أصبحت قطر منبوذة من كافة المؤسسات العربية والدولية وقد ظهر هذا جليا بعد طردها وسحب عضويتها من المركز الإسلامى العالمى فى إيطاليا، وأعقب ذلك تواتر الأنباء عن تأجيل انعقاد قمة دول مجلس التعاون الخليجى المقبلة التى كانت مقررة فى ديسمبر، بسبب الأزمة القطرية التى تعد أسوأ أزمة مرت بالمجلس، لكن هذا يثير تساؤلات حول مستقبل تواجد قطر ضمن أعضاء هذا المجلس وهو الكيان التعاونى الوحيد فى العالم العربى، وبعد التأجيل أصبحت هناك مخاوف من تكرار ذلك ويصعب لم الشمل مرة أخرى، وقد تناول ريكس تيلرسون موضوع عضوية قطر فى المجلس خلال زيارته للدوحة هذا الأسبوع.
وحسبما أكد الكاتب السعودى حمود أبو طالب فإن قطر نشاز وعدم حضورها قمة المجلس ربح للمجلس، لأنها النشاز الأكبر فى مجموعة الخليج، وتمثل التهديد لأمنه بتآمرها لصالح أعداء المنطقة، وأضاف أنه إذا وجهت الدعوة لقطر ووافقت فقد تكون فرصتها الأخيرة للامتثال لمطالب الدول الأربع فإما أن توافق وتلتزم فتبقى فى المجلس أو ترفض ويتم استئصالها من المجلس الذى يمكنه الاستمرار بخمس دول فقط، وتواجه مصيرها منفردة.
أما البروفيسور دانيال بيبس مدير منتدى الشرق الأوسط للدراسات السياسية والاستراتيجية فأكد لليوم السابع ، أن قطر تساهم فى نشر العنف الجهادى بأموالها ودعمها لذلك، واستمرار أزمتها مع دول المنطقة وفى المقابل تقربها من تركيا وإيران يهدد بقاءها فى مجلس التعاون الخليجى، أما بالنسبة للموقف الأمريكى فأكد لا يوجد حتى الآن موقف واضح يحسب للولايات المتحدة وأعتقد أنها لن تستطيع اتخاذه لعدة أسباب على رأسها قاعدة العديد فى الدوحة فهى ورقة ضغط مهمة لأمريكا أما عن احتمالات نقلها فأكد أن هذا صعب للغاية لأنه سيتطلب تكاليف كبيرة جدا ووقت طويل فنقلها ليس باليسير.
وأشار أن التحقيقات الجارية مع ناصر الخليفى تؤكد التاريخ الطويل لحكام قطر فى استخدام المال لكسر جميع المواثيق والنظم والأعراف الدولية للحصول على تنظيم كأس العالم .
منشقة دائما عن سياسات المجلس
وقال حسن هنيزاد، الخبير في قضايا الشرق الأوسط، رئيس تحرير سابق لوكالة الأنباء الإيرانية "مهر نيوز"، لـ"سبوتنيك"، بعد 37 عاما من الثورة الإسلامية في إيران، تحاول قطر الحفاظ على علاقات متكافئة ومتوازنة مع بلدنا، وحتى بعد تشكيل مجلس التعاون الخليجي في عام 1981 الذي ضم ست دول خليجية، والذي كان الغرض من هذا التحالف الخليجي هو وضع سياسة خارجية موحدة بخصوص الحرب العراقية- الإيرانية، انفردت دولتان من هذا التحالف وهما قطر وسلطنة عمان وحافظتا على إقامة علاقة طيبة مع إيران.
تميم
وأشار هنيزاد "على الرغم من صغر مساحة قطر إلا أنها كانت تقف دائما ضد سياسة المملكة العربية السعودية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والعلاقة الإيرانية- القطرية طالما تمتعت بالودية".
وتابع: نتيجة للمقاطعة الخليجية — المصرية لقطر ، توجهت قطر أكثر نحو إيران التي بدورها فتحت مجالها الجوي للرحلات القطرية لدعم اقتصادها المحاصر.
وحول الخطوات الأخرى التي تعتزم قطر اتخاذها للتقارب أكثر مع إيران، قال: أعتقد في المستقبل القريب ستنسحب قطر من مجلس التعاون الخليجي. وتتجه لتشكل تحالفا جديدا يضم إيران وعدد من الدول الأخرى لمواجهة السياسة السعودية.
طردها من المركز الإسلامى العالمى
وفى إطار نبذ كافة المؤسسات الدولية والعربية لقطر قررت الجمعية العامة للمركز الإسلامى العالمى فى العاصمة الإيطالية روما، مؤخرا طرد دولة قطر.
وشهد الاجتماع الموافقة على قرارات قدمها مجلس الإدارة، نظراً لتورط قطر فى دعم الإرهاب فى العالم، وأيضاً تورط البعثة فى دعم جماعات متطرفة تقودها جماعة "الإخوان" الإرهابية فى إيطاليا .
وجاء قرار الجمعية العمومية بالمركز الإسلامى فى روما، الذى يعتبر أكبر مركز إسلامى فى أوروبا، والثانى على مستوى العالم، للتبرؤ من قطر وسياساتها أمام الغرب الذى يتضح له جيداً مدى دور الدوحة فى دعم التطرف، والتأكيد على الوقوف مع توجه الدول الأربع المكافحة الإرهاب.
وتناول الاجتماع بحسب أعضاء بالجمعية العمومية، تمويل البعثة الدبلوماسية للدوحة فى إيطاليا، لـ 33 تجمعاً خاصاً بجماعة "الإخوان"، برواتب شهرية لأعضاء الجماعة فى هذه التجمعات فقط، بقيمة 25 مليون يورو هذا العام، وذلك من خلال تقارير نشرت بالصحافة الإيطالية.
وقال رئيس الجالية المصرية بروما، عادل عامر، إن السبب فى هذا القرار، هو الطلب الذى تقدم به عدد من الجاليات الإسلامية والعربية للمطالبة بطرد قطر من مجلس الإدارة والجمعية العمومية، وتمثل الطلب فى مذكرة تقدمت بها الجالية المصرية، وذلك لما تقوم به الدوحة من إساءة للإسلام بدعم الإرهاب وتمويله وتحريكه، متسائلا: "كيف يكون حكام دولة قطر إرهابيين ويمولون التطرف ويقتلون الأبرياء من المسلمين، ويكون لهم ممثل فى أكبر مركز إسلامى بأوروبا؟!.
وأوضح "عامر"، أن مجلس الإدارة يتكون من 7 أعضاء من الجمعية العمومية و8 سفراء دول عربية وإسلامية على رأسهم مصر والمملكة العربية السعودية، المغرب، السنغال، باكستان، أوغندا ، والجمعية العمومية المكونة من 250 عضواً، هى التى ترسم الخطة العامة للمركز وتنتخب مجلس الإدارة، واجتمعوا على تواجد الممثل القطرى الذى طرد، ولم ينسحب مثلما تروّج ميليشيات "الإخوان" فى إيطاليا.