خرجت دعوات شعبية جديدة خلال الساعات الأخيرة الماضية من جانب نشطاء قطريين وعناصر من المعارضة القطرية تطالب نظام الأمير القطرى تميم بن حمد آل الثانى، بالرحيل، بعد أن تدهورت الأحوال الاقتصادية ووصلت الأزمة السياسية الأخيرة لمراحل معقدة وأصبحت بلادهم فى عزلة عن إقليمها العربى.
وحدد النشطاء يوم 13 أكتوبر الجارى، بداية للتحركات الشعبية ضد تميم ونظامه، الداعم للإرهاب والتطرف فى الوطن العربى، معتبرين يوم الجمعة المقبل نقطة البداية للتغيير فى الداخل والخارج طالما تحت مسمى "جمعة الغضب".
وقال النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى، "قطر تنتظر التغيير لأنك غير قادر على إدارتها يا تميم العار"، و"نبشر الاحرار فى قطر أن التغيير قادم وطواغيت الدوحة مصيرهم مزبلة التاريخ".
خريطة قطر
فيما قالت مصادر بالمعارضة القطرية، إن هناك تحركات مكثفة لتوحيد جبهات المعارضة، للمشاركة فى جمعة الغضب بالعاصمة القطرية الدوحة، مؤكدين على ضرورة عودة المواطنين القطريين الذين طردوا من بيوتهم وسلبت جنسياتهم.
وفى المقابل شهدت العاصمة الدوحة، تحركات أمنية مكثفة وشوهدت سيارات أمنية تابعة للشرطة القطرية بالإضافة لمدرعات تابعة للقوات التركية التى تعمل على حماية النظام القطرى، تجوب الشوارع الرئيسية منذ فجر اليوم الأحد، عقب خروج الدعوات المطالبة برحيل تميم على مواقع التواصل الاجتماعى.
كما أعلنت وزارة الداخلية القطرية، إغلاق طريق "الخور الساحلى" الذى يعتبر أهم شوارع العاصمة ابتداء من يوم الجمعة المقبل، وذلك استعدادا لسد الطريق أمام المتظاهرين الذين ينون الخروج بالشوارع الرئيسية عقب صلاة الجمعة.
وفى هذا السياق، شهد قصر "الوجبة" الأميرى الذى يدير منه تميم مقاليد الحكم فى البلاد، حالة ارتباك حادة، حسب مصادر بالمعارضة القطرية.
وقالت المصادر: إن قوات الأمن التركية أعادت تمركز قواتها على الأبواب الرئيسية للقصر الأميرى، كما شوهد انتشار مكثف لقوات الحرس الثورى الإيرانى بالشوارع المحيطة بكافة القصور الأميرية بالإمارة الخليجية.
يأتى هذا فى الوقت الذى يرفض فيه المسئولون فى قطر السماع لصوت الشعب، وقد فوجئ هؤلاء المسئولون بنتائج الاستطلاع الذى نشره معهد "واشنطن لسياسات الشرق الأدنى" فى موقعه على الإنترنت، وملخصه أن 80% من الشعب القطرى يرفضون سياسات حكومتهم تجاه الدول العربية وتقربها من طهران.
وقال مدير "منتدى فكرة" فى معهد واشنطن ديفيد بولوك، إن الاستطلاع أظهر أن هذه النسبة من القطريين يعارضون سياسات إيران الإقليمية الحالية، وأنهم ينظرون بشكل أسوأ إلى وكلاء إيران الإقليميين، حيث حصل كل من "حزب الله" و"الحوثيين" فى اليمن على تقييمات سلبية من 90% من الشريحة السكانية البالغة فى قطر.
وأضاف بولوك: "أن قطر ليست دولة ديمقراطية، لذلك فإن لغالبية الرأى العام هناك تأثيراً غير مباشر على السياسة العامة، ولكن يتعيّن حتى على هذه الملكية المطلقة أن تولى بعض الاهتمام للمواقف الشعبية".
وأكد الاستطلاع أن أغلبية ساحقة من سكان قطر الذين يناهز عددهم 300 ألف نسمة يرغبون بتسوية الأزمة مع الخليج ومصر بطريقة ودية، فقد أعرب 81% من المستطلعين عن دعمهم لحل وسط تقدّم فيها كافة الأطراف بعض التنازلات إلى بعضها البعض، بينهم 36% يؤيدون بشدة هذا الاتجاه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة