ينتسب "السيخيون" إلى "السيخ" وهو مصطلح يعنى العارف أو المريد، وقد أطلق المصطلح لأول مرة على أتباع المعلم "نانك" (1469 -1539) الذى ظهرت دعوته فى البنجاب، وما زال أتباعه يتركزون هناك، حيث توجد العاصمة الروحية للسيخ، كما يتوزعون فى كثير من العواصم العالمية الأخرى، ويتميزون عادة باللحى الكثة والعمائم الملونة الكبيرة ويزينون معاصمهم بالأساور الفولاذية، هذه الطائفة الدينية التي يبلغ عدد أفرادها ححدود 25 مليون من البشر ما هى حكايتها وظروف نشأتها، ومجمل عقائدها، مسيرتها منذ 5 قرون من ظهورها" هذا ما يدور حوله عنه كتاب "السيخ عقائدهم وتاريخهم"، تأليف محمد سعيد الطريحى، والصادر عن دار نينوى للدراسات والنشر والتوزيع.
يرى الكتاب أن ديانة السيخ نموذج للديانات التوفيقية التى تقوم على الانتقاء والتأليف بين العناصر الروحية المستمدة من مصادر مختلفة.
ومثلما كانت المانوية قد وفقت بين عناصر من المسيحية وأخرى من الزرداشتيه فإن مؤسس السيخ نانك وفق بين عناصر مستمدة من الإسلام وأخرى مستمدة من الهندوسية، وتبدو العناصر الإسلامية واضحة فى قيام ديانة السيخ على فكرة التوحيد، والإعتراف بإله واحد أحد، وإن كان إسم هذا الإله غير محدد، فهو تارة رام، وتارة براهما، وتارة هارى، وهذه الأسماء وأمثالها تعود إلى مصادر هندوسية، أما العناصر الدينية الهندوسية فى ديانة السيخ، فتتمثل فى كرة التحرر أو الخلاص، حيث يتم الخلاص عن طريق ما يسمى البهاكتي، ويمثل البهاكتى فى المصادر الهندوسية، طريق المحبة والورع والإيمان وهذه الفكرة موجودة فى التراث الهندوسى القديم، وقد وجدت أفضل تعبير عنها فى كتاب البهاكا فادجيتا المقدس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة