عاقبت محكمة جنح مدينة نصر "مستريحة" جديدة تمتلك مكتب لاستيراد مواد البناء، بالحبس 3 سنوات، لاتهامها بالنصب على عدد من أصحاب شركات المقاولات، والاستيلاء على 100 مليون جنيه بحجة توريد مواد بناء، واكتشفوا بعد ذلك هروبها، وتمكن رجال المباحث من القبض على المتهمة.
تلك القضية ليست الأولى فى عالم جرائم النصب الذى اقتحمته السيدات، أو "المستريحات"، حيث سبقتها العديد من الجرائم قام بدور البطولة بها سيدات، رفضن ترك المجال للرجال فقط، وشاركن به مستغلين أنوثتهن والأدوات المتاحة لهن للإيقاع بالضحايا، وهو ما دفعنا لإلقاء الضوء على ذلك الجانب من الجريمة الذى انتشر فى الآونة الأخيرة فى عدد من المحافظات المصرية.
فى مدينة بلقاس بالدقهلية، اتهم عدد من الأهالى سيدة تدعى "منال. ح. م" تبلغ من العمر 36 عاما، صاحبة محل أدوات كهربائية، بالتحصل على مبالغ مالية منهم بغرض توظيفها مقابل أرباح عالية، وأنها جمعت الأموال من جيرانها وتمكنت من النصب عليهم، بعد جمع مبلغ يتخطى 20 مليون جنيه، وفرت هاربة من المدينة، وتمكن رجال المباحث من ضبط المتهمة، وأمرت النيابة بحبسها على ذمة التحقيق.
وفى محافظة المنيا ألقى رجال المباحث القبض على "عبير ع. ع" 36 سنة، حاصلة على دبلوم، لاستيلائها على مبالغ مالية من المواطنين بلغت 781 مليون جنيه، بحجة استثمارها مقابل الحصول على أرباح شهرية والنصب عليهم، وأمرت النيابة بحبسها على ذمة التحقيق.
وفى محافظة الدقهلية ألقى رجال المباحث القبض على سمسارة عقارات، لاتهامها بالاستيلاء على 6 ملايين جنيه من عدد من المواطنين، لاستثمارها فى مجال العقارات، كما تم القبض على ربة منزل بالغربية لاتهامها بالنصب على 15شخصا وجمع 8,5 مليون جنيه منهم، بحجة توظيفها فى تجارة الأجهزة الكهربائية مقابل ربح شهرى 10%، ورفضت رد المبالغ والأرباح لأصحابها.
وفى محافظة دمياط وجه 8 أشخاص اتهاما لــ" تسنيم. ا" 23 عامًا صاحبة محل للملابس الرياضية، بمدينة دمياط بالاستيلاء منهم على مليون جنيه، وأوهمتهم باستثمارها فى استيراد الملابس الرياضية.
الخبير الأمنى اللواء رشيد بركة، ذكر أن ظاهرة استثمار النقود مقابل الحصول على فوائد شهرية انتشرت منذ إنشاء شركة الريان لتوظيف الأموال، والتى تم القبض على مالكها عام 1989، وتعرض للسجن فى قضية توظيف أموال، وعقب ذلك اختفت تلك الظاهرة لعدة سنوات، ثم عادت مرة أخرى بشكل أكبر، حيث بدأ المحتالين يلجأون إلى تلك الطريقة لجمع أكبر قدر من المبالغ المالية، بحجة توفير أرباح شهرية لأصحابها، تتعدى قيمة الأرباح الخاصة بالبنوك.
وأضاف بركة أن جرائم النصب بهذا الأسلوب انتشرت تحت مسمى "المستريح"، بعد ضبط أحد المحتالين الذى كان يلقب باسم "المستريح"، لاتهامه بالاستيلاء على ملايين الجنيهات من الضحايا بحجة استثمارها، وكان الأمر مقتصرا على الرجال، إلا أنه فى الاونة الأخيرة، بدأت بعض السيدات تدخل لعالم النصب على المواطنين، مستغلين طمع بعض أصحاب المال، واغرائهم بالحصول على أرباح شهرية كبيرة شهريا تصل إلى 25% .
وذكر بركة أن السيدات أو "المستريحات"المتورطات فى جرائم النصب يستغللن الثقة التى يحصلن عليها من المواطنين، للإيقاع بأكبر عدد من الضحايا، حيث لا يتوقع الأشخاص الذين يتعرضون للنصب، أن سيدة تمتلك الجرأة والمهارة للإحتيال والسرقة، وأنها تعرض نفسها للسجن مقابل الاستيلاء على أموال المواطنين، وهو ما يسهل عمليات النصب التى تقوم بها السيدات، وأدى لانتشارها فى الفترة الأخيرة بشكل كبير.
بدوره، قال الدكتور إيهاب يوسف خبير إدارة المخاطر الأمنية، أن كل نصاب يستخدم الأدوات والإمكانات المتاحة له، للإيقاع بالضحية، وبالنسبة للسيدات المتورطات فى جرائم النصب، فيستغللن أنوثتهن لإقناع الضحية بهدفهن، والحصول على ما يرغبن به، لكونهن محل ثقة أكثر من الرجال فى مجال العمل.
وذكر يوسف أن السيدات المتورطات فى جرائم النصب على المواطنين، العديد منهن يكون واجهة فقط، ويعملن لصالح أشخاص آخرين، حيث يكون الهدف من استغلالهن جمع أكبر عدد من الضحايا، لتسهيل عمليات النصب، مضيفا أن المتهمات فى تلك الجرائم يستخدمن مصطلح سيدات أعمال، والعمل بشكل ظاهرى فى عدة مجالات منها تجارة الأراضى والعقارات، واستيراد الأجهزة الكهربائية والملابس.
وقال يوسف أن المتهمات يستغللن جهل الضحايا فى تلك المجالات، والادعاء أنها تدر أرباح كبيرة لهم توفر مكاسب شهرية تتعدى قيمة فوائد البنوك، لخداع الضحايا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة