفنا لكل هذه المشاهد لمسة أمل، ابتسامة على وجه بائع العرقسوس، مجموعة أزهار على جانب منزل متهالك بمنطقة عشوائية بإمكانها تغيير المشهد بالكامل، وهو ما قدمته ريم بمشروع التخرج الذى تحول لكتاب ثم نظرة مختلفة لإعادة معالجة المشاكل.
بائع العرقسوس
"ريم الشبراوى" طالبة بكلية الفنون التطبيقية، بدأت قصة كتابها التخيلى من مشروع التخرج تحت شرط صارم من الجامعة أن يكون مشروعها عن مصر، وضعت المشاكل من وجهة نظرها تحت سيطرة الخيال، فخرجت منها بكتاب تخيلى تسرد قصته لليوم السابع قائلة : أنا شايفة أن فى ناس كتير بتنتقد وبس، بتتكلم عن المشاكل وتشتكى منها من غير ما تحاول تحلها، عشان كده كنت عايزة أقدم فكرة بسيطة بيحكمها الخيال، نتخيل حياتنا بشكل أفضل، ونحاول نوصله".
بنت تحلم
كتاب ريم يتكون من 12 صورة حولت فيها "ريم" المشاهد الصعبة لبهجة وسعادة، صورة لمدخنة تلوث الجو، ملأتها ريم بالورود، وأخرى لعامل نظافة يحمل كيس قمامة، حولته بالخيال لباب نويل مبتسم ممسك بحقيبة ضخمة من الهدايا، بائع العرقسوس الذى تعكس ملامحه شقاء تفاصيل يومه، تحول على يديها لعازف كمان حالم يمكنه التغلب على الظروف بأنغام آلته الموسيقية.
نفذت " ريم" كتابها بأقل الإمكانيات مثل ورق الكانسون بيج و اختارته بهذا اللون حتى يشبه جو مصر، وورق شفاف مخصص للطباعة، بالإضافة إلى أنها غلفت الكتاب بيديها دون استخدام أى آلة خارجية وكل ذلك استغرق أسبوع واحد فى التنفيذ .
سيدة تحمل أنبوبة
أما عن رأى الأساتذة فى مشروع "ريم"، فحصلت على تقدير بسبب إعجابهم به، وبمجرد وضع ريم "فيديو" عن الكتاب على صفحتها الخاصة على موقع التواصل الاجتماعى، ولم تتوقف الفكرة عند التقدير فحسب، بل تلقت ريم الكثير من العروض لتنفيذ الفكرة فى دول أخرى مثل مدريد واستراليا وكندا، غزة لبنان، وغيرها من الدول التى تلقت "ريم" عروضاً من مواطنيها لتنفيذ فكرتها بصورة مماثلة عن بلادهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة