"أدركت ذات يوم وأنا أعود إلى البيت أنه باستثناء مهدى وأمى، فإننى أعيش أيامى مع الموتى" هذا جزء من رواية وحدها شجرة الرمان للكاتب العراقى سنان أنطون والتى حصلت ترجمتها الفرنسية، مؤخرا، على جائزة المعهد العربى فى باريس.
تنفتح الرواية والتى صدرت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر حسب موقع "جود ريدز" بسردية حكائية بسيطة تفاجئك أحياناً بانعطافاتها إلى صور حلمية فنتازية، متقطّعة بحسب خطوات السيناريو السينمائى، على مشهديات الموت الذى يلتهم قلب بغداد المحتلة، والذى يظل ماثلاً أمام ناظرى جواد الذى يمتهن غسل الأموات وتكفينهم، بعد أن تعلّم أصول المهنة ومبادئها وأسرارها على يدى أبيه، وهى مهنة توارثتها العائلة منذ زمن بعيد، غسل الموتى هذا كان يجرى قبل الاحتلال الأميركى للعراق على رسله وطبيعته المعتادة. وبوطأة الحرب الضروس، والاقتتال بين أبناء البلد الواحد جماعات وأفراداً، ازدادت وتيرة القتل ازدياداً ملحوظاً، واتخذ شكل الموت ضروباً مروعة من التمثيل بالجثث والتنكيل بها، طعناً وخنقاً وحرقاً وبقراً وتقطيعاً. وقد وصل الأمر بجواد أنه تبلبل واحتار بكيفية غسل رأس مقطوع بلا جثة، وجسد قُطّع بمنشار كهربائى غسلاً طقوسياً يفترضه الشرع الإسلامى قبل الدفن".
قال عنها أحمد خير الدين "إنما أضافت لى بشكل غير مفهوم إحساساً بأننى أتجول فى شوارع العراق التى طالما حكت لى والدتى عنها، حين كنا مقيمين فى الفلوجة ولنا قهوة مملوكة لنا دمرتها الحرب بعد أيام من وصولنا إلى مصر. باقتدار صاغ سنان أنطون الجمل الحوارية والمناقشات بين شخوص الروايتين فبدت المجادلات الطائفية حقيقية وتشبه تلك التى نعيشها نحن مع كل أزمة وكل انحياز سياسى أو ديني. فى علاقة جودى بشجرة الرمان تذكرت كيف كان أهلنا يحذرونا من قطف ثمار التوت التى كانت تنضج بشكل مغرى على الأشجار الملاصقة للمقابر ومعها ثمار التين الشوكى التى كان مظهرها يبدو وكأنها ارتوت من دماء الموتى فعلاً"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة