بالرغم من أن قطر تنفق أسبوعيا نحو 500 مليون دولار على مشروعات البنى التحتية الرئيسية استعدادا لاستضافة نهائيات كأس العالم 2022، إلا أن سلوك تنظيم الحمدين (فى إشارة إلى حمد آل ثانى أمير قطر السابق وحمد بن جاسم وزير الخارجية ورئيس الوزراء السابق) فى الدوحة وممارسات أمير الإرهاب تميم بن حمد، قد تؤدى إلى أن تذهب كل هذه الأموال هباء ولا يذهب التنظيم فى النهاية إلى الإمارة الخليجية الصغيرة جدا.
ضغوط دولية
فى الشهور الأخيرة، تزامنا مع أزمة قطر مع جيرانها فى محيطيها الخليجى والعربى، تزايدت الضغوط على الاتحاد الدولى لكرة القدم فيفا؛ لسحب بطولة كأس العالم 2022 المقررة إقامتها فى قطر.
ملعب تحت الإنشاء في قطر
ولفتت إلى ذلك جريدة الجارديان البريطانية فى مجموعة تقارير لها بثتها من خلال موقعها على الإنترنت، مؤكدة أن احتمال استضافة قطر لكأس العالم 2022 بات مهدداً بقوة فى ظل الأزمة السياسية لها مع جيرانها، والاتهامات بأنها الممول الرئيسى للمنظمات الإرهابية.
ونوهت الصحيفة اللندنية، التى غالبا ما تبنى تقاريرها على معلومات تستقيها من مصادر رفيعة بالعاصمة الإنجليزية، إلى أن الطريق البرى الوحيد فى شبه جزيرة قطر يصل بينها وبين السعودية، وقد تم غلقه، كما رفضت دول الجوار السعودية والبحرين والإمارات استخدام موانئها البحرية ومجالها الجوى أمام قطر، ما يزيد من صعوبة أن تتمكن دولة محاصرة على هذا النحو من استضافة حدث دولى كبير مثل كأس العالم.
دول تريد التنظيم
اللافت فى ملف تنظيم قطر مونديال 2022 لكرة القدم، أن هناك 3 من الدول الكبرى تسعى للحصول على التنظيم واقتناصه من الدوحة لأسباب سياسية منها رؤية تلك الدول أن النظام الحاكم الممول للإرهاب لا يمكن ائتمانه على استضافة وفود البلدان وفرق المنتخبات حول العالم.
تيو تسفانتسيجر
لذلك ولأسباب أخرى، تسعى ألمانيا وإسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية، للحصول على حقوق تنظيم الحدث الكروى الكبير، وهناك تقارير تحدثت عن أن الدول الثلاث تضغط بقوة على الاتحاد الدولى لكرة القدم، للحصول على حق تنظيم كأس العالم 2022، لامتلاكهم ملاعب وتجهيزات وفنادق وطرق، وكل متطلبات كأس العالم.
يأتى هذا فى الوقت الذى لم تنته إمارة قطر حتى الآن من بناء الملاعب والمنشآت اللازمة لتنظيم الحدث الدولى الذى يجمع منتخبات ومشجعى 32 دولة من قارات العالم الخمس، مع تقارير لمنظمات دولية تفيد بأن العاملين فى هذه المنشآت يتعرضون لأقسى أنواع المعاملة الوظيفية والإنسانية فى درجات حرارة لا يطيقها الكثيرون منهم.
العالم لا يريد قطر
ليس هذا فحسب، بل إن الأصوات الرافضة لاستضافة قطر للمونديال بدأت فى الارتفاع، ولذلك طالعنا تيو تسفانتسيجر، عضو اللجنة التنفيذية فى الاتحاد الدولى لكرة القدم (فيفا)، بقوله إن قطر لن تستضيف نهائيات كأس العالم بسبب ارتفاع درجة الحرارة فيها خلال أشهر الصيف، وفقا لما نقلته صحيفة "بيلد" الألمانية.
كورنرستون جلوبال
الصحيفة الألمانية المهتمة كثيرا بالتقارير المتعلقة بالشرق الأوسط، نقلت عن تسفانتسيجر، قوله: "أنا شخصيا أعتقد أن نهائيات كأس العالم 2022 لن تقام فى قطر فى نهاية المطاف، لأن الأطباء يقولون إنه لا يمكنهم تحمل المسؤولية عند إقامة نهائيات كأس العالم فى هذه الأحوال الجوية شديدة الحرارة".
وفى المناظرة الانتخابية التى أجريت بين المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ومنافسها السابق مكارتن شولتس، أجمعا على أن ألمانيا لا تريد أن تستضيف قطر مونديال 2022 بسبب دعمها للإرهاب وكذلك أجوائها الحارة.
مخاطر تنظيم المونديال فى الدوحة
مؤخرا نشرت مؤسسة "كورنرستون جلوبال" للاستشارات الإدارية، تقريرا سريا جديدا يؤكد أن هناك خطورة سياسية متزايدة بأن قطر ربما لن تستضيف بطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2022.
ونقلت وسائل إعلام دولية عن المؤسسة، أنها تحذر شركات الإنشاءات العاملة فى برنامج البنى التحتية فى قطر والمقدر تكلفته بـ200 مليار دولار بأن هناك "خطورة متزايدة" تحيط بهذا المشروع.
وتوصلت الدراسة إلى أن "جهات مُطلعة على استعدادات تنظيم المسابقة وخبراء إقليميين أكدوا لنا أنهم غير متأكدين من أن الدوحة ستستضيف بالفعل المونديال المحفوف بالمخاطر السياسية والأمنية والصحية".
وعلى هذا المنوال، يبدو أن العالم كله لا يريد أن تتصدى قطر لهذه المسؤولية الكبيرة التى تجاوز حجمها وتاريخها وخبرتها، وتواجه الدوحة الآن لحظة الحقيقة فى وسط مجتمع دولى ينبذ سلوكها الداعم للإرهاب والراعى الرئيس للجماعات والعناصر المتطرفة المحكوم عليهم بأحكام قضائية نهائية فى بلدانهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة