جدل كبير أثاره ما نشرته عدد من الناشطات النسويات حول اليوم العالمى للإجهاض الآمن الذى احتفلت به المنظمات الحقوقية والنسوية يوم 28 سبتمبر الماضى، وتزامن ذلك مع أول مشروع قانون مقدم فى دور الانعقاد الثالث للبرلمان يتحدث عن الإجهاض الآمن .
وتنوعت التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعى بين المؤيد للفكرة لأنه يرى أنه "من حق النساء التحكم فى أجسادهن"، وبين المعارض للفكرة لأسباب أخلاقية أو صحية وأنه لا يوجد ما يدعى بالإجهاض الآمن لأن "الإجهاض عملية خطيرة ومميتة".
وتعليقًا على هذا الجدل فى مصر حول فكرة اليوم العالمى للإجهاض الآمن، يقول الدكتور عمرو حسن استشارى أمراض النساء والتوليد بطب قصر العينى ومؤسس حملة "أنتِ الأهم" إن فكرة اليوم العالمى للإجهاض الآمن جاءت بعد أن لاحظت العديد من دول العالم أن عددا كبيرا من النساء حول العالم يفقدن حياتهن نتيجة محاولتهن الإجهاض فى مستشفيات غير مجهزة على يد أطباء غير أكفاء لأن أغلب قوانين دول العالم تجرم الإجهاض بالتالى أصبحت مضاعفات الإجهاض من أكبر أسباب الوفيات فى العالم ومن هنا جاءت الدعوة التى تصطدم فى مجتمعنا بالشريعة والمنظومة الاجتماعية بالتالى فإن الأفضل والأنسب بالنسبة لنا فى مصر من وحى هذه الدعوة أن ننشر التوعية بوسائل منع الحمل.
وأوضح أن حالات الإجهاض تحدث نتيجة وجود حمل غير مرغوب فيه ولا يشترط أن يعنى هذا أن الحمل حدث خارج مؤسسة الزواج وإنما أحيانًا لا تكون المرأة مستعدة نفسيًا أو ماديًا لطفل آخر، أو يحدث الحمل على سبيل المثال فى فترة الرضاعة دون أن تعرف بإمكانية حدوث الحمل حتى فى فترة الرضاعة بالتالى يحدث الحمل غير المرغوب فيه وتبحث المرأة عن طريقة لإجهاضه، ولأن هذا غير قانونى فإنها تضطر إلى اللجوء لمستشفى غير مجهز أو أطباء غير ماهرين مما يعرض حياتها للخطر، ولنمنع حدوث هذا من الأساس علينا أن نزيد من التوعية بثقافة تنظيم الأسرة ووسائل منع الحمل لأن هذه أفضل طريقة لمنع حدوث الإجهاض سواء كانت المرأة متزوجة أو تفعل هذا خارج إطار مؤسسة الزواج.
ويستطرد: "اللى تعك دى حسابها عند ربنا لكن مهم ما يكونش فى طفل غير معترف بيه أو محاولة إجهاض تعرض حياتها للخطر"، كما أن منع الحمل هو الطريقة الأضمن كى لا نسمع عن حالات ومصطلحات غريبة كـ"السنجل مازر" لأنه فى النهاية عندما يحدث الخطأ كل محاولات تصحيحه تكون خاطئة سواء احتفظت بالطفل ورفض الأب الاعتراف به أو أجهضته وقتلت روحا.
وعن الأدوية التى تستخدم فى عمليات الإجهاض دون تدخل جراحى يقول "حسن" إن ما يعرف بأدوية الإجهاض الآمن هى أدوية تسبب انقباضًا شديدًا فى الأوعية الدموية وهى موجودة فى مصر ولكن غير مسموح بوجودها إلا فى المستشفيات وتستخدم لمنع النزيف بعد الولادة، أما تلك التى تباع فى بعض الصيدليات فهى موجودة بشكل غير قانونى وتدخل عن طريق التهريب.
وكانت حركة "صحة النساء" أطلقت اليوم العالمى للإجهاض الآمن عام 1990 من أجل المطالبة بإلغاء تجريم الإجهاض، ومن يومها تحتفل بهذا اليوم العديد من المنظمات الحقوقية والنسوية حول العالم. ويشار إلى أن القانون المصرى يعتبر الإجهاض واحدًا من جرائم الاعتداء على الحق فى الحياة ووفقًا للمواد 260 و261 و262 و263 من قانون العقوبات فإن الإجهاض يعتبر جنحة وقد تتحول لجناية عقوبتها الحبس لمدة تتراوح من 24 ساعة إلى 3 سنوات وقد تصل إلى السجن المشدد.
ووفقًا للمادة 262 فإن الطبيب أو الصيدلى أو الجراح الذى يجرى عملية الإجهاض أو يعطى المرأة أدوية تساعد عليه، دون دواعى طبية تصل عقوبته للسجن المشدد.
ويعد الإجهاض من التجارب المؤلمة التى يمكن أن تمر بها المرأة خلال فترة حملها، والتى قد تحدث عمدا أو بطريقة خارجة عن إرادتها.
وأوضح الدكتور حاتم محمد حسن استشارى أمراض النساء والتوليد والعقم، أن هنك 5 أنواع من الإجهاض والتى تشمل:
1-
الاجهاض المتكررتفاجأ فيه المرأة بالإجهاض من تلقاء نفسها دون معرفة سابقة لها، وتلك الحالة تحتاج إلى تعامل طبى خاص لتثبيت الحمل ومعرفة التاريخ المرضى للمرأة جيدا من قبل الطبيب.
2-
الإجهاض الحتمىوهى الحالة التى يكون فيها الجنين متوفيا داخل الرحم، أو هناك ألم مستمر أو نزيف صاحب المرأة، ويتحتم فى تلك الحالة نزول الجنين للحفاظ على صحة السيدة الحامل.
3-
الاجهاض المنسىوتلك الحالة يكون أيضا الجنين توفى داخل رحم المرأة ، أو حدث نزول دم أول 3 شهور فى الحمل ولا يوجد نبض للجنين دون أن تعلم المرأة بذلك، ويكون الكشف لدى الطبيب هو الفيصل فى تحديد حالة الجنين ونبضه.
4-
الاجهاض غير المكتملوتلك الحالة تشعر المرأة الحامل بنزول دم متكتل من الرحم يكون مصاحبا له أجزاء من كيس الرحم .
5-
الإجهاض المجرموهو الإجهاض الذى تحاول فيه المرأة إنزال الجنين باستخدام الأدوية المتعارفة للإجهاض سواء لسبب شرعى أو غيره من تلقاء نفسها.
وأضاف الدكتور حاتم فى تصريحات خاصة لـ" اليوم السابع"، أنه فيما يخص الاجهاض الآمن فهو الإجهاض الذى يكون بسبب مشاكل طبية للمرأة أو الجنين، مثل اكتشاف تشوهات فى الجنين أو عيوب خلقية أو وجود مشاكل فى الكلى أو الكبد والتى لا يجوز طبيا استمرار الحمل بسببها، حيث تشكل خطرا على حياة الأم أو ولادة طفل مشوه.
وأشار طبيب النساء ، إلى أن الإجهاض الآمن يتم تحت إشراف الطبيب بشكل كامل لمعرفة الجرعات الصحيحة من الأدوية التى يجب على المرأة تناولها لحدوث الإجهاض، وفى حال عدم الاستجابة خلال أسبوع من تناول الجرعات المقررة يتم اللجوء لعملية داخل الرحم لضمان نزول باقى كيس الحمل، وعدم حدوث التهابات أو التصاقات داخل الرحم، كما ينصح بوجود جهاز للسونار داخل غرفة العلميات أثناء عملية التنظيف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة