أصدر جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية، قرارًا بإحالة رئيس الاتحاد الأفريقى لكرة القدم "كاف"، الكاميرونى عيسى حياتو إلى النيابة العامة، بسبب المخالفات التى ارتكبها بمنح شركة "لاجاردير" الفرنسية حقوق بث وإذاعة مباريات كأس الأمم الأفريقية من 2017 حتى 2028، بعدما حصلت الشركة لنفسها على حقوق البث من 2008 حتى 2016.
ونكشف فى التقرير التالى أسرار وكواليس مجموعة "لاجاردير" الفرنسية، والشركات التابعة لها، فى ظل استحواذها على حقوق تسويق مباريات بطولات "كاف" حتى عام 2028.
وأثارت شركة "لاجاردير سبورتس" الفرنسية الجدل، بعدما أعلنت فى وقت سابق، حصولها على الحقوق التسويقية والإعلامية لبطولات الاتحاد الأفريقى لكرة القدم "كاف" مقابل مليار دولار، لاسيما أن هناك الكثير من علامات الاستفهام تدور حول كيفية إتمام الصفقة، فى الوقت الذى تقدمت فيه شركات أخرى بعروض أفضل من أجل الحصول على الحقوق التسويقية والإعلامية لـ"كاف".
شركة "لاجاردير سبورتس" الفرنسية، المسئولة عن حقوق البث والتسويق التليفزيونى لبطولات الاتحاد الأفريقى لكرة القدم "كاف" لمدة 12 عامًا مقبلة أى حتى عام 2028 هى مجموعة إعلامية فرنسية ذائعة الشهرة، تمتلك بعض المحلات والشركات على غرار "سبورت فايف" التى تعمل فى مجال التسويق الرياضى منذ عام 2001، قبل أن تنجح المجموعة الإعلامية فى الاستحواذ عليها فى نوفمبر من عام 2006 مقابل 865 مليون يورو.
المجموعة الاعلامية الفرنسية، تخضع لسيطرة قطرية طفيفة، حيث تمتلك شركة قطر القابضة نسبة 10% من أسهم شركة "لاجاردير سبورتس" الأمر الذى يعزز من الإجابة على السؤال الذى يثير انتباه الجميع، وهو لماذا تذاع مباريات البطولات الأفريقية على شاشة واحدة وبشكل حصرى هى "بى إن سبورتس" القطرية.
ورغم تقدم العديد من الشركات بعروض أفضل لدى الاتحاد الأفريقى لكرة القدم "كاف" من أجل الحصول على الحقوق التسويقية والاعلامية، إلا أن الاتحاد القارى غير ملزم بإجراء مزايدات أو مناقصات لبيع حقوقه، عكس الاتحادات الوطنية الذى يخضع لقوانين ولوائح الدول التابعة لها بضرورة إجراء المزايدات والمناقصات لبيع تلك الحقوق.
وعلى الرغم أن الاتحاد الأفريقى لا يخضع لتلك اللوائح والقوانين باعتباره اتحادا قاريا مثل الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا"، إلا أن هذا الأمر قد يفتح الكثير من ملفات الفساد داخل أروقة "كاف"، حول الصفقات والعمولات التى تلعب دورًا كبيرًا فى إرساء تلك المناقصات والمزايدات على شركات بعينها دون الأخرى، ودون النظر للعروض المالية المقدمة.
من هى شركة "سبورت فايف"؟
شركة سبورت فايف، وكما ذكر موقع "marketsvoice"، هى شركة فرنسية تعمل فى مجال التسويق الرياضى منذ عام 2001، قبل أن تباع إلى شركة "لاجاردير سبورت"، وهى الوكيل الإعلامى للعديد من الأندية فى ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، أبرزها يوفنتوس وبوروسيا دورتموند، كما سبق وأن قامت برعاية نادى باريس سان جيرمان الفرنسى حتى موسم 2012 – 2013.
الشركة الفرنسية سبق وأن وقعت عقدًا مع "كاف" وقامت بتسديد نحو 48 مليون دولار، من أجل الحصول على بث مباريات بطولات كأس الأمم الأفريقية منذ 2010 حتى 2015، علمًا بأن "كاف" كان يقوم بتسويق البطولة الواحدة لكأس الأمم الأفريقية مقابل 5.5 مليون دولار وحدث هذا فى نسخة 2008 التى أقيمت فى غانا.
الشركة الفرنسية "سبورت فايف" لها مدير عام خاص بأفريقيا هو المغربى أدريس عكي، وأوضح الموقع المذكور أن إدريس عكى يعد أحد أكثر الشخصيات تأثيرًا فى عالم كرة القدم الأفريقية، رغم ابتعاده عن وسائل الإعلام، ويتمتع بعلاقة قوية مع الكاميرونى عيسى حياتو رئيس "كاف".
وتلك الشركة الفرنسية لديها أزمة شهيرة مع التليفزيون المصرى، عندما قدم الأخير عرضًا أفضل من شبكة "بى ان سبورتس" القطرية، من أجل بث مباراة مصر وغانا فى التصفيات الأفريقية المؤهلة لبطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل، بمقدار مليون ونصف دولار، إلا أن الشركة رفضت العرض المصرى وقررت منح بث حقوق بث المباراة للشبكة القطرية.
وتعرض التلفزيون المصرى لغرامة مالية ضخمة تقدر بمليونى دولار، من جانب الشركة بعدما قام بإذاعة المباراة.
موقف "كاف"
رفض الاتحاد الأفريقى لكرة القدم "كاف"، التعليق على أن قرار جهاز حماية المنافسة بإحالة ملف المخالفة التى اقترفها الاتحاد الأفريقى لكرة القدم للنيابة، جاء نتيجة إعطاء حقوق البث لشركة لاجاردير سبورتس، دون طرحها للشركات الأخرى الراغبة فى الحصول عليها رغم أن بعض الشركات قدمت عروضًا مالية أقوى وأن شركة برزنتيشن أعلنت بشكل رسمى تقديم عرض أقوى ماليًا من شركة لاجاردير.
وقال عبد المنعم "شطة"، لاعب الأهلى السابق ومدير الإدارة الفنية بالاتحاد الأفريقى لكرة القدم "كاف"، فى تصريحات لـ"اليوم السابع": "الاتحاد الأفريقى لا يعلم شيئًا عن هذا البيان، وأرفض التعليق عليه".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة