بعد انتشار ظاهرة الترويج للأدوية مجهولة المصدر ومدعى الطب من المشعوذين والدجالين على بعض الفضائيات المجهولة ومواقع التواصل الإجتماعى، انتشر فى الآونة الأخيره الترويج لعمليات التجميل والتخسيس والأجهزة المستخدمة فيها، وبعضها كان محترما واخذ مسلك تعليمى وتوعية للمواطنين، ولكن للأسف البعض الآخر أخذ مسلك ترويجى اكثر منه تعليمى، وأصبحت تخالف مبادئ وقيم مهنة الطب والصيدلة، وأصبحت تبسط لعامة الشعب هذه العمليات بطريقه ترويجيه دون التطرق لمخاطرها أو الحالات المحظورة عليهم هذه العمليات وخطورة هذه الاعلانات ليست فى نوع العملية، ولكن فى تبسيطها بأسلوب ترويجى على حساب صحة المريض مستغلين حاجة هذا المريض وتشبثه بالأمل.
وبعض هذه البرامج كانت فى الماضى القريب رائعة، و كانت تأخذ مسلكا تعليميا وكانت تتطرق للمخاطر قبل المنافع وكانت توضح بأسلوب محايد نسبة نجاحها وفشلها ومخاطرما بعد هذه العمليات، ومتى نحتاج فعلا لهذه العمليات وماهى الحالات التى تتوخى الحذر قبل الاقدام عليها، ولكن رويدا رويدا بدأت تقل هذه البرامج الطبية التعليمية لبعض المشاكل الطبيه والصحيه المتداولة، وبدأ يحل محلها برامج اعلانيه وترويجيه بدلا منها.
وبسبب إعلانات الأدوية المجهولة المصدر والإعلانات الترويجية والدعائية للعمليات الجراحية وأجهزة التجميل والتخسيس تعرضت حالات عديده لمشاكل صحيه بسبب الجهل بمخاطر هذه الأدوية، أو بسبب حجب مخاطر هذه العمليات والأجهزة على بعض الأفراد وتبيسطها فلا يوجد دواء أو جهاز أو جراحة آمنه 100% كما يرددون فى اعلاناتهم، ولابد من الاشراف الطبى الكامل من الصيادله او الأطباء الذين يحترمون مهنة الطب والصيدله، بدلا من اللجوء لمراكز مجهولة أو مستشفيات غير مرخصه أو الوقوع فريسة لأطباء أو صيادلة غير متخصصين، ولايحترمون هذه المهن الإنسانية.
وعلى الجهات الرقابية فى وزارة الصحة والإعلام والنقابات محاصرة هذه القنوات المسمومة، والمعلنين عن هذه الأدوية المجهوله والبرامج الطبيه الترويجيه لبعض مدعى الطب ومراكز طبيه غير مرخصه، ولابد من تفعيل قانون الإعلانات الطبيه بمراجعتها من قبل الجهات الرقابية، والتأكد ان الغرض منها التوعيه وليس التجاره قبل وصولها لعامة الناس والتأكد من صحة ما يعرض فيها وعدم المبالغة بأمانها، والتأكد من عرض أخطارها بكل حيادية فالطب والصيدله مهن انسانيه ولهما رساله سامية، وليست سلعة للاتجار بآلام المرضى ومشاهدة اعلانات وبرامج مستفزه تهدم قيم المهنتين وتظهر الطبيب والصيدلى فى صورة تاجر يعلن عن سلعته، فاذا أردت اعلانا فلا مانع ولكن شريطة وضع مصلحة المريض أولا وليس السلعة التى تعلن عنها.
الصيدلى والطبيب لهما دور هام جدا فى وسائل الإعلام ولكن فى القنوات المحترمة ولغرض توعية المواطنين ضد المخاطر الصحية التى قد يتعرض لها أو لنقل خبرته فى تخصصه بأسلوب مبسط للعامة، أو لمناقشة مشاكلنا الصحية وكيفية مجابهتها وليس للترويج للأدوية أو العمليات الجراحيه او الأجهزة التجميلية، دون إظهار مخاطرها لسبب ترويجى، وعلى شاشات وقنوات مجهولة، فبرجاء احترام مهن طوال عمرها كانت انسانية وتحولت الى تجارة من بعض مدعين الطب والصيدله والأمل فى البقية الملتزمه والتى تقدر مهنة الصيدله والطب وتعى رسالتها جيدا والمكان الطبيعى للصيدلى والطبيب فى صيدليته او عيادته وظهوره فى التليفزيون او وسائل التواصل الإجتماعى يكون تبرعا منه لتوعية عامة الشعب فى مجاله وليس للترويج لدواء او سلعة، أو جهاز فلنرجع للمهنتين هيبتها وانسانيتها واجبار الكل على احترام المهنتين والقائمين عليهما، ولنفعل قيم مهنة الطب والصيدله المبنية على صحة المريض ومحاربة الأمراض وليس الاتجار بها، وعلينا جميعا ومنظمات المجتمع المدنى توعية المواطنين بعدم الوقوع فريسه لهؤلاء المدعين ولعدم سقوط المزيد من الضحايا لهذه القنوات والإعلانات المسمومة.