فى تحرك جديد يعكس مدى ازدياد الكراهية تجاه المسلمين فى الدول الأوروبية، والأوروبيون ذوو الأصول العربية بشكل عام، كشف بحث بريطانى جديد أن البريطانيين ذوو الأصول الآسيوية أو أولئك الذين يطلقون لحاهم ويبدون فى مظهرهم مثل المسلمين يكتوون بنيران "الإسلاموفوبيا" فى ظل تزايد وتيرة العمليات الإرهابية التى ضربت القارة العجوز فى السنوات القليلة الماضية.
البحث الذى نشرت نتائجه صحيفة "الإندبندنت" ضمن تقرير مطول اليوم، الأربعاء، كشف أن البريطانيين الذين يشبهون "المسلمين" ويعيشون فى الولايات المتحدة عانوا من انتهاكات لفظية وجسدية وعاطفية فقط بسبب مظهرهم رغم أن من بينهم مسيحيين ويهود وأبناء ديانات آخرى.
ولا تقتصر حالة الإسلاموفوبيا على الولايات المتحدة، وإنما تمتد إلى بريطانيا والعديد من الدول الأوروبية خاصة منذ بدء محادثات بريكست، حيث قام البحث الجديد على عدد من المقابلات التى كشف خلالها ضحايا السلوكيات العدوانية أنهم واجهوا وضع فضلات الحيوانات فى صناديق البريد الخاصة بهم وتحطيم نوافذ محلاتهم، بينما قال آخرون إنهم وصفوا بالإرهابيين أو المرتبطين بداعش بسبب لون بشرتهم أو لحاهم.
وبحسب ما ذكرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية، فإن الدراسة وجدت أنه كان هناك زيادة فى العداء خلال فترة الاستفتاء على البقاء فى الاتحاد الأوروبى وبعد الهجمات الإرهابية.
وفى البحث الذى تم تقديمه لمجلس العموم البريطانى خلال أسبوع الوعى بجريمة الكراهية، قال د. عمران إيوان ود. إيرين زيمبى، أن تجارب غير المسلمين الذين عانوا من الإسلاموفوبيا لأن شكلهم يبدو مسلمين، لا تزال غير مرئية، سواء فى الإحصاءات الرسمية أو فى البحث الأكاديمى.
وقال إيوان، وهو مساعد بروفيسور فى علم الجريمة بجامعة برمنجهام، للإندبندنت أنه على الرغم من أن هذه قضية هوية خاطئةـ فإن الانتهاكات المرتبطة بالإسلاموفوبيا لا ينبغى أن تحدث فى المقاوم الأول، وأشار إلى أن بحثه أظهر كيف أن مرتبكى جرائم الكراهية يستهدفون ضحاياهم بناء على التحيز والصور النمطية.
أجرى الباحثون مقابلات مع 20 من الرجال غير المسلمين ممن تتراوح أعمارهم بين 19 و59، من البيض وذزى الأصول الآسيوية، وكان منهم السيخ والمسيحيين والهندوس، وأيضا الملحدين. ووجد الباحثون أن جرائم الكراهية ترتفع فى الأحداث الأكبرى مثل الهجمات الإرهابية أن استفتاء الاتحاد الأوروبى.
وقال أحد المشاركين فى البحث أنه تلقى رسالة على أحد مواقع السوشيال ميديا تقول "اطردوا المسلمين" بينما جاءته رسالة أخرى بعد البريكست تقول "اليوم هو اليوم الذى نتخلص فيه من أمثالكم"، وقال آخرون أنهم لاحظوا زيادة المضايقات بعد الهجمات الإرهابية حول العالم.
وقال أحد الأشخاص للباحثين إنه "فى كل مرة يقع فيها حادث إرهابى كبير، يكون هناك ارتفاعا حادا فى الكراهية الموجهة لى ولعائلتى".
واتفق معه آخر قائلا: "أن الوضع العام يتدهور مع الأسف، فالإسلاموفوبيا تشهد تأثيرا متزايدا على حياة الآسيويين الذين يبدون مسلمين، والكراهية التى تكمن خلف الإسلاموفوبيا تنتشر".
وتقول إندبندنت أن الأرقام الجديدة الصادرة عن وزارة الداخلية تدعم تلك النتائج، حيث أظهرت أن جرام الكراهية ارتفعت بمقدار الثلث فى بريطانيا فى العام الماضى، وسجلت الشركة ارتفاعا غير مسبوق فى فترة استفتاء الاتحاد الأوروبى والهجمات الإرهابية.
وبعد سلسلة من الهجمات الإرهابية التى ضربت العديد من العواصم الأوروبية فى السنوات القليلة الماضية، تزايدت معدلات العداء للأقليات المسلمة فى القارة العجوز وهو ما كان دافعاً للعديد من الأحزاب والكيانات السياسية لإدراج بنود من شأنها طرد المسلمين ووضعهم تحت رقابة أمنية ضمن برامجهم الانتخابية، وهو ما ظهر قبل عدة أشهر فى الحملة الانتخابية لزعيمة اليمين الفرنسى المتطرف مارين لوبان التى خسرت مقعد الرئاسة بعد وصولها جولة الإعادة مع الرئيس الحالى إيمانويل ماكرون.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة