بدأ مكتب المدعى العام السويسرى، صباح اليوم، الأربعاء، الاستماع إلى القطرى ناصر الخليفى، الرئيس التنفيذى لمجموعة "بى إن" الإعلامية ورئيس نادى باريس سان جيرمان الفرنسى، فى إطار التحقيق بشبهات فساد فى منح حقوق بث مباريات كأس العالم لكرة القدم.
ووصل الخليفى وفريقه القانونى قرابة الساعة التاسعة والنصف صباحا، وتفادى المدخل الرئيسى، حيث تجمع الصحفيون فى انتظاره للاستماع إليه فى التحقيق الذى يشمل أيضاً الأمين العام السابق للاتحاد الدولى لكرة القدم (فيفا) الفرنسى جيروم فالكى.
وكشف مكتب المدعى العام فى 12 أكتوبر، أنه فتح منذ مارس الماضى تحقيقا بشأن الخليفى وفالك، على خلفية شبهات فساد فى منح مجموعة "بى إن"، ومقرها الدوحة، حقوق البث التليفزيونى لمونديال 2026 و2030، وهى تهم نفاها المعنيون.
وقال المتحدث باسم مكتب المدعى أندرى مارتى، "بدأنا استجواب الشخص المتهم عند قرابة الساعة 9:45 صباح هذا اليوم"، وذلك فى تصريحات لصحفيين تجمعوا خارج المبنى الذى يضم مكتب المدعى العام فى العاصمة السويسرية.
التحقيقات جارية
تأمين مكتب المدعى العام السويسرى
وأضاف "سيتطلب الأمر ساعات نظرا إلى مسائل الترجمة والأسئلة الكثيرة التى لدينا، ونتطلع قدما الى إجابات الشخص المتهم"، موضحا وأوضح المكتب لدى كشفه مسألة التحقيق هذا الشهر، أن الشبهات تشمل "رشوة أفراد، والاحتيال وتزوير مستند".
وأكد أنه "يشتبه بأن جيروم فالكى قبل تقديمات غير مستحقة من رجل أعمال في مجال الحقوق الرياضية على صلة بمنح الحقوق الإعلامية لبعض الدول لكأس العالم لكرة القدم 2018، 2022، 2026، و2030، ومن ناصر الخليفى على صلة بمنح الحقوق الإعلامية لبعض الدول لكأس العالم 2026 و2030".
وفى أعقاب هذا الإعلان، كشف الفيفا أيضا أنه سيفتح تحقيقاً بحق الخليفى على خلفية هذه المسألة، علما بأن القضية تطال الخليفى بصفته رئيساً للمجموعة الإعلامية، وليس بصفته رئيساً لسان جيرمان.
وقال المحامى فرانسيس شباينر الأسبوع الماضى لوكالة فرانس برس، إن موكله الخليفى "رغب فى أن يتم الاستماع إليه سريعا من قبل مكتب المدعى العام السويسرى".
وأفاد متحدث باسم الشبكة، فى وقت سابق هذا الشهر، بأن "الشروط المالية كانت الأكثر فائدة لفيفا"، فى العقد الذى يغطى بث المونديال فى منطقتى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأكدت مصادر أن "المبالغ التى دفعت للفيفا من أجل الحقوق التليفزيونية كانت مرتفعة جدا، وأكثر مما كان الاتحاد يأمل به"، وأن فالك "لم يكن صاحب القرار، وكل ذلك كان يخضع لمصادقة من الفيفا".
وكان مكتب المدعي قد استمع أيضا هذا الشهر إلى فالك قبل تركه حرا، علما بأن محاميه أكد أن موكله نفى كل الاتهامات.
وفى إطار التحقيق، نفذت السلطات مداهمات فى دول عدة منها فرنسا واليونان، إضافة إلى إيطاليا، حيث صادرت الشرطة فيلا في سردينيا قالت إن الخليفى وضعها بتصرف فالك، وإنها شكلت "وسيلة فساد" بين الرجلين، ونفى محامى فالك هذه التهمة أيضا، قائلا، إن موكله دفع بنفسه إيجار الفيلا المملوكة من شركة عقارية.
ناصر
وتشكل القضية فصلا فى سلسلة من فضائح الفساد التى هزت كرة القدم العالمية واتحادها الدولى منذ العام 2015، وأدت للإطاحة برؤوس كبيرة يتقدمها الرئيس السابق للاتحاد السويسرى جوزيف بلاتر.
وأقيل فالكى من منصبه فى يناير 2016، وهو موقوف عن مزاولة أى نشاط يتعلق بكرة القدم على خلفية قضية فساد أخرى، ترتبط ببيع بطاقات لمونديال البرازيل 2014 فى السوق السوداء.
انتفاضة تويتر
ومن جهة اخرى انتفض موقع التواصل الاجتماعى تويتر، ضد القطرى "ناصر الخليفى" مالك شبكة قنوات BEIN SPORTS، بعد إحالة النائب العام له للمحاكمة، وذلك لمخالفة مجموعته المتعددة والمستمرة لقانون حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية، وإلزام المشتركين لاستقبال قنواتهم عبر القمر الصناعى القطرى "سهيل سات"، وذلك لإضعاف القمر الصناعى المصرى "نايل سات".
ودشن مستخدمو موقع التواصل الاجتماعى تويتر، هاشتاج "الفراعنة تحط على الخليفى"، تصدر قائمة الاكثر تداولاً فى مصر والدول العربية، بآلاف التعليقات التى تطالب بسرعة محاكمة مالك شبكة قنوات "بى إن سبورت"، والإشادة بالمصريين فى وقف انتهاكات مالكى القناة.
كانت المحكمة الاقتصادية، حددت جلسة 22 يناير المقبل، لبدء نظر القضية المحالة إليها من النائب العام المستشار نبيل صادق، ضد مجموعة قنوات "بى.إن.سبورتس"، ورئيس مجلس إدارة الشبكة، ناصر الخليفى.
الاتهامات
وتطال هذه الاتهامات أيضا الأمين العام السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، الفرنسي جيروم فالك، والموقوف 10 أعوام عن ممارسة أي نشاط مرتبط بكرة القدم من طرف الفيفا في قضايا أخرى.
المتحدث باسم مكتب المدعى العام السويسرى
وتعقد جلسة الاستماع بطلب من الخليفي، البالغ من العمر 43 عاما والمقرب من أمير قطر تميم بن حامد. وكان محاميه فرانسيس شباينر قد أعلن أن موكله "رغب في أن يتم الاستماع إليه سريعا من قبل مكتب المدعي العام السويسري".
خطوط عريضة
الخطوط العريضة لحملة دفاع الخليفي معروفة وأبرزها يتعلق بالسؤال التالي: "لماذا كان (ناصر الخليفي) يريد رشوة جيروم فالك؟". وأكد أحد المقربين من الخليفي أن "بي إن ميديا" لم يكن لديها أي منافس لكسب الحقوق المستهدفة في التحقيق بالنسبة لمناطق شمال أفريقيا والشرق الأوسط.
كما أكد متحدث باسم المجموعة السمعية والبصرية في وقت سابق أن "الشروط المالية كانت الأكثر فائدة لفيفا"، في العقد الذي يغطي بث المونديال في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وبالتالي فهذه الحجة هي التي سيعرضها الخليفي في بيرن، "نافيا كل فساد" بحسب ما كرره محاميه شباينر.
وكان القضاء السويسري كشف في 12 أكتوبر عن فتح تحقيق لـ"فساد خاص" مشتبه فيه بخصوص منح حقوق النقل التلفزيوني لنهائيات كأس العالم 2026 و2030، يستهدف الخليفي، المتهم بشبهة الراشي وفالك المشتبه بالمرتشي.
وبموجب هذه الوقائع وبسرية تامة، بدأ مكتب المدعي العام تحقيقه في 20 مارس 2017 وأشرف على عملية "منسقة" أجريت في آن واحد في فرنسا واليونان وإسبانيا وإيطاليا.
في الجزء الفرنسي، في 12 أكتوبر الحالي، تمت مداهمة المكاتب الباريسية للقناة القطرية "بين سبورتس" من قبل مكتب النيابة العامة المالية الفرنسية.
وفي اليوم التالي، قامت الشرطة الإيطالية بتفتيش فيلا في سردينيا تقدر قيمتها بـ7 ملايين يورو. وتشتبه الأخيرة في أن هذا السكن "يشكل +وسيلة الفساد+ التي استخدمها ناصر الخليفي مع (جيروم فالك) للحصول على حقوق النقل التلفزيوني" المجرَمة.
"قطر للاستثمارات الرياضية"
مؤسسة "قطر للاستثمارات الرياضية" ذراع "تنظيم الحمدين" منذ عام 2005 لتلميع صورته وشراء ذمم القلوب المريضة للاستيلاء على حقوق ليست من حقهم كتنظيم مونديال كأس العالم 2022.
تعمل "المؤسسة المشبوهة" التى تعد أحد أذرع صندوق "قطر السيادى" فى قطاعات الرياضة والترفيه ووسائط الإعلام، واستثمار الممتلكات العقارية والتنمية، التسويق وخدمات العلاقات العامة، حتى صنع الأحذية الرياضية والزى المدرسى، وتعود ملكيتها للحكومة القطرية، كما هو معلن على موقعها الرسمى، لكن فى الحقيقة هى عبارة عن كيان يضم ضباط مخابرات قطريين سابقين أوكلت لهم مهمات رسمية تأتى بالأمر المباشر من القصر الأميرى بالدوحة.
ناصر بن غانم الخليفى
ويترأس مجلس إدارة، المؤسسة التى يشرف على كل تفاصيلها الأمير الطائش تميم بن حمد بن خليفة آل ثانى، رجل الأعمال القطرى "ناصر بن غانم الخليفى"، والذى يشغل أيضا منصب الرئيس التنفيذى للمؤسسة، بالإضافة لمنصبه الرئيس التنفيذى لنادى "باريس سان جيرمان" الفرنسى والذى ضم اللاعب البرازيلى "نيمار دا سيلفا" مؤخرا فى صفقة هى الأكبر بتاريخ كرة القدم حيث تخطت 222 مليون يورو.
كما يشغل الخليفى منصب عضو مجلس إدارة فى جهاز قطر للاستثمار منذ عام 2015، وهو المنصب الذى منحه له تميم، لجهوده الكبيرة فى خدمة البلاط الأميرى، حيث كشفت مصادر بارزة بالمعارضة القطرية لـ"اليوم السابع"، أن الخليفى كان أحد عناصر الاستخبارات القطرية المتخفين تحت ظل مناصب رفيعة، واللذين تم منحهم امتيازات كثيرة منها بعض مشاريع إنشاءات كاس العالم مثل عقود وتأجير محلات، وهى المشاريع الكفيلة أن تجعل من يعمل بها مليونير فى أيام قليلة.
وأكدت المصادر أن الخليفى بمثابة "كلب سفرة" يعمل كخادم للقصر الأميرى، وأنه شخصية ضعيفة وفاشلة، ولكن بسبب ولاءه للحاكم تدرج فى مسيرته المهنية فى عالم الإعلام بدءً من مدير لإدارة حقوق البث فى قناة الفتنة والتحريض "الجزيرة الرياضية" منذ انطلاقها عام 2003، إلى أن تمت تسميته مديرا عاما للقناة عام 2008.
وفى ديسمبر من عام 2013، قاد الخليفى مسيرة انتقال الجزيرة الرياضية إلى شبكة beIN SPORTS العالمية، وأصبح رئيسا لمجلس الإدارة والرئيس التنفيذى لمجموعة beIN الإعلامية، كما يشغل منصب رئيس الاتحاد القطرى للتنس منذ عام 2008، كما انتخب نائبا لرئيس الاتحاد الآسيوى عن منطقة غرب آسيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة