أكدت مصادر سورية مطلعة وجود تحالف بين قوات سوريا الديمقراطية الجناح العسكرى للأكراد، وعشائر مدينة الرقة المعنية بإنهاء المعارك فى المدينة خلال الفترة الحالية، موضحة أن التحالف بينهم قد تجلى من خلال المفاوضات التى جرت مع تنظيم داعش، والذى تولت العشائر فيه الدور الأكبر، مشيرة إلى أن التحالف يمكن اعتباره تحالف مؤقت من أجل هدف معين وليس تحالف طويل الأمد.
القوات الكردية فى الرقة
وأوضحت المصادر لـ"اليوم السابع"، اليوم الجمعة، أنه بعد تحرير الرقة تراجعت العلاقة بين قوات سوريا الديمقراطية والعشائر ولم تتقدم كما كان متوقع لها، رغم قيام القوات الكردية بإطلاق سراح أحد شيوخ العشائر المعتقلين لديها، مؤكدة أن السبب يعود لطريقة تقديم النصر فى معارك الرقة، والتى تم استثناء الدور العربى فيها ورفع صور الزعيم الكردى عبد الله أوجلان وطبع الانتصار بصبغة كردية فقط.
الدمار فى مدينة الرقة السورية
وأكدت المصادر، أن النزاعات لم تظهر بعد للعلن فى ظل رفض شيوخ العشائر السورية حضور احتفالية تحرير الرقة التى نظمتها قوات سوريا الديمقراطية فى المدينة بعد التحرير، مشيرة لعدم ظهور أى عنصر عربى ذو وزن فعلى فى محافظة الرقة.
الدمار فى الرقة السورية
وأوضحت المصادر، أن القبائل السورية تبدو "مشلولة" الحركة بسبب السيطرة الكاملة من قوات سوريا الديمقراطية على المجلس المحلى للرقة، مؤكدة أن المجلس له دور ضعيف يقتصر فقط على الإغاثة والمطابخ الخيرية، مشيرًا إلى عدم وجود تسجيل لمشاريع إنمائية أو بنية تحتية.
استسلام الدواعش فى الرقة
وأكدت المصادر أن الفصائل المحلية بدأت بشكل فعلى فى التخطيط للقيام بعمليات ضد قوات سوريا الديمقراطية، موضحة أن الفصائل تقوم بترتيب صفوفها ووضع خطة عمل كى لا يتحول الاستهداف لقوات سوريا الديمقراطية إلى استهداف للقوات الأمريكية، مشيرة لوجود انشقاقات تم تسجيلها فى صفوف قوات سوريا الديمقراطية خصوصًا من العناصر العربية التى تم تجنيدها بشكل إجبارى، حيث انشق أكثر من 53 عنصرا ووصلوا إلى تركيا منذ أيام.
وأوضحت المصادر، أن قوات سوريا الديمقراطية تسعى لمد جسور التعاون مع كافة المنظمات بسبب عدم وجود دعم للمجلس المحلى للرقة، وعجزه عن تنفيذ مشاريع خدمية فى المناطق التى تسيطر عليها، مؤكدة أن التدخل المتزايد للمخابرات التابعة لسوريا الديمقراطية فى عمل المنظمات يجعل من الصعب عليها العمل بشكل كامل.
وأشارت المصادر إلى وجود احتجاجات ضد قوات سوريا الديمقراطية تم تسجيلها فى "حى المشلب" بسبب منع الأهالى من العودة إلى منازلهم، وكذلك فى مناطق السباهية ومفرق الجزرة لذات السبب، مؤكدة منع قوات سوريا الديمقراطية الأهالى من العودة رغم تحرير تلك المناطق منذ 4 أشهر.
وأكدت المصادر إصابة التعاون بين أهالى الرقة وقوات سوريا الديمقراطية فى المناطق المحررة بالمدينة بانتكاسة كبيرة بسبب ممارسات القوات الكردية ومحاولاتها إظهار تحرير مدينة الرقة بأنه عمل يخص قوات سوريا الديمقراطية فقط، ورفع الأعلام الكردية ومنع رفع علم الثورة السورية واعتقال عدة أشخاص حاولوا رفع علم الثورة السورية، مرجحة وقوع نزاع فى الفترة المقبلة بين أهالى الرقة وقوات "قسد".
وأوضحت المصادر، أن قوات سوريا الديمقراطية تقوم بعمليات تجنيد إجبارى فى أغلب مناطق الرقة، وخصوصًا الريف الشمالى والغربى من المحافظة.
ولعبت العشائر السورية فى الرقة دور محورى فى المفاوضات مع "داعش"، لإخراج عناصر التنظيم من الرقة، وإيقاف عملية التدمير التى كانت تحدث في المدينة، وتمكنت العشائر السورية بحكم علاقاتها مع الأفراد المنتسبين إلى داعش والمنتمين إلى عشائر الرقة أن تكون وسيط موثوق من جهة داعش وبذلك استطاعت اتمام الاتفاق الذى أدى لإيقاف المعارك وخروج التنظيم المتطرف من المدينة وضمان سلامة المدنيين المتبقين داخل الرقة.
وتعتبر هذه المرة الأولى التى تلعب فيها العشائر السورية دورًا على ساحة المعارك فى ظل ترحيب أهالى الرقة، وتحاول قوات سوريا الديمقراطية إلغاء دور العشائر وجعلها مجرد واجهة لأعمالها.
وأكدت المصادر أن العشائر السورية ترحب بأى تعاون مع قوات التحالف الدولى على أن يكون التعامل معهم بشكل مباشر ومستقل، موضحة أنهم يشترطوا ألا يكونوا خاضعين لإشراف قوات سوريا الديمقراطية.
وأوضحت المصادر، أن العشائر السورية تسعى لتشكيل مجلس بشكل مؤسسى ليكون هو الجهة الممثلة للرقة والجهة المخولة بالتواصل مع التحالف الدولى، مؤكدة أن العشائر تسعى لكسب ثقة الأهالى من خلال تولى زمام الأمور فى الرقة بشكل فعلى.
وأبرمت قوات سوريا الديمقراطية صفقة لخروج مقاتلى تنظيم داعش الإرهابى من مدينة الرقة بغطاء أمريكى.
وأكدت مصادر أن أكثر من 400 مقاتل داعشى تم نقلهم عبر سيارات وباصات إلى خارج مدينة الرقة السورية، موضحة أن عددا كبيرا من قادة التنظيم الإرهابى انضموا لقوات سوريا الديمقراطية خلال معارك الرقة.
وزعمت قوات سوريا الديمقراطية الكردية أنها حسمت معركة الرقة بانتصار عسكرى على تنظيم داعش، فيما تشير عدد من التقارير السورية إلى أن خروج الدواعش من الرقة تم بصفقة بين الإرهابيين وقوات سوريا الديمقراطية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة