رصدت مجلة "فورين بوليسى" الأمريكية، أبرز الصراعات التى يتعين مراقبتها فى العالم خلال العام الراهن، وقالت إن العالم يدخل فصله الأكثر خطورة منذ عقود، وإن الارتفاع الحاد فى موجات الحرب خلال السنوات الأخيرة، يفوق قدرتنا على التعامل مع العواقب، فمن أزمة اللاجئين إلى انتشار الإرهاب، كان هناك فشل جماعى فى حل الصراعات القائمة، ما ولد توترات جديدة وحالات طوارئ، وحتى المجتمعات السلمية لم تسلم، إذ إن سياسات الخوف تؤدى إلى استقطاب خطير وديماجوجية متصاعدة.
الحدود-المكسيكية-الأمريكية
وإزاء هذ الخلفية، جاء انتخاب دونالد ترامب رئيسًا جديدًا للولايات المتحدة الأمريكية، ما يمثل الحدث الأهم فى العام الماضى، والذى يحمل فى الوقت نفسه تداعيات سياسية بعيدة المدى على المستقبل، وقد قيل الكثير عن الأمور المجهولة فى سياسة "ترامب" الخارجية، لكن ما نعرفه أن هذا المجهول يمكن أن يكون مقوّضًا للاستقرار، لا سيما عندما يتعلق بالطرف الأقوى على الساحة العالمية.
ونشرت المجلة الأمريكية، قائمة بالصراعات الكبرى فى أنحاء العالم، التى كان أغلبها بطبيعة الحال فى الشرق الأوسط، وجاءت القائمة كالتالى:
العراق
1- سوريا والعراق.. تحدى "داعش" يهدد دمشق وبغداد
بعد قرابة ست سنوت من القتال، ومقتل ما يقرب من نصف مليون شخص، ونزوح حوالى 12 مليونًا، يبدو الرئيس السورى بشار الأسد عازما على الحفاظ على سلطته الآن، لكن حتى بالدعم الخارجى لقواته، لا يستطيع إنهاء الحرب واستعادة السيطرة الكاملة.
ورجحت المجلة أن تستمر الحرب على تنظيم "داعش" الإرهابى، مع ضرورة أن تكون هناك ضمانة بألا تشعل مزيدًا من العنف وتقوّض الاستقرار، وفى العراق قوضت الحرب على "داعش" قدرة البلاد على الحكم وسببت دمارًا هائلا فى مختلف المدن والأقاليم.
2- تركيا.. هجوم رأس السنة نذير بمزيد من العواقب
يبدو أن الهجوم على الملهى الليلى فى مدينة إسطنبول التركية، خلال الاحتفال برأس السنة، والذى أسفر عن مقتل 39 شخصًا، سيكون نذيرا بمزيد من العنف، وفى ظل الصراع الذى تواجهه أنقرة مع حزب العمال الكردستانى، وضعف تحالفاتها، والضغوط الاقتصادية، فإن تركيا تتجه نحو اضطراب أكبر.
3- اليمن.. الحرب تحطم البلد الأكثر فقرا فى العالم العربى
خلقت الحرب فى اليمن كارثة إنسانية أخرى، وحطمت بلدًا كان بالفعل الأكثر فقرا فى العالم العربى، ومع وجود ملايين الناس على حافة المجاعة، فإن الحاجة لاتفاق وقف إطلاق النار والتسوية السياسية أصبحت أكثر إلحاحًا الآن من أى وقت مضى.
4- الساحل الكبير وحوض بحيرة تشاد.. اقتلاع 4.2 مليون شخص من منازلهم
ساهمت الصراعات المتداخلة فى منطقة الساحل الكبرى، وحوض بحيرة تشاد، فى معاناة إنسانية هائلة، بما فى ذلك اقتلاع 4.2 مليون شخص من منازلهم، فالصراع على السلطة بين الجهاديين والجماعات المسلحة والشبكات الإجرامية، فى هذه المنطقة الفقيرة التى تكثر فيها الثغرات الحدودية، يزداد فى الوقت الذى تقف فيه الحكومات عاجزة.
الأوضاع-فى-الكونغو
5- جمهورية الكونغو الديمقراطية.. جوزيف كابيلا يهدد اتفاق حل الأزمة
استقبلت البلاد نبأ سعيدًا قبل العام الجديد، مع الإعلان عن حل للأزمة السياسية، إلا أن الرئيس جوزيف كابيلا لم يوقع الاتفاق الذى يتطلب أن يتنحى عن السلطة عقب الانتخابات، ورغم المستويات الكبرى من انعدام الثقة بين الطرفين، إلا أن الاتفاق يظل أفضل فرصة للمضى قدما.
6- جنوب السودان.. الحرب الأهلية تمزق البلد الأحدث فى العالم
بعد ست ثلاث سنوات من الحرب الأهلية، ما زال البلد الأحدث فى العالم ممزقًا بعدة صراعات، وهناك قلق دولى متزايد إزاء التقارير التى تتحدث عن فظائع جماعية، وعدم إحراز تقدم إزاء تنفيذ اتفاق السلام الموقع عام 2015.
7- أفغانستان.. طالبان تحقق مكاسب على الأرض بعد 15 سنة من الحرب
تمثل الحرب وعدم الاستقرار السياسى فى أفغانستان، تهديدًا خطيرا للسلم والأمن الدوليين، بعد أكثر من 15 عاما على الحرب الأمريكية للإطاحة بحركة طالبان من البلاد، فالآن تحقق طالبان مكاسب على الأرض، فى الوقت الذى زادت فيه الصدامات المسلحة خلال العام الماضى.
8- ميانمار.. العنف يقوض محاولات إنهاء 70 سنة من الصراع المسلح
رغم وعود الحكومة الجديدة برئاسة أونج سو كى، الحاصلة على جائزة نوبل، ووعودها بجعل المصالحة الوطنية أولى أولوياتها، إلا أن اندلاع العنف مؤخرا قد قوض محالات إنهاء 70 عاما من الصراع المسلح.
9- أوكرانيا.. 3 سنوات و10 آلاف قتيل
بعد ثلاث سنوات من الحرب ووفاة 10 آلاف شخص، أصبح التدخل الروسى يهدد كل جوانب الحياة السياسية فى أوكرانيا، وفى ظل الصراع والفساد، تتجه البلاد نحو مزيد من عدم الاستقرار، ويزداد قلق "كييف" إزاء الإعجاب المتبادل بين الرئيس الروسى فلايمير بوتين، والرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب.
10- المكسيك.. ترحيل أمريكا للمهاجرين يهدد بأزمة إنسانية
ربما تبدو التوترات بين الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك لا مفر منها، بعد تعهدات دونالد ترامب ببناء جدار حدودى، وترحيل ملايين من المهاجرين غير الموثقين، وإنهاء اتفاقية "الناتو"، لكن رئيس المكسيك لا يستطيع أن يصنع عداوة مع جارته الشمالية، وترحيل المهاجرين يمكن أن يهدد بأزمة أمنية وإنسانية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة