الشر هواية السفاح ومصدر سعده وهناه، ولذلك يستمر فى عناده الغشيم لمسيرة الحق ونداء الرجعة عن حربه ضد الإنسانية وضد القيم النبيلة جمعاء ولذلك يحاول السفاح البدين أن يكابر حتى النهاية، وحتى يرى نهايته بعينيه، أو يثبت للعالم أجمع - فى كل مكان - أن العالم أقل ذكاء من السفاح وأقل إدراكا للوقائع وللحقائق من رجل تحول - بنفسه وعن طيب خاطر – من حاكم مؤتمن الى سفاح يسعده صور الضحايا وأنات المصابين وبكاء الأرامل .
ولما كانت الطيور على أشكالها تقع، فما من عجب أن يلتحف السفاح فى مشواره - وخاصة بعد اكتشاف أمره وكشفه على العالم – بشركاء آخرين أبرزهم ثلاثة يمكرون ويحيكون المكائد، ولكل من الشركاء مآرب هو ساع إليها، ولكن قد يشتركون فى ظروف مواجهة مماثلة - بشكل أو بآخر – مع الوطن، ولذلك فإن لجوء السفاح إلى هذه الشلة من الشركاء كان الحل الوحيد لاستمرار السفاح البدين فى طريقه المظلم مستعينا بخبرات أصدقائه الأشرار فى التأقلم على المواجهات الاقتصادية والضغوط السياسية وشح الواردات وندرة الصادرات وتراجع الصداقات وإعراض الجيران ونفور القاصى والدانى وصياغة المغالطات وقلب الحقائق واستغلال المحسن وسرقة الضعيف وتوظيف وسائل الإعلام للدعاية له والذود عن مصالحه ومهاجمة الوطن بشراسة لعل الوطن يفزع ويتراجع، ولعل العالم يزهق ويمل وتختلط عليه الأمور فيتركها على حالها ملتوية عرجاء حتى تنسى القضية ويتحول السفاح إلى ضحية ظلمت.
لقد جمع السفاح الأعداء على مائدة واحدة وعملة واحدة تتدفق من خزائن السفاح إلى خزائنهم، بينما يتدفق السلاح والخبراء العسكريون والقوات العسكرية والمؤن الضرورية إلى معقل السفاح ومخبئه هو والهاربين من عتاة المجرمين والإرهابيين، ولذلك تتوالى الزيارات بين الشركاء من والى السفاح ليظهروا تضامنهم معه ويشدوا من أذره أمام مريديه ويحموه من شعبه الحبيس.
آن للسفاح أن يحتمى بهؤلاء، ولكن لكل منهم دربه وأهدافه التى لا تتضمن حماية السفاح البدين لأمد طويل، وإنما الى حين، وريثما يجمعون ما خلف السفاح مما يمكن جمعه، فمن ناحية نجد المصالح متفاوتة وتلتقى عند بعض النقاط وتختلف عن كثير منها، ومن ناحية أخرى ليس طالع السفاح بمبشر بالخير ولا مغر بالحماس له ومؤازرته، وقد يصبح سقوط السفاح البدين – عند نقطة ما – مغنما لشركاء طاولة السفاح الآن، لأنه مجرم بلا قضية .
لا حياة لشىء بلا قضية، ولذا فمصير السفاح البدين إلى نهاية قريبة محتومة تنتظر أمثاله، فليصارع السفاح البدين ما شاء وليبعث مجرميه يعيثون فسادا فى المدائن ما استطاع إلى ذلك سبيلا، فإنما يؤكد للعالم الذى يحاول خداعه طوال الوقت أنه مجرم كاذب، وما مساعدة شركائه له إلا تأكيدا لما يتهمهم الوطن به من المؤامرة ومن محاولة الهيمنة والتدخل فى شئون الآخرين والتحايل على الأعراف والقوانين التى يحترمها العالم أجمع.
إن ما أظهره السفاح البدين - منذ مواجهته بمؤامراته ودسائسه ضد الوطن – لا يخرج عن حالة ذهول وهذيان مستمرة ومتصاعدة، بينما الرعب يتملك ملامح وجهه وابتسامته الصفراء الآخذة فى المغيب مع كل يوم يمر على المواجهة بين السفاح وبين الوطن، والأمل أن ينتبه الشعب الحبيس وراء السفاح فيمنع تبرعاته عن الساعين فى قتل الناس ودمار بلاد الله وإيذاء الجار ويختار ما يصلح حاله ويخرج به من الظلام إلى النور.
إننا اليوم نتقدم إلى الأمام ونبصر بعيون مفتوحة طريقنا ومستقبلنا، ونبصر أعداءنا جيدا ونتابعهم ونرصد خطاهم ونطور أنفسنا ونطور قدراتنا مؤمنين بالسلام وبالسعى إليه، ومؤمنين بالتنمية وبالسعى إليها، ومؤمنين بحق الجميع فى العيش فى سلام - ودون تدخل من أحد فى شئونه - ومؤمنين بالتعاون بين أعضاء المجتمع الدولى من أجل رخاء المجتمع الدولى كله، ومؤمنين بحق الشعوب فى اختيار أنظمتها وحكامها، ومؤمنين بالحلول السلمية للمنازعات، وسوف لن نترك للسفاح البدين مدخلا ليصرفنا عن وجهتنا التى ارتضينا لوطننا أو يشتت جهدنا فيما لا طائل وراءه، ولن نترك حقا للوطن دون استرداد وتسوية مرضية، حفظ الله مصر ورئيسها ووفقه إلى الخير كله .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة