"اتروى ترابك يا سينا بدم أحمد ومينا".. 3 حكايات تكتب تاريخ الأقباط فى ملحمة العبور.. باقى زكى يوسف صاحب فكرة فتح الثغرات بالساتر الترابى.. "مترى سيدراك" أول من حصد نجمة سيناء والقمص بطرس يصبح قسا بعد النصر

الخميس، 05 أكتوبر 2017 05:30 م
"اتروى ترابك يا سينا بدم أحمد ومينا".. 3 حكايات تكتب تاريخ الأقباط فى ملحمة العبور.. باقى زكى يوسف صاحب فكرة فتح الثغرات بالساتر الترابى.. "مترى سيدراك" أول من حصد نجمة سيناء والقمص بطرس يصبح قسا بعد النصر اللواء باقى زكى وحرب اكتوبر
كتبت: سارة علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ليس فقط نصرا عسكريا تدرسه المعاهد والكليات الحربية فى العالم، بل كانت ملحمة رسخت جميع معانى الوطنية والفداء والشجاعة، تلك التى سطرها الشعب المصرى فى السادس من أكتوبر عام 1973، حيث انتصر فيها الجميع لعلم مصر، متحدين لاستعادة تراب أرضهم رغم فروق الدين والعرق واللون، غير عابئين إلا برد الشرف والكرامة، لذلك كان من بين أبطال المعركة ضباط وجنود أقباط رووا تراب سيناء بدمائهم كما يقول الزجال "اتروى ترابك يا سينا بدم أحمد ودم مينا"، حيث احتفت صفحة "عضمة زرقا" التى تؤرخ للأقباط بذكرى النصر، وتلقت شهادات وصور من المشاركين فى ملحمة العبور.

 

اللواء باقى زكى يوسف، أشهر الضباط الأقباط على الإطلاق، وربما أشهر ضباط أكتوبر جميعا، وهو صاحب فكرة تحطيم الساتر الترابى بخراطيم المياه، وما زال على قيد الحياة يروى ذكريات الحرب للأجيال القادمة فيقول: "كان الساتر الترابى عبارة عن كثبان رملية طبيعية موجودة أصلا، وبعد ذلك عندما جاء ديليسبس وحفر القناة وضع الحفر على الناحية الشرقية فجاء الإسرائيليون واستخدموها كحائط وقاموا بتعليته وبدأوا يقربونه ناحية الشرق فمالت بدرجة 80 درجة، ونحن كنا نعيش مع مولد الساتر الترابى وفى مايو 1969 اجتمعوا فى قيادة الفرقة وأخذنا مهمة أن نعبر القناة، وكان ضمن المقترحات لتدمير الساتر الترابى استخدام الصواريخ أو المتفجرات أو المدفعيات بكل أنواعها أو الطيران بالقنابل، وكان أقل وقت لفتح ثغرة من 12 إلى 15 ساعة وكانت الخسائر المتوقعة فى حدود 20% من القوات يعنى 20 ألف شهيد فسمعت هذا الكلام، واندهشت واستفزتنى الخسائر البشرية فأخبرت القادة العسكريين أن هناك حلا بسيطا جربناه من قبل فى السد العالى فقلت لهم فى الاجتماع: الساتر عبارة عن رمال وسبحان الله.. هم عملوا المشكلة وربنا جعل الحل تحتها، فنحن نحضر طلمبات يتم وضعها على زوارق خفيفة تسحب المياه وتضخها، ومن خلال مدافع المياه بالقوة الهائلة تحرك الرمال وتنزل بوزنها مع المياه للقناة ومع استمرار تدفق المياه يتم فتح الثغرات بعمق الساتر فأعجبوا جدا بالفكرة، وعلى الفور أعددت بها مذكرة ووصلت الفكرة للرئيس جمال عبد الناصر ووافق عليها ثم جاءتنى تعليمات بعدم الحديث عن الفكرة مطلقا مع أى أحد.

 

ويواصل اللواء: يوم 6 أكتوبر بدأ العمل فى فتح الساتر الترابى منذ انطلاق الحرب، وفى تمام الساعة العاشرة مساء كان مفتوحا 60 ثغرة على طول امتداد الضفة الشرقية للقناة وكانت كافية لإتمام العبور على مدار ذلك اليوم، وفى الساعة الثامنة ونصف عبر لواء مدرع شرق القناة قبل ميعاد عبوره بساعتين من ثغرة تم فتحها بالمياه وذلك دون وقوع أى خسائر بشرية عدا 87 جنديا فقط فى الموجات الأولى للعبور بدلا من 20 ألف شهيد.. وعبر الجنود من 60 ثغرة وكأنها كانت شرايين فى الجسم تضخ للناحية الثانية وهذه غيرت المفاهيم القتالية لفتح الثغرات وجعلت العدو مرتبكا لأن فتح الثغرات كان من بورسعيد للسويس.

 

فيما يمتلك القمص بطرس أمين كاهن كنيسة مارجرجس بالشاطبى قصصًا خاصة عن الحرب، وهو الضابط الوحيد الذى يدخل سلك الكهنوت الكنسى بعد نهاية الحرب بناء على رغبة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية الراحل.

 

يقول القمص بطرس لـ"اليوم السابع"، إنه كان ضابطًا فى القوات البحرية وبدأ خدمته مع الملك فاروق عام 1950، حيث خدم على ظهر الباخرة المحروسة، واستكمل خدمته فى الجيش بعد ثورة 1952، حيث ساهم فى نقل الجنود المصريين من اليمن بعد هزيمة 1967 عن طريق البحر.

 

وعن حرب أكتوبر 1973 يقول القمص بطرس، كانت صيانة وإصلاح السفن مهمتى فى الحرب وكنت أخدم فى قاعدة برنيس البحرية حيث كنا نجهز يوم الحرب فى هذه المنطقة التى تقع جوار حلايب وشلاتين، وشعرت أن ساعة الصفر اقتربت حين طلبت منى قيادتى إصلاح عدد كبير من السفن دفعة واحدة.

 

وتابع القمص بطرس: "أعانى من إصابة فى عظامى بسبب قنابل أثناء العدوان الثلاثى عام 1956 وجسمى مسخن بالجراحات فى الحروب المختلفة، مضيفًا حين أنهيت خدمتى بالجيش رسمنى البابا شنودة كاهنًا عام 1987 لأكمل خدمة جدى لأمى القمص بطرس الإسكندرانى، ومازال القادة يستدعوننى فى المنطقة الشمالية العسكرية حتى اليوم لأروى حكايات الحرب".

 

كذلك، فإن اللواء شفيق مترى سيدراك، الذى استشهد يوم التاسع من أكتوبر، رابع أيام الحرب، كان فى طليعة الشهداء، حيث كان أول الحاصلين من الضباط على وسام نجمة سيناء، عندما قلد الرئيس الراحل أنور السادات أبطال القوات المسلحة الشهداء والأحياء أوسمة النصر فى مجلس الشعب يوم 19 فبراير 1974.

 

واللواء شفيق مترى ولد فى عام 1921 م بقرية المطيعة مركز أسيوط لأب كان يعمل مدرس ثانوى، ثم قضى شفيق عامين كلية التجارة ولكنه اختار فى النهاية أن يلتحق بالكلية الحربية، ليتخرج منها عام 1948، مقاتلا بسلاح المشاة وخدم فى السودان مرتين خلال حياته العسكرية.

 

أظهر شفيق مترى تفوقا ملحوظًا لدرجة أنه كان من الضباط القلائل الذين حصلوا على شهادة أركان حرب وهو برتبة رائد، واختير للعمل كمدرس لمادة التكتيك بالكلية الحربية، ثم أصبح كبير المعلمين بها.

 

وخاض شفيق مترى معارك مصر قبل 1973م فاشترك فى حرب 1956م. وفى حرب 1967م كان شفيق مترى قائدا لكتيبة مشاه حاربت فى منطقة أبى عجيلة وكبد العدو خسائر كبيرة، وحصل على ترقية استثنائية بسبب هذه المعركة، وبعد حرب 1967م تمركز مع قواته بالقطاع الأوسط، وشارك معها فى معارك حرب الاستنزاف، وسجل بطولات متعددة فى بورسعيد والدفرسوار والفردان وجنوب البلاح.

 

استشهد اللواء سدراك فى اليوم الثالث للحرب، وكان حال استشهاده يتقدم قواته بمسافة كيلو متر كامل فى عمق سيناء حيث كان قائدا اللواء 3 مشاة ميكانيكى الفرقة 16 مشاة

 

أما تبة الشجرة أحد المواقع الاستراتيجية فى الحرب التى استولت عليه مصر فى أقل من نصف ساعة وسجل الجنود ملحمة خالدة فى البسالة لتحرير تلك النقطة الاستراتيجية، مازالت تحتفظ حتى اليوم بأسماء شهدائها على نصب رخامى، حيث استشهد تادرس إلى جوار أحمد وحسن.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة