"وإن أرضك ندهتك يوم ارويها بدمك".. تجرى تفاصيل يومنا بسرعة نقابل هذا ونفارق ذلك ولا نرى مشاهد ملحمية تحدث فى الكواليس فى أماكن أخرى، بأقدام ثابتة وأيادىٍ تحتضن السماد وشمس تنسج خيوطها على المشهد العام يعتنى ذلك الفلاح بأرضه، يرويها بانتظام ويعلم كل شبر فيها ويشعر بها، لقطة اليوم أزاحت الستار عن لقطة مهمة فى عالم الزراعة وحياة الفلاح المصرى الذى يضع أرضه نصب عينيه ويهتم بها كأحد أبنائه بل هى رفيقة عمره التى يعطيها فتجود عليه بالخير له ولبيته ولنا جميعا.
احتضن فى عباءته السماد الذى ينثره على الأرض غارسا خطواته "الطيبة" فيها فتلك الخطوات التى حفرت وسط طينة الأرض الزراعية لا تعبر إلا عن خير نثر وغرس فوق تلك الخطوات، يجول ذلك الفلاح فى أرضه بعد ريها ويمدها بما يحمل لها من "وجبة اليوم" يقدم لها يديه بالخير لتفيض عليه بما يساعده فى كسب قوت يومه وفتح بيته.
هيأ له قدره الذى تشابه مع طيبة قلبه أن يتواجد لساعات طويلة كل يوم فى أرضه فيسير فيها يشكى لها وتحكى له، بينهما علاقة وطيدة لا توصف بكلمات ولا يمكن لثالث أن يتدخل فيها علاقة تظللها خيوط الشمس التى تشهد ضربة فأسه فى قلب الأرض صباحاً وتشاهد قبل وداعها نثره للسماد عند الغروب.
علاقة الفلاح المصرى بأرضه لا تقل أهمية عن أى علاقة ارتباط وحب بين عاشقين يمد كل منهما يد العون للآخر ولا يقدر أحد على تفرقتهما، لقطة اليوم للوحة مصرية أصيلة بفلاح مصرى يروى أرضه والسماء بشمسها لا تقدر على الغياب قبل أن تطمئن عليهما.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة