ذكرت مجلة فورين بوليسى، الأمريكية، أن كتاب "كفاحى" لزعيم ألمانيا النازية أدولف هتلر حقق مبيعات قياسة عام 2016، ذلك بعد رفع الحظر عنه مطلع العام الماضى.
وأوضحت المجلة، الأربعاء، أن طبعة جديدة من الكتاب الذى يصنف بأنه معادى للنازية، تم طرحها فى الأسواق الألمانية لأول مرة منذ انتهاء الخرب العالمية الثانية، غير أنها مزودة بتعليقات نقدية على أفكار هتلر.
وقال معهد التاريخ المعاصر فى ميونيخ، ناشر الطبعة الجديدة التى بيع منها 85 ألف نسخة منذ طرحها فى الأسواق العام الماضى، إنه ينوى طرح طبعة سادسة الشهر الجارى لسد الطلب المتزايد على الكتاب.
وأشار أندرياس فيرشينج، مدير المعهد، أنهم تفاجأوا بشعبية الطبعة الجديدة وكم المبيعات التى حققتها. ولفت أن هذه المبيعات القياسية تتعلق بهواة التاريخ وليس بتأثير النازيين الجدد فى ألمانيا. مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بالمستهلكين ممن هم مهتمون بشكل عام بالسياسات والتاريخ، وكذلك أولئك الناس المنخرطون فى تعليم السياسة مثل المدرسين.
وتسبب القرار الأول بإعادة طباعة كتاب "كفاحى" الذى ألفه هتلر عام 1925، فى جدل واسع داخل ألمانيا، التى لا تزال تصارع ماضيها المؤلم مع النازية. وأعرب البعض عن مخاوفه من أن يساهم الكتاب فى دعم جماعات النازيين الجدد الصغيرة، فيما رأى آخرون أن هناك قيمة تاريخية فى إعادة نشر الكتاب تحت توجيهات صارمة.
وأشار فيرشينج إلى أنه يجرى إعداد طبعة من "كفاحى" باللغة الفرنسية، فضلا عن تلقى معهده 70 طلب للترجمة لكن هذا الحجم "يتجاوز إمكانيات المعهد"، مضيفا: "ما نتمنى فعله أن ننجز ترجمة الكتاب إلى اللغة الإنجليزية، لأنها ستشمل دائرة واسعة جدا من القراء".
وقبل 1945، تم ترجمة كتاب هتلر إلى 18 لغة، وبيع أكثر من 12 مليون نسخة منه. وأدركت روسيا الكتاب فى أبريل 2010، على القائمة الفدرالية للمواد المحرضة على التطرف.
وتلفت فورين بوليسى أن خلال عام 2016، الذى شهد طفرة فى بيع الكتاب، فإن أوروبا شهدت من جانب آخر صعود الأحزاب اليمينية المتشددة المناهضة للمهاجرين، بما فى ذلك حزب "البديل لألمانيا" الذى حقق مكاسب إنتخابية مارس الماضى على حساب الحزب المسيحى الديمقراطى، وكذلك "حزب الحرية" فى النمسا، الذى اقترب مرشحه بقوة من الفوز بالرئاسة فى ديسمبر الماضى.
ويربط فيرشينج بين المبيعات القياسية لكتاب "كفاحى" وصعود اليمين فى أوروبا، مشيرا إلى أنه ربما هناك رغبة فى التحوط من المشاعر السياسية اليمينة المعاصرة. وأضاف "الجدل حول نهج وأراء هتلر ربما قدم فرصة فى النظر إلى أسباب وعواقب الأيديولوجيات الشمولية، فى الوقت الذى تحظى فيه الآراء السياسية الشمولية والشعارات اليمينية بدعم متزايد".
ورفض مدير معهد التاريخ المعاصر المخاوف الخاصة بأن يعمل الكتاب على إعادة نشر ايديولوجية هتلر أو حتى جعلها مقبولة اجتماعية أو منح النازيين الجديد منصة دعائية جديدة، مشيرا إلى ان هذه المخاوف لا أساس لها تماما.
وتتضمن، الطبعة الجديدة المكونة من 2000 صفحة، شرح واسع من قبل المؤرخين الذين أعادوا تحريره ليشمل تعليقات نقدية لمنهج وأيديولوجية الزعيم النازى. وعلى نقيض الطبعات القديمة المتعلقة بالحقبة النازية، حيث كان الكتاب يتضمن صورا لهتلر والرموز النازية مثل الصليب المعقوف، فإن الطبعة الجديدة يغطيها غلاف أبيض بسيط.
ولا تزال الرموز النازية محرمة فى ألمانيا، بعد 72 عاما من إنتهاء الحرب العالمية الثانية. وتحظر ألمانيا نشر كتاب "كفاحى" منذ انتهاء الحرب وتعتبره بمثابة تحريض صريح ضد السامية، وكانت ولاية بافاريا تمتلك حق النشر منذ عام 1945 نتيجة لمصادرة جميع ممتلكات هتلر فى أعقاب هزيمة ألمانيا فى الحرب العالمية الثانية. غير أن حقوق الملكية إنتهت العام الماضى مما سمح بإعادة طباعته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة