فتحت نيابة أمن الدولة العليا، بإشراف المستشار خالد ضياء الدين، المحامى العام الأول لنيابة أمن الدولة العليا، تحقيقًا موسعًا وفوريًا فى الحادث الإرهابى الذى وقع بصحراء الواحات، وأسفر عن استشهاد عدد من الضباط وأفراد الشرطة فى مواجهة مسلحة مع عناصر إرهابية .
المستشار نبيل صادق
وانتقل فريق من النيابة إلى مكان وقوع الحادث، وطلبت النيابة تحريات قطاع الأمن الوطنى حول الواقعة، لكشف غموض وملابسات الحادث وسرعة ضبط مرتكبى الجريمة، وقررت ندب المعمل الجنائى، للفحص وإعداد تقرير لبيان أسباب الحادث.
كما انتقل فريق من محققى النيابة بإشراف المستشار خالد ضياء الدين المحامى العام الأول لنيابة أمن الدولة العليا، إلى مستشفيات الشرطة بالعجوزة ومدينة نصر والشروق بطريق إسكندرية الصحراوى، لمناظرة الجثامين جراء الحادث الإرهابى، مع التصريح بتسليم الجثامين إلى ذويها والدفن فور انتهاء الأطباء الشرعيين من توقيع الكشف الطبى عليها، وتشريحها لتحديد أسباب الوفاة لكل منها على حدة، والاستماع إلى أقوال المصابين ممن تسمح حالتهم بسؤالهم فى شأن ملابسات الحادث، للوقوف على كيفية وقوعه.
شهداء حادث الواحات
وطلبت النيابة بإشراف المستشار محمد وجيه المحامى العام بنيابة أمن الدولة العليا من قطاع الأمن الوطنى بوزارة الداخلية، إجراء التحريات الأمنية اللازمة لبيان ملابسات الواقعة وتحديد هوية الجناة.
وكشفت التحريات الأولية، أن الواقعة بدأت عندما توصلت الجهات الأمنية إلى مكان معسكر للإرهابيين بعد أن ألقى القبض على أربعة إرهابيين فى القليوبية اعترف اثنان منهم بوجود معسكر فى موقع بالصحراء الغربية قريب من طريق الواحات ووادى الحيتان، وقدموا تفاصيل كاملة عن موقع المعسكر والطرق المؤدية إليه.
وأوضحت التحريات الأولية، أنه تم مناقشة المعلومات التى أخبر بها المتهمين بين أعلى المستويات الأمنية فى القطاعات المسئولة، لإجراء البحث والرصد والتأكد من مدى صحة هذه المعلومات .
والمعلومات الأولية تؤكد أن الإرهابى هشام عشماوى الذى انضم لداعش السنوات الأخيرة، ومتهم فى كثير من القضايا الإرهابية التى حدثت فى الصحراء الغربية، وأن لديه عناصر أجنبية قام بالتواصل معها فى ليبيا، وضمت المجموعة بحسب الاعترافات الذين قبض عليهم فى القليوبية ضباط شرطه سابقين متهمين بالتشدد وتبنى أفكار تكفيرية تم فصلهم سابقًا من الخدمة بالداخلية.
وصدرت التعليمات بإعداد مأمورية من قطاعى الأمن الوطنى والقوات الخاصة لتنفيذ المهمة بالهجوم على معسكر الإرهابيين، وتحركت القوات فجر الجمعة من معسكر أحمد الكبير بطريق مصر الإسكندرية الصحراوى، وتوجهت إلى الكيلو 135 فى طريق الواحات، وبعد وصول القوات إلى مسافة قريبة من المعسكر، تحركت مجموعة على الطريق الرئيسى -الواحات –للتأمين، وتحركت القوات داخل الجبل بعمق حوالى 15 كيلو متر.
إرهابيين أرشيفية
وذكرت مصادر، أن عناصر الإرهاب رصدت دخول القوات بمسافة كبيرة ولديهم تفاصيل واتجاهات توزيع القوات المشاركة، بما يوحى بأن لديهم تفاصيل دقيقة مسبقة عن العملية وتوقيتها، فاستعد الإرهابيين للمواجهة، ونصبوا كمينا للقوات بزراعة المدقات المؤدية إلى المعسكر بالمتفجرات، مع انتشار العناصر الإرهابية فى قمم الجبال والتلال المحيطة بالمدقات، وفور وصول مدرعات وسيارات الشرطة والقوات المشاركة تعامل الإرهابيين معهم بالأسلحة الثقيلة و"الأر بى جى".
ونتيجة لمعرفة الإرهابيين بمحيط المعسكر جيدًا ومناطق القوة والضعف فى المنطقة، فتم تشتيت القوات وسحب جزء منها إلى مناطق تيسيطر عليها الإرهابيين، ومنع الاتصالات المباشرة بين القوات وزيادة تشتيتهم بعدما انقطع الإرسال اللاسلكى وشبكة الاتصالات بالموبايل فى المناطق التى استدرجتهم إليها العناصر الإرهابية، وحدث ارتباك للقوات التى فوجئت بالحدث.
وذكرت التحريات، أن المعسكر الإرهابى كان يتواجد فيه ما لا يقل عن 100 شخص يتلقون تدريبات عسكرية ولديهم إعاشة وحياة كاملة فى هذه المنطقة ويعلمون الطرق المحيطة والمدقات المؤدية إلى المدن أو المحافظات القريبة، وكذلك المدقات والطرق المؤدية إلى عمق الصحراء فى اتجاه الحدود الغربية مع ليبيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة