قبل نشره مترجمًا..

قرأت لك.. "لن أمنحك كراهيتى".. صحفى فرنسى يواجه الإرهاب بالرسائل

الإثنين، 09 يناير 2017 07:00 ص
قرأت لك.. "لن أمنحك كراهيتى".. صحفى فرنسى يواجه الإرهاب بالرسائل غلاف كتاب لن أمنحك كراهيتى
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تعكف دار العربى للنشر، على ترجمة كتاب بعنوان "لن أمنحك كراهيتى" للكاتب الصحفى الفرنسى أنطوان لاريس، فى الذكرى الأولى للحادث الإرهابى الذى وقع فى مسرح "باتاكلان" فى باريس، فى الثالث عشر من نوفمبر عام 2015، وهو كتاب مبنى على هذه الواقعة بلغة من قاموا بالهجوم الإرهابى، وقد وصنفت "الجارديان" هذا الكتاب بأنه أفضل كتاب لعام 2016 وترجم إلى أكثر من 22 لغة.

 

ففى هذا الحادث قُتلت زوجة أنطوان لاريس، والتى تدعى هيلينا مويال لاريس، هى و88 آخرين فى مسرح "باتاكلان" بباريس، عندما أطلق ثلاثة رجال مسلحون النار وإلقاء القنابل على الجمهور بحفل لموسيقى الروك.

 

وبعدها بثلاثة أيام قام الصحفى الشاب "لاريس" بكتابة خطاب مفتوح موجه مباشرة لقتلة زوجته، ونشره على "الفيس بوك"ـ،العالم كله كان فى حالة حداد بعد حادث الهجوم على باريس، ولكن "لاريس" رفض حالة التخويف المنتشرة، ورفض أن يترك حياة ابنه صاحب السنة والنصف تنهار بسبب جريمة قتل أمه، رفض أن يجعل القتلة ينتصرون عليهم أكثر من هذا، حيث كتب عن ابنه قائلًا: "طالما هو على قيد الحياة، سيتحداكم هذا الطفل الصغير بسعادته وحريته".

 

كما قال: "لا أعرف من أنتم ولا أريد أن أعرف، أنتم أرواح ميتة... كل رصاصة فى جسد زوجتى هى جرح فى قلبه". وعلى الفور، تلقى ما كتبه على "الفيس بوك" شعبية واسعة، وتمت مشاركته لأكثر من مائتى ألف مرة، وتحدث عنه الجميع فى الصحف وبرامج التليفزيون فى جميع أنحاء العالم.

 

فصول الكتاب مقدمة فى شكل غير معتاد، حيث اختار الكاتب جعلها بمثابة أيام مرت عليه منذ وقوع تلك الانفجارات فى باريس، فنجده مثلًا بـ"الثالث عشر من نوفمبر" الساعة العاشرة وسبع وثلاثين دقيقة مساءً.

 

يبدأ المؤلف كتابه تدريجيًّا فلا يدخل مباشرة فى التعليق على ما حدث، حيث يصف ما حدث فى ذلك اليوم، وفى تلك الساعة. طفله نائم فى ذلك التوقيت بدون أن ينتظر قبلات أمه وحضنها الدافئ لأنه يعرف أن والده لا يستطيع أن يوفر له هذا الدفء، فأمه ليست بالمنزل، بل تحضر حفلًا لموسيقى الروك فى ملهى من ملاهى باريس. فجأة يقرر المؤلف أن يشاهد التليفزيون الذى أسماه "صندوق الرعب"، ليفاجأ بأخبار العنف والهجوم المسلح الذى أرعب فرنسا بل والعالم أجمع.

 

الصور التى شاهدها أمامه على التليفزيون لا تخبره بشىء وهو لا يحاول أن يستشف من وراءها شىء، فكل ما يفكَّر به هو زوجته وهل هى بخير وعلى قيد الحياة. هو كذلك لا يسمع ما يتم قوله، ولكنه لا يرى سوى تعبيرات وجوه الناس فى الشاشة والرعب والدهشة الظاهرة عليهم مما يحدث أمامهم، بدوا وكأنهم لا يفهمون ما الذى يحدث ولماذا يحدث.

 

فى هذا الكتاب، لا يوجِّه "أنطوان لاريس" رسالة إلى قاتلى زوجته بأنه لن يمنحهم حتى كراهيته، بل هو يحاول أن ينقل للعالم رسالة سلام، أن الإرهاب لا تكمن مواجهته بالعنف والإرهاب المماثل له، بل تجب مواجهته بالسلام وبتجاهل وجوده حتى يختفى تمامًا.

 

"لاريس" صحفى بشبكة الراديو الفرنسى "فرانس بلو". قرر أن يوجه رسالة إلى المسلحين الذين قتلوا زوجته "هيلين مويال" ذات الخمس وثلاثين عامًا بأنه لن يحمل الكره لمن قاموا بذلك رغم ما فعلوه.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة