منذ أيام ، تم تنظيم المؤتمر العالمى الثانى لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، بمشاركة نحو 60 دولة عربية وإسلامية حول العالم، ويعد المؤتمر الثانى الذى تنظمه الأمانة العامة للإفتاء حول العالم منذ تأسيسها، بهدف تحقيق مزيد من الانتشار خارجيًا ، والتواصل مع الجاليات الإسلامية ، لمواجهة الفكر المتطرف بالمعتدل ، ونشر تعالم الإسلام الوسطية ، فى مواجهة أفكار تنظيم داعش والتنظيمات الإرهابية المتطرفة .
تأسيس هذه الأمانة بدأ منذ حوالى عامين، وتحديدا فى ديسمبر 2015 ، إذ أعلنت دار الإفتاء المصرية عن تأسيس الأمانة العامة لهيئات الإفتاء حول العالم، ووقتها قال مفتى الجمهورية الدكتور شوقى علام، إن الهدف الأساسى من اتخاذ هذه الخطوة، ضبط الإفتاء ومواجهة الفكر بالفكر، وكذلك التفاعل مع قضايا الأمة الإسلامية بالداخل والخارج، ودفع الشُّبه والأباطيل التى ألصقها مدَّعو التدين إلى الإسلام والمسلمين.
ومنذ اتخاذ قرار تأسيس هذه الأمانة وضعت دار الإفتاء خطة، للانتشار خارجيًا لمواجهة الأفكار المتطرفة، وتضمنت هذه العديد من المحاور بعضها تم تنفيذها وبعضها مازال فى حيز التنفيذ ، نستعرضها فى التقرير التالى.
35 مفتيًا من مختلف دول العالم
مع تشكيل الأمانة ، تم اختيار الدكتور شوقى علام ، مفتى الجمهورية رئيسًا لها، وكذلك إبراهيم نجم مستشار مفتى الديار المصرية أمينًا عامًّا ، وتضم عضوية الأمانة ممثلين لأكثر من (35) مفتيًا يمثلون دولهم من مختلف قارات العالم، ليكون دورهم الأساسى تبادل الخبرات العلمية والعملية والتنظيمية بين دور وهيئات الإفتاء من الأعضاء، ترسيخ منهج الوسطية فى الفتوى، إيجاد منظومة علمية وتأهيلية للقيادات المسلمة فى العالم ترسخت عندهم قيم الوسطية والتعايش، تقديم الاستشارات العلمية والعملية لدور وهيئات الإفتاء لتنمية وتطوير أدائها الإفتائى، المشاركة الفاعلة فى تجديد الخطاب الدينى، وتسعى الأمانة لزيادة هذا العدد من المفتيين من مختلف الدول خلال الفترة المقبلة.
مواجهة انضمام الأقليات المسلمة بالخارج لداعش
الرد على داعش ، ومواجهة انضمام أبناء الأقليات المسلمة لصفوفهم كان أحد أهم أهداف تأسيس هذه الأمانة ، وكذلك ضمن أهداف الإفتاء للوصول والانتشار فى الدول التى تسعى لاستقطاب الأقليات المسلمة فيها.
ووفقا لما أكدته دار الإفتاء، فإن هناك فما يقدر بخمسين ألف مقاتل فى صفوف "داعش" نصفهم من أبناء الأقليات المسلمة، وإعلام التنظيم يتحدث بـ12 لغة؛ ولذا كان من الضرروى مواجهة هذا بحسم، والرد على الفكر بفكر.
ترجمة البحوث والفتاوى
من ضمن المشروعات التى مازالت فى طور التنفيذ، هو تأسيس قسم النشر والترجمة بالأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، الذى يختص بإنتاج وترجمة البحوث والفتاوى والدراسات الفقهية والمقالات العلمية وملخصات الكتب من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى والعكس؛ لعرضها على الأمانة، بالإضافة إلى تزويد الأمانة بالأبحاث والتقارير المنشورة بلغات أخرى للاستفادة منها والرد عليها وتسهيل سبل التواصل مع غير الناطقين باللغة العربية فى شتى بقاع الأرض؛ لكى تصل رسالة الإسلام الوسطية إلى كل مسلم أيًّا كانت بلده أو لغته.
ومن ضمن الفعاليات المقترحة: ترجمة ونشر الفتاوى والأبحاث العلمية ، ترجمة ونشر الكتب الفقهية ، مد الدورية التى ستصدر عن الأمانة بالمادة العلمية المترجمة فى جميع القضايا الإسلامية ، إعداد نشرة أخبار شهرية بعدة لغات حول القضايا الإسلامية وأخبار الأمانة.
قوافل الإفتاء الخارجية
وأرسلت الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم ، بإرسال قوافل علمية إفتائية مشتركة لعدد من الدول الخارجية ، للتعريف بطبيعة الدين الإسلامى الوسطى ، ومواجهة الخطأ فى الفتاوى التى يتصدر لها غير المتخصصين، والتواصل مع الجاليات المسلمة فى الخارج، وذلك بأكثر من لغة؛ مما يحقق قبولًا عامًّا لدى المتلقى.
مجلة إلكترونية باللغة الإنجليزية
وفى ختام المؤتمر الثانى ، للأمانة العامة للإفتاء حول العالم تم الاتفاق على عدد من الخطوات الجديدة التى تعزز مهارات المفتيين حول العالم، وربما أهم هذه القرارات تمثلت فى إصدارُ مَجَلَّةٍ إلكترونيةٍ باللغةِ الإنجليزيةِ تَحْتَ عُنوانِ [The Muslim Bond] تُعْنَى بالخلفيةِ الفكريةِ والدَّعَوِيَّةِ للإفتاءِ في قضايا الجالياتِ المسلمةِ حولَ العالمِ ، إطلاقُ مِنَصَّةٍ إلكترونيةٍ للتعليمِ الإسلاميِّ الصحيحِ.
وكذلك تم الاتفاق على إصدارُ تقريرِ حالةِ الفتوى حولَ العالمِ، يَرصُدُ الفتاوى ويُحَلِّلُ مضمونَها ويُفَسِّرُهُ ويُقوِّمُهُ، ويَخْرُجُ بنتائجَ وتوصياتٍ تُفِيدُ الجميعَ.
برامج تدريب المفتيين حول العالم
سعت دار الإفتاء المصرية ، والأمانة العامة للإفتاء حول العالم لتنظيم برامج تدريب للفتوى ، فى مختلف دول العالم كان آخرها فى شهر سبتمبر الماضى ، هو برنامج منهجية الإفتاء للعلماء المسلمين بالمملكة المتحدة.
وتم تنفيذ البرنامج تحت مظلة الأمانة العامة لهيئات ودور الإفتاء فى العالم ، وتمثلت أهدافه فى التعريف بمنهجية الإفتاء وأهم المعارف اللازمة لها، وصولا للتمييز بين الإفتاء الصحيح وغير الصحيح، واحتوى البرنامج على نحو 50 ساعة تدريبية على مدار 10 أيام من 10 سبتمبر إلى 20 سبتمبر، وشارك فى هذا البرنامج عدد من العلماء المسلمين المتصدرين للفتوى والدعوة الإسلامية فى المملكة المتحدة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة