"قبل أكثر من ألفى عام مضت، رأى الفيلسوف اليوناني أرسطو، أن البشر يحتلون أعلى درجة من "سلم الكائنات" الضخم، وقد تم إحياء هذه الفكرة فى العصور الوسطى من قبل العلماء الذين وضعوا البشر فى مرتبة ما بين الله والملائكة، والأشكال الدنيوية الأخرى، من سلالة القردة العليا نزولا للأدنى رتبة منهم" هذا جزء من كتاب العالم من البدايات حتى 4000 قبل الميلاد" تأليف إيان تاتيرسول، ترجمة حازم نهار والصادر عن مشروع كلمة.
وفى مقدمة الكتاب أنْ تكون إنساناً يعنى أنْ تكون فضولياً، وأحد الأشياء التى يجب أنْ نكون فضوليين إزاءها، معرفة كيف وصلنا إلى ما نحن عليه، وكيف تطورنا على مرِّ ملايين من السنين، لنصبح مخلوقات قادرة على التساؤل والبحث فى تطورنا؟ فى هذه المقدمة المثيرة والممتعة للقراءة، يبحث عالم الأنثروبولجيا الشهير إيان تاتيرسول بدقة فى السجلات الأنثروبولوجية والأحافيرية، متتبعاً تطور الإنسان من البدايات الأولى لعائلتنا الحيوانية،أسلاف الإنسان، مروراً بظهور الإنسان العاقل، حتى الثورة الزراعية.
يبدأ تاتيرسول بحثه بنظرة عامة منفتحة لنظرية التطور، ثم يستكشف نقاط التحول الرئيسية فى تطور البشرية، وظهور جنس الإنسان، ومزايا السير على قدمين اثنتين bipedalism، وولادة الدماغ الكبير، والتفكير الرمزيّ، وصنع الأدوات فى العصر الحجرى القديم والعصر الحجرى الحديث، وأخيراً التحول المهمّ من مجتمعات الصيد والجمع إلى المجتمعات الزراعية قبل 10.000 سنة مضت، مركزاً بصفة خاصة على نمط الأحداث والابتكارات فى تطور الإنسان البيولوجى والثقافي.
يقدم تاتيرسول تعليقاً يوضح مجموعة واسعة من المواضيع، بما فى ذلك أحدث أساليب التعبير الفنية المعروفة، وطقوس الدفن القديمة، وبدايات اللغة، والأسباب المرجحة لانقراض إنسان النياندرتال، والعلاقة بين الزراعة والديانة المسيحية، وألغاز الوعى البشرى التى لم تحل بعد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة