أكرم القصاص

الإرهاب القادم من غزة.. اختبار لحماس وتهديد للمصالحة

الأربعاء، 18 أكتوبر 2017 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما نتحدث عن العلاقة بين العمليات الإرهابية الأخيرة فى العريش، وما يجرى فى غزة والقضية الفلسطينية من تغيرات، قد يرى البعض أن الإرهاب كان موجودا، وهو أمر صحيح يؤكد وجود عناصر تكفيرية من غزة فى هجمات العريش ورفح  طوال ثلاثة أعوام، وتنسيق ومتابعة وتوفير ملاذات للإرهابيين، ويحسم الجدل حول تورط عناصر خارجية تسللت عبر الأنفاق أو ثغرات المنطقة الحدودية، وقد تراجعت العمليات كما وكيفا، بعد إقامة المنطقة العازلة وهدم عدد من الأنفاق. 
 
وهناك تنظيمات سلفية ترتبط بداعش وبيت المقدس، تم الكشف عن عدد كبير منهم بعد مقتلهم فى سوريا والعراق، أما فى عمليات سيناء، فقد صدرت بيانات كثيرة تنعى قتلى بيت المقدس فى عمليات بسيناء، وآخرها هجمات فى كرم القواديس. 
 
كشفت بيانات رثاء على الإنترنت أكدتها تقارير أمنية من داخل غزة، أن اثنين من قتلى الإرهابيين فى الهجوم على ارتكاز كرم القواديس من بين 24 إرهابيا، هما لؤى حرز الله من غرب غزة، ومحمود الطهراوى من رفح الفلسطينية، ينتميان إلى الجماعات التكفيرية، وكلاهما له ملف لدى حركة حماس، وسبق اعتقال لؤى وإطلاق سراحه قبل ثلاثة أعوام،  وتسلل هو والطهراوى إلى سيناء، وانضما إلى تنظيم بيت المقدس ضمن الإرهابيين الأجانب، وسبق وكشفت بيانات مشابهة عن مقتل عدد من أعضاء التنظيمات التكفيرية هناك فى عمليات بسيناء، تأكيدا لمعلومات ظلت محل تشكيك.  
 
هذا الربط يؤكد الارتباطات الخارجية بين تنظيمات الإرهاب بسيناء، وجهات التمويل الخارجية، وتنظيمات داعش والقاعدة فى سوريا. 
 
أما عن هدف العمليات فمنها أنها محاولة من التنظيم الإرهابى لإثبات الحضور بعد أكثر من هزيمة فى سيناء وخارجها، وفى نفس الوقت لتأكيد عدم قدرة حماس على السيطرة الأمنية بقطاع غزة، فضلا عن الربط بين التكفيريين الإرهابيين ودول مثل قطر وتركيا، اللتين تعتبران المصالحة الفلسطينية برعاية مصرية، هزيمة لتيار يدعم شبه دولة «حماس» فى غزة وأخرى فى الضفة، وتحاول أجهزة هذه الدول تمويل عمليات جديدة لإفشال المصالحة التى رعتها مصر ومثلت مفاجأة لهم. 
 
ومن يتابع القضية الفسطينية، يعرف مدى التعقيد فى تشكيلاتها، هناك ولاءات لجهات ودول متعددة، ولاء لقطر أو تركيا أو إيران، وهى ولاءات تترجم فى مصالح اقتصادية، بينما مصر تتعامل مع كل التيارات، ولا تسعى لتكريس الفرقة الفلسطينية.
 
 ويزدحم الملف الفلسطينى الداخلى بصراعات ومواجهات وصلت إلى حد الاغتيالات، قبل كل تحرك سياسى، مثلما جرى قبل وبعد اتجاه الزعيم الفلسطينى ياسر عرفات إلى السلام والسعى لإقامة دولة فلسطينية.
 
وداخل غزة هناك تيارات سلفية تكفيرية، بعضها كان يعمل تحت بصر حماس، وبرعاية قطرية أو تركية، وبعضها خارج السيطرة، أو ارتبط بتحالفات وقتية، وهؤلاء بالطبع يعترضون على مصالحة توحد السلطة وتفتح الباب لإعادة الإعمار، والمساعدات الأوروبية والعربية، بما قد يقوى سلطة الحكومة، ويقلل من سلطة هذه الجماعات المسلحة، وهو ما يضر بمصالحها، ومعها مصالح دول تريد تكريس الانفصال والصراع.
 
كل هذه التحركات تمثل تحديا واختبارا لحماس والسلطة، لإبعاد أى شبهات للتلاعب، وتأكيد السيطرة الفلسطينية على غزة، مع توقع مزيد من الهجمات، التى تهدف تنظيم الخيوط وإعادتها لما قبل المصالحة.   






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة