سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 11 أكتوبر 1973..السادات: «حكمتك يارب.. كل الناس دلوقتى فى العالم العربى بياخدوا منى أوامر»

الأربعاء، 11 أكتوبر 2017 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 11 أكتوبر 1973..السادات: «حكمتك يارب.. كل الناس دلوقتى فى العالم العربى بياخدوا منى أوامر» السادات والفريق احمد اسماعيل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وصل الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل إلى قصر الطاهرة مساء يوم 11 أكتوبر من عام 1973، حسب تأكيد «هيكل» فى كتابه «أكتوبر 73 - السلاح والسياسية»، كانت الحرب التى تخوضها مصر وسوريا ضد إسرائيل منذ يوم 6 أكتوبر تتواصل، ويذكر هيكل، أن إشارات الخطر بدأت فى الظهور على آفاق ميادين القتال فى هذا اليوم، لكن أحدا لم ينتبه بالقدر الكافى لملاحقة الإشارات وربطها معا، واستخلاص النتائج، ويرى هيكل أن أسباب ذلك القصور راجع إلى: 
«أن الرئيس السادات فى ذلك الوقت بدأ يركز على اتصالاته مع «كيسنجر»، وراوده الظن بأن هذه الاتصالات هى النقطة التى يجب أن يكثف عليها جهده، وأن التنسيق بين الجبهتين المصرية والسورية كاد يتلاشى، وأن قرار القائد الأعلى «الرئيس السادات» والقائد العام «الفريق أحمد إسماعيل» بأن تتخذ القوات المصرية وقفة تعبوية ثم إعلان هذا القرار أدى إلى نوع من البلبلة، وأن مد السلاح الأمريكى لإسرائيل راح يحدث تأثيره على الجبهة».
 
خيمت وقائع اليوم بظلالها على لقاء الرئيس بهيكل فى قصر الطاهرة، ويذكر هيكل، أنه حين ذهب وجد هناك السيدة جيهان السادات ومعها أولادها جميعا ينتظرون أن يفرغ الرئيس من مقابلته مع وزير الدفاع الكويتى الشيخ سعد العبدالله الصباح، لكى يجلسوا معه، وكانت ابنته الصغرى جيهان تقول إنها لم تر «بابا» منذ أسبوع، وراحت تدق قدميها متلهفة للقاء أبيها، ويضيف هيكل: «انصرف الشيخ سعد، وودعه حتى باب القصر الفريق أحمد إسماعيل الذى حضر المقابلة معه، ثم عاد إلى الصالون، وصعد الجميع معه إلى الدور الثانى، حيث كان الرئيس لايزال جالسا وأمامه بعض الخرائط، وإلى جانبه المهندس عبدالفتاح عبدالله، ويبدو أنه كان يستخدم الخرائط أثناء الحديث مع وزير الدفاع الكويتى».
 
يضيف هيكل: «دار الحديث عن الصورة العامة، ولمح إسماعيل طبقا من الفاكهة على مائدة فى الغرفة، وتذكر أنه جائع، فقام وعاد بعنقود من العنب وراح يأكل حباته، ونهض الرئيس السادات قائلا إنه سوف يغير ملابسه ثم يعود ثانية، ومن غرفة نومه بعث فاستدعى محمد حسنين هبكل، الذى دخل فوجده يخلع ملابسه العسكرية ويرتدى بيجاما ذات خطوط رمادية، وبدأ يتحدث عن ارتياحه للوضع فى سوريا، وكيف أن السوريين تمكنوا من تثبيت الجبهة، وأن الإمدادات تتدفق عليهم من الاتحاد السوفيتى، ووصلهم اليوم حمولة 40 طائرة، ثم أشار إلى رسالة تلقاها من الملك حسين قائلا: «حسين خايف يضربوه على الجبهة الأردنية، وعاوز يبعث قوات للجبهة السورية تساعد.. عامر خماش «رئيس الأركان الأردنى» كان عندى قبل الشيخ سعد وجاب رسالة من الملك».
 
استطرد الرئيس وفقا لهيكل: «فيه لواء سعودى فى الطريق، مغزاه سياسى، بصرف النظر عن الناحية العسكرية، وبعثت رسالة اليوم للبكر «رئيس العراق» أطلب منه السماح باستخدام طيارة الردع الـ«تى يو» من بغداد ضد إسرائيل، وبعث لى البكر يقول لى: «حاضر»، وواصل كلامه: «أحمد إسماعيل أول ما دخل كان عاوز يقول لى إن السوريين استطاعوا تثبيت الهجوم المضاد الإسرائيلى، قلت له: «يا أحمد أنا عارف قبل ما تقول لى»، وأنا مطمئن»، وأضاف الرئيس: «حكمتك يارب، كل الناس فى العالم العربى بياخدوا منى دلوقتى أوامر، أقول شىء، يقولوا حاضر».
 
انتقل الرئيس حسب هيكل إلى حكاية أخرى بدون مقدمات: «تعرف أنا صليت الجمعة اللى فاتت فين؟ صليت فى زاوية صغيرة كنت صليت فيها من خمسين سنة أول ماجيت القاهرة من السودان وعمرى أربع سنين، وكنا ساكنين فى منشية البكرى، قبل الحرب يوم الجمعة الماضى «5 أكتوبر» صليت هناك تفاؤلا، والجمعة بكرة رايح أصلى هناك، غريبة الزاوية زمان كان فيها لمبة جاز، دلوقتى لمبة كهرباء، لكن مازالت زى ماهى»، يؤكد هيكل أن الرئيس عاد فى الحديث إلى الموقف الراهن، فقال: «فيصل «ملك السعودية» ماشى كويس، ويتصرف بطريقة معقولة وهادية، وشيخ أبوظبى «زايد بن سلطان» بعث لى النهاردة من لندن شيك بمائة مليون دولار، الصبح كان عندى عزيز «يقصد الدكتور عزيز صدقى رئيس الوزراء» جالى بمشروع عن إعادة التعمير بعد المعركة، وكانت عينيه بتلعب وهو بيتكلم، وكدت أكلفه بمسؤولية التعمير، لكن افتكرت أنه حيعمل مجلس وزراء تانى غير الموجود، وسوف ندخل فى مشاكل أنا فى غنى عنها».
استطرد الرئيس: «شوف يا محمد، أنا حاطلب من العرب بليون دولار، وعايز أحجز منها 100 مليون لمطالب بعد المعركة». 









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة