تطرق تقرير نشرته "الجارديان" على موقعها الإلكترونى إلى الصراع الدائر على القرار داخل قصر الحكم في الدوحة، فعرضت الصحيفة الدور الأساسى الذى ما زال يمارسه «الأمير الوالد»، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، والذي يوصف بأنه يتصرّف بعدائية دائمة وواضحة ضد دول الخليج الأخرى، لكون هذه الدول رفضت تأييده في الانقلاب غير الشرعي على أبيه عام 1995.
وكشفت الصحيفة عن أن الأمير الحالي الشيخ تميم بن حمد، كان يريد أن ينتهج أسلوبًا في الحكم مختلفًا عن والده، بأن يقلل من التطلعات السياسية للخارج، «تحت وهم سطوة المال والإعلام»، وأن يركّز أساسًا على الإصلاحات الداخلية.
تميم
وفى عرضها لما أحدثته المقاطعة العربية من تأثيرات فى الداخل القطرى، أشارت «الجارديان» إلى أن حلقة المستشارين السياسيين «الأجانب» التى كانت توصف أحيانًا بأنها مسؤولة عن تأجيج طموحات قطر وتأزيمها مع جيرانها، جرى مؤخرًا إسكات أصواتها .
وأفادت مصادر مقربة من الإدارة الأمريكية أنه من المتوقع أن يبادر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى التدخل في سبيل حل الأزمة القطرية، مخافة تدهور أكثر فى الأوضاع الإقليمية العربية وجنوح النظام القطري إلى الجار الإيرانى.
وبحسب التقرير فإن الدوائر الأمريكية تتخوف من أن تطول مرحلة القطيعة التي امتدت على مدى أربعة أشهر حتى الآن، وتسهم في تعميق الأزمة.
أزمة داخل العائلة الحاكمة
ومن جهة اخرى كشفت أفادت تقارير إعلامية غربية سابقة، عن أزمة كبيرة داخل العائلة الحاكمة فى قطر وخلافات بشأن تقرير على مكتب الأمير تميم بن حمد حول اتصالات سرية جرت بين والده أمير قطر السابق حمد بن خليفة وشقيقه عبد الله بن حمد آل ثان نائب أمير دولة قطر، حيث نقلت التقارير مخاوف "تميم" حول إذا كانت هذه الاتصالات تمهد لانقلاب جديد داخل الإمارة فى ظل توتر العلاقات بين أمير قطر ووالده "حمد".
حمد بن خليفة
وكشفت التقارير، أن مخاوف كبيرة تدور فى ذهن الأمير "تميم" حاليا حول مدى قدرة والده السابق "حمد" على التخطيط للإطاحة به وهو ما يكشف الصراع الدائر حاليا داخل الأسرة الحاكمة فى قطر والتى لها اتجاهات ثلاثة حاليا حيث الأمير الحالى "تميم بن حمد" وأخواله "آل سند" والذين يتمتعون بنصيب كبير خاصة فيما يتعلق بإدارة المؤسسات الأمنية، هذا إلى جانب نفوذ الأمير السابق حمد بن خليفة داخل الدوحة والتى لا زالت تمثل قلقا بالغا لدى الطرفين الأولين.
خطة أمريكية بديلة
وكشفت صحيفة الجارديان عن خطة أمريكية بديلة من مرحلتين، إذ من المقرر أن تعطى الولايات المتحدة، الوسيط الحالى أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، فرصة ثانية لمحاولة رأب الصدع، وإقناع الفرقاء كافة، للجلوس سوية خلال القمة المقررة لمجلس التعاون الخليجى فى ديسمبر المقبل، فيما المرحلة الثانية أن يستأنف تيلرسون وساطته بعد ذلك، إذا فشلت الجهود الكويتية.
وكشفت أن الولايات المتحدة ستعيّن ممثلين دائمين لوزارة الخزانة يُقيمون في قطر لرصد وتقييم ما تستجيب به مختلف وزارات وأجهزة الدوحة لمطالب وقف دعم الإرهاب.
النووي الإيراني
قطر ـ إيران
وفى معرض التمحيص الأمريكى والدولى لحجم ونوعية علاقات التحالف بين قطر وإيران، وهى القضية التى تتصدر الأولويات الأمريكية فى المرحلة القادمة، سجّلت «الجارديان» أن الدوحة وخلافًا لبقية العواصم الخليجية لم تؤيد ما أعلنه الرئيس الأمريكى مؤخرا من تحفظات على الاتفاقية النووية مع إيران، ومن برامج لمواجهة التمدد الإيرانى فى المنطقة.