أكد البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إن هناك فضيلة هامة اختفت الأيام الحالية وهى التطلع إلى السماء، مشيرًا إلى أن أحلام البشر أصبحت جميعها فى الأرض واختفت التطلعات للسماء، قائلاً: "نصلى أن تكون بلادنا صورة من السماء ونصلى أن يحفظ الله مصر ونثق أن مصر ستنمو ويتحسن فيها الوضع والمشكلات ستذهب للنهاية وستنعم بالحياة التى نرضاها لبلادنا، ونصلى من أجل كل البلاد التى نحبها فى الشرق الأوسط".
وأضاف البابا، خلال عظة عيد الميلاد المجيد اليوم، أن قرية بيت لحم أصبحت أشهر قرى العالم بمولد السيد المسيح فيها، مؤكدًا أن كلمة لحم هى كلمة عبرية تعنى الخبز، مشيرًا إلى أن الخطيئة ودلت مع الإنسان على الأرض وكسرت الوصية الإلهية وأصبحت تكبر وتتكاثر حتى أيامنا الحالية.
وتابع، أن الإنسان قد يمتد إلى الطمع والفساد على الأرض ولا ينظر للسماء، قائلاً: "عندما تتطلع للسماء فإنك تتطلع إلى الله الخالق الذى ستعود إليه ووهبك الصحة والخبرة والمسئولية التى تقع على عاتقك، الله الذى يرعاك ويحفظك، طول منتا متطلع للسماء لن تنسى الله، وكذلك فإنك تتطلع إلى النور المعنوى الذى يضىء فى قلبك ويجعل قلبك مستنيرًا وفكرك منفتحًا".
وأشار، إلى أن نور الله هو نور الحكمة والاستنارة والمعرفة، ويستطيع اللسان وزن كل الكلمات الخارجة منه، وأن المتطلع للسماء يتطلع لمجتمع الفرح، والشعوب تتطلع للسعادة فى المنصب والجمال والغنى لكن تبقى السعادة الحقيقية تكمن فى مجتمع السماء.
وأوضح، أن السعادة لا تكمن فى الغنى أو الجمال أو المال الوفير، ولكنها تكمن فى قلب الإنسان التى يحصل عليها من السماء، التى أتى منها البشر وإليها يعودون، فإنها تمثل مجتمع السلام الكامل ولا يوجد فيها تعب أو عنف ولكن مجتمع السماء هادئ تستكين إليه النفس، وهو المجتمع الفاضل به الأصدقاء والشهداء والصديقين وهذه الفضيلة فى التطلع للسماء تحقق إنسانية الإنسان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة