أشاد المهندس إبراهيم محلب مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية والاستراتيجية بتجربة بنى سويف فى حل مشكلة الصرف الصحى بالقرى بنظام MBR، حيث وصفها بالرائعة والناجحة التى تمثل نموذجا فريدا فى مواجهة المشكلات والقضايا المجتمعية بمشاركة الجميع بداية بالمواطن مرورا بالمجتمع المدنى والقطاع الخاص والأجهزة الحكومية التى أثمرت عن مشروع رائد ساهم فى رفع المعاناة عن أهالينا البسطاء، مؤكدا مواصلة الدعم لتعميمها على قرى بنى سويف لتكون المحافظة هى الأولى التى نجحت فى حل مشكلة الصرف الصحى بالقرى.
جاء ذلك خلال زيارته لمحافظة بنى سويف والتى رافقه فيها اللواء الدكتور محمد العصار وزير الإنتاج الحربى، والمهندس ممدوح رسلان رئيس الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى، للمرور على مشروع معالجة مياه الصرف الصحى بالبساتين مركز بنى سويف "كتجربة رائدة" تم تنفيذها باستخدام نظام "MBR" المعتمد عالمياً فى أنظمة معالجة الصرف الصحى، حيث تم الوقوف على كل التفاصيل الخاصة بالمشروع من "تصميم وتصنيع وتشغيل"، لتقييم المشروع من الناحية الفنية والاقتصادية، وإعداد تقرير نهائى عن التجربة.
وأردف المهندس محلب قائلا: أن مثل هذه المشروعات المتميزة والإنجازات التى تمت عبر 3 سنوات من مشروعات قومية فى كل المجالات والخدمات تدل على أن الشعب المصرى قادر على صنع المعجزات وإعادة مصر لريادتها فى مختلف المجالات، مؤكدا أن ما يتم فى هذه الفترة تحت قيادة الرئيس السيسى يعد من المعجزات، حيث تم إنجاز المشروعات العملاقة التنموية فى أوقات قياسية وبمعايير جودة عالية.
ومن جانبه أبدى وزير الإنتاج الحربى إعجابه بنموذج العمل الذى فى بنى سويف، الذى أثمر عن تنفيذ مثل هذا المشروع والتجربة الناجحة، مشيدا بجهود المهندس شريف حبيب محافظ بنى سويف الذى أخذ على عاتقه حل مشكلات المواطن بالمحافظة ونجح فى تشكيل نموذج عمل متكامل، والمجتمع المدنى الذى مول المشروع، والأهالى الذين ساهموا بقطعة الأرض، متمنيا تعميم هذا المشروع الرائد، مؤكدا دعمه لهذه التجربة لحل مشكلات الصرف الصحى بالقرى.
وشكر محافظ بنى سويف الدعم الذى يقدمه الرئيس عبد الفتاح السيسى للمواطن البسيط من التشجيع على تنفيذ المشروعات التنموية والحلول غير التقليدية لمشكلات المواطن، مشيدا بدعم المهندس إبراهيم محلب، واللواء الدكتور محمد العصار وزير الإنتاج الحربى للمشروع.
واستعرض محافظ بنى سويف الأسباب التى دعت إلى البحث عن حلول غير تقليدية لمشكلة الصرف الصحى التى تعانى منها معظم قرى مصر، ومن أهمها تنفيذ توجيهات القيادة السياسية بضرورة مد الخدمة لكل القرى واعتباره مشروعا قوميا، ونظرا لأن هذه المشكلة لها أبعاد سلبية فى عدد من النواحى المهمة مثل الصحة والبيئة فضلا عن الأعباء المالية الكبيرة التى يتحملها المواطن البسيط، والتى تمثل فى مجملها عائقا كبيرا نحو تحقيق التنمية.
كما استعرض المحافظ موجزا عن المشروع بداية من أسباب التفكير فى المشروع وأن مشكلة الصرف بالقرى من المشكلات المزمنة، وحلها بالطرق التقليدية تعترضه بعض المعوقات التى تحول دون تنفيذ كامل المنظومة التى تتكون من شبكات لتجميع المياه من القرى والتجمعات فى بيارات تجميع ثم محطة رفع عبر خطوط طرد ومنها إلى محطة المعالجة ثم نقطة التخلص فى مصرف أو غابة شجرية.
وأوضح شريف حبيب بعض هذه العوائق منها عدم توافر أو وجود مساحات كافية لمحطات الرفع، عدم توافر أو وجود مساحات كافية لمحطات المعالجة، ما يؤدى لتأخر الاستفادة من المشروع، زيادة أعماق الحفر وأقطار المواسير (أحيانا) ما يعوق التنفيذ خاصة فى القرى، زيادة التكلفة لتدبير أراضى فى المناطق الزراعية وفى نفس الوقت إهدار أراضى زراعية، عدم الاستفادة من المياه المعالجة فى الزراعة أو لأغراض أخرى وهذا مايؤدى إلى تأخير تنفيذ المشاريع فى هذا المجال.
وأشار المحافظ إلى أن أهم ما يميز هذا النوع من المعالجة بنظام MBR، حيث يتطلب مساحة أقل بكثير من الطريقة التقليدية ما يعنى تقليل تكلفة الإنشاء وقيمة ارتفاع أسعار الأراضى، المياه المنتجة ذو جودة عالية جدا ويمكن إعادة استخدامها مرة أخرى فى الزراعة أو الأغراض الصناعية وأخرى، وأقل فى تكلفة الإنشاء والصيانة، ولا تحدث ضوضاء، ولذلك يمكن استخدامها فى أماكن قريبة جدا من الكتلة السكنية، لا يوجد رائحة لهذه المحطات فهى صديقة للبيئة، عدم الحاجة إلى نقطة التخلص (الغابات الشجرية) أو توفير أراض كبيرة لمحطات الرفع، وسهولة التشغيل، حيث لا تتطلب عددا كبيرا من المشغلين فضلا عن أن هذا النوع من المعالجة معتمد من الوكالة الأمريكية للبيئة ERA ومنظمة الصحة العالمية WHO.
ونوه محافظ بنى سويف عن تنفيذ المشروع فى أول قرية مصرية وهى قرية البساتين مركز بنى سويف، والتى كانت تعانى من مشكلة الصرف الصحى، والذى أثر بالسلب على بيئة وصحة المواطن، مشيرا إلى مراحل تنفيذ التجربة باستخدام نظام MBR Membrane Bio Reactor، فى القرية، والتى أعطت نتائج متميزة أهمها جودة المياه المنتجة ومطبقاتها للمواصفات ومدة التنفيذ القياسية فى 9 أشهر شاملة التصميم واستيراد الأغشية "وهى قليلة مقارنة بما يتم فى المشروعات التى يتم تنفيذها بالطرق التقليدية"، وتم تصنيع المحطة محليا بنسبة 85% ما قلل التكلفة، بالإضافة إلى أن التنفيذ تم بالمشاركة المجتمعية بالكامل شاملة الأرض "تبرع من الأهالى" والتصميم والتمويل، والإشراف الفنى، فضلا عن إتاحة عدد من فرص العمل، وتمت الاستعانة بالعمالة من محافظة بنى سويف.
شهدت الزيارة تواجد القيادات الأمنية والتنفيذية والأكاديمية وفى مقدمتهم اللواء جرير مصطفى مساعد وزير الداخلية مدير أمن بنى سويف والدكتور علاء عبد الحليم القائم بأعمال رئيس جامعة بنى سويف، واللواء عصام العلقامى السكرتير العام للمحافظة واللواء خميس أبو الفضل السكرتير العام المساعد، والدكتور محمد هيكل خبير فى مجال مشروعات المياه والصرف الصحى، والمهندس عمرصفى الدين رئيس مجلس أمناء مؤسسة نهضة بنى سويف، والمهندس محمد سعيد نشأت رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحى ببنى سويف، ولفيف من أساتذة الهندسة والعلوم بجامعة بنى سويف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة